حقوق
أخر الأخبار

بالصور | للأبنية التراثية حصّة الأسد من انفجار بيروت

كل المباني دُّمرت وكلها قابلة للترميم

وسط مشهد الخراب الذي حلّ بالعاصمة بيروت نتيجة انفجار المرفأ، بدا أنّ للبيوت التراثية والأثرية حصّة الأسد من الدمار والتصدّع، خاصة أنّها تتمركز بمعظمها في محيط المنطقة حيث وقعت الفاجعة.

الأبنية الأثرية التي لطالما عانت الأمرّين بين عجز الدولة واهمالها من جهة وجشع المستثمرين العقاريين من جهة أخرى، تجد نفسها اليوم أمام مخاض آخر أشد عسرًا قد يؤول إلى عاقبة غير محمودة.

فما هي التقديرات الأوّلية لحجم الدمار الذي لحق بالمباني الأثرية، والتكلفة التقريبية لترميم ما دُمّر؟ وهل من خطّة لإنقاذ ما تبقى من تراث يروي تاريخ هذه المدينة وحضارتها؟ والأهم على عاتق من ستقع مسؤولية الترميم وسدّ النفقات في دولة تعاني بدورها من التصدع وعلى قاب انهيار وأقصى؟.

عن هذه الأسئلة وغيرها يجيب عضو جمعية التراث رجا نجيم، فيؤكد أنّه من المبكر حصر الخسائر والحديث عن كلفتها بشكل دقيق مشدّدا على أنه “لم يبقَ بناءٌ أثريٌّ في ضواحي المرفأ على حاله ولكن لا شيء غير قابل للترميم، من شارع شارل حلو ومار مخايل وصولاً إلى منطقة الكارنتينا والمدوّر”.

وشرح نجيم أنّ الأساس في الأبنية التراثية هو هيكلها، فالعمار التراثي يُبنى من الأحجار الرملية ويقوم على عواميد كبيرة من الحجر موصولة ببعضها بقوس يعرف بـ “سقف العقد” والتي هي غالبا ما تتصدّع اثر الحوادث أو حتى نتيجة تراكم الزمن لأنها أصلاً مصنوعة من مواد خفيفة لكي لا تشكل وزنًا على الأساس، لذا فقد تبدو بعض البيوت مريبة وغير قابلة للترميم في المعاينة الأولية إلّأ أنه ولمجرد صمود الأساس والأعمدة فهذا يعني أنّ البيوت سيعاد إعمار ما هُدّم منها.

وقال: “الزجاج وأبواب الخشب كلّها قابلة للإصلاح، وكذلك احجار المبنى فإذا وقعت شرفة المنزل نعيد بناءها، وإذا تساقط سقف العقد نعيد تثبيته في مكانه وإذا هوى القرميد بالكامل نعيد ترميمه حتى إذا تزعزع الأساس يمكن بعد التدعيم فكّه وإعادة تركيبه”.

كل الأبنية التراثية صُدِّعت وكلها قابلة للترميم

وعن الآلية والتمويل قال نجيم إنّ العملية تبدأ عبر الاستعانة بمهندسين انشائيين ليهتموا بهياكل المباني التراثية وخبراء إعادة ترميم وجمعيات تعنى بالمحافظة على التراث، مضيفًا “نحن لا نثق بالادارات الرسمية وممثلي الوزارات ولا يمكن أن يأتي الخيرَ عبرهم”.

واعتبر أن بلدية بيروت لم تحرّك ساكنًا من قبل رغم أنّ موضوع تصدّع الأبنية الأثرية ليس بجديد وإن كان الانفجار أوصله إلى حدٍّ لا يقبل التأجيل، قائلًا: “لطالما كانت المقاربة للملف مقاربة تضليلية من قبل الإدارات المعنية الرسمية من بينها بلدية بيروت، فمعظمهم يميل إلى خيار الهدم وانشاء أبنية جديدة مكانها”.

وعن الجهة التي يعوّل عليها للاهتمام بإعادة الإعمار قال: “أنا لا أرى سوى الدول الأجنبية قادرة على هذه الخطوة فهي تهتم بالتراث في حين أنّ الدولة اللّبنانية تشكو الإفلاس والإدارات الرسمية غير مستعدّة لدفع أي ليرة، حتى أنّ الموضوع ليس على قائمة اهتماماتها”.

وأضاف: “هذه المشكلة لن تحل إلا إذا كان التمويل من الدول الأجنبية بالتعاون مع الجمعيات ومديرية الآثار لا وزارة الثقافة فعندما تدخل الوزارات في شأن ما تدخل السياسة تلقائيًا”.

واستدرك نجيم بالقول: “أستثني من حديثي محافظ بيروت مروان عبّود المشجع بهذا الإطار فهو لديه غيرة على الأبنية الأثرية ولديه احترام للتاريخ وتراث البلد، وإذا استمرّ على هذا النحو سنرى في المستقبل بيروت مختلفة عن قبل”.

وختم نجيم بما بدأ: “كل المباني صُدِّعت وكلها قابلة للترميم”.

نُهاد غنّام

نُهاد غنّام

صحافية تمارس المهنة منذ العام 2007، حائزة على الماستر في الصحافة الاقتصادية من الجامعة اللّبنانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى