مجتمع

المخدرات في  لبنان “بسعر الفجل” وارتفاع التعاطي بنسبة 35%

ازدادت نسبة تعاطي المخدرات حوالي 35% هذا العام، بحسب إحصائيات جمعية جاد الخاصة بعلاج المدمنين، وتعود الأسباب بحسب علماء الاجتماع والنفس إلى زيادة نسب الفقر والبطالة، وما يستتبعه من نتائج سلبية على الحالة النفسية والاستقرار الاجتماعي، فينصرف إلى تعاطي المخدرات هرباً من واقعه الأليم.

ويقول مدير الجمعية جوزيف حواط لـ”أحوال” إن المخدرات منتشرة بكثرة في لبنان، خاصة مادة الكبتاغون التي كانت تُباع سابقاً إلى الخارج، لكن بسبب جائحة كورونا والعقوبات الخارجية على البلد، أصبح تصريف هذه المادة تصديرياً غير وارد، فنشط الترويج الداخلي لها.

ويكشف أنّ هذه المادة تُباع بسعر زهيد، لا يتخطى الألفي ليرة في المناطق الفقيرة والضواحي التي تعاني من الجهل والبطالة والإجحاف بحقها من قبل الدولة.

ويؤكد حواط أنّ تعاطي المخدرات أصبح مرتبطًا بشكل وثيق بالترويج، بمعنى آخر، تلجأ من الفقيرة من المدمنين إلى تعاطي هذه المواد بحثاً عن الراحة، وهم لا يملكون سعرها، فيجنّدهم التجار الكبار للترويج، ليقعوا ضحية التعاطي والترويج في آنٍ معاً.

وكما يقول المثل الياباني الشهير “التفاحة تتعفن من رأسها”، أي لا يمكن معالجة ظاهرة تفشي التعاطي في مجتمع منهار اقتصادياً وأمنياً وإجتماعياً، واستفحل الفساد بكل قطاعاته، دون العودة الى المشكلة الأساسية وقطع يد الفساد من رأس الهرم، تحقيقاً لعدالة اجتماعية وتطبيقاً لقوانين مكافحة المخدرات.

وفي هذا الصدد، يوضح حواط أنّ هناك بعض عناصر مكاتب مكافحة المخدرات، ارتبط اسمهم بشبكات ترويج خطيرة، وقد انتشر الأمر على وسائل الإعلام اللّبنانية، لكنّ الدولة اللّبنانية لم تتحرك بشكل صحيح مراعيةً الأبعاد الطائفية والسياسية لهؤلاء الأمنيين الكبار.

المخدرات تُباع بسعر زهيد لا يتخطى الألفي ليرة في بعض المناطق

من جهة أخرى، تفيد مصادر أمنية رسمية أنّ عدد الموقوفين بتهم تعاطي المخدرات وترويجها وتصنيعها هذا العام يفوق الألف و900 شخص، معظمهم من الجنسية اللّبنانية.

ويؤكد المصدر أنّ القوى الأمنية بجهوزية كاملة لمحاربة هذه الآفة، وتتحرك بحسب معطياتها ومعلوماتها.

ويشدّد المصدر أنّ الأهم من توقيف المتورطين، هو توعية المجتمع على مخاطر التعاطي، فما أن ينخفض الطلب، سوف ينخفض العرض بشكل أوتوماتيكي معه.

تجدر الإشارة إلى أنّ كلّ الأسباب التي تم ذكرها سابقاً لا تبرّر تعاطي مواد تسيء للهوية البشرية وتؤثر سلباً على المجتمع، لذا من المهم معالجة الأزمة قبل استفحالها بشكل مأساوي وتوعية المواطنين على خطورة هذه الآفة.

 

جويل غسطين

جويل غسطين

صحافية لبنانية تهتم بالشؤون الاجتماعية والثقافية، حائزة على شهادة البكالوريوس في الإعلام من الجامعة اللبنانية الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى