إيقاف “الأدوية المزمنة”… فقدان بصر وخلل في الدماغ
في ظل تفاقم أزمة الدواء في لبنان قد يفتقد بعض المرضى خصوصاً المصابون بالأمراض المزمنة التي قد تسبب مشكلات صحية ويؤدي عدم الالتزام بتناول الأدوية في مواقيتها إلى آثار جانبية خطيرة، لذا يتوجّب على المرضى الالتزام بالأدوية كما وصفها الطبيب لهم، كي تتحسن حالتهم الصحية في شكل سريع، ولمنع الإصابة بأمراض أخرى.
سنتناول الحديث عن مخاطر إيقاف الأدوية لبعض الأمراض المُزمنة التالية: مرض الصرع، ومرض الرجفان الأذيني، ومرض السكري، ومرض ارتفاع الضغط.
ومن أخطر أنواع الأمراض المزمنة مرض الصرع، وهو مرض عصبي يُصيب المريض بنوبات وتشنّجات وبحركات لا إرادية، ويُعدّ مرض الصرع أحد الأمراض العصبية التي يسهل السيطرة عليها نسبيًا، وذلك يكون بالالتزام بالدواء كما وصفه الطبيب للمريض.
ولإيقاف الدواء تأثيرات سلبية كثيرة، منها:
تأثّر الذاكرة خلال وبعد نوبة الصرع، وذلك قد يكون بسبب تأثّر بعض الخلايا في الدماغ، وقد يؤدي مرض الصرع غير المُعالج إلى حالات الاكتئاب والتوتر النفسي نتيجة النوبات المُتكررة وغير المُتوقّعة والذي قد يؤدّي إلى الانتحار.
قد يُصادف توقيت نوبة الصرع قيادة المريض للسيارة أو قطع الشارع، ممّا يؤدّي إلى حصول كسور في العظام وقد يؤدّي أحياناً إلى الوفاة نتيجة حوادث دهس أو حوادث سير. كما قد تؤدّي نوبة الصرع إلى الموت المفاجئ غير المُبرّر.
وفيما يخص مرض الرجفان الأذيني اضطراب في كهرباء القلب ويُؤدّي إلى زيادة عدد نبضات القلب التي قد تصل إلى المئات من النبضات في الدقيقة الواحدة، وهو مرض لا يكون قاتلًا عادة إذا ما كان المريض مُلتزم بالدواء ولكنّه قد يكون مُزعج للغاية.
أمّا تأثير التأخر في جرعات أدوية الرجفان الأذيني قد يؤدي إلى:
يزيد الرجفان الأذيني من احتمالية الإصابة بالجلطات القلبية، التي قد تنتقل إلى الدماغ ممّا يؤدي إلى الإصابة بالجلطات الدماغية. ويؤدي الرجفان الأذيني إلى الإصابة باعتلال عضلة القلب وضعفها وبالتالي إلى ظهور قصور عضلة القلب.
ويؤثر على الجهاز التنفسي، ويُسبب صعوبة في التنفس، كما يسبّب الإرهاق والتعب وعدم القدرة على القيام بأي مجهود، كما أنّه يؤدي إلى تجمع السوائل في الجسم والأطراف.
أمّا أدوية السكري فإنّ إيقافها سيؤدي إلى مشكلات صحية في معظم أعضاء الجسم، منها:
ارتفاع مستوى السكر في الدم يؤدي إلى اعتلال الكلى السكري ما يسبب الحاجة إلى غسيل الكلى، وكذلك يؤدي إلى اعتلال الشبكية السكري، الذي يسبب فقدان البصر بالكامل.
كما قد يؤدي إلى اعتلال الأعصاب السكري الذي قد يؤدي إلى بتر الأطراف والقدم.
كما أنّه يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والجلطات القلبية والدماغية.
ارتفاع مستوى السكر في الدم يؤدي إلى خزل المعدة، ويؤدي إلى سبات السكري، وذلك يؤدي إلى الاكتئاب والخرف.
أمّا الوقاية من مضاعفات مرض السكري هي: الالتزام بأدوية السكري الموصوفة من قبل الطبيب. مراقبة مستوى السكر في الدم بشكل يومي ودوري. ممارسة الرياضة بما لا يقل عن 15 دقيقة أسبوعيًا، مثل المشي وركوب الدراجة. الحدّ من الدهون المشبعة والكربوهيدرات المكرّرة. الاعتماد على الفواكه، والخضار، والحبوب الكاملة في النظام الغذائي. تناول كميات أقل وحصص أصغر من الطعام. المحافظة على الوزن المثالي والصحي.
أمّا مخاطر إيقاف أدوية ارتفاع ضغط لها مضاعفات عدّة كون الأدوية منظمة لارتفاع ضغط الدم المسمى بالقاتل الصامت، إذا لم يتم السيطرة عليه ومراقبته في شكل دوري، ويعتبر مرض ارتفاع ضغط الدم من عوامل الخطر لكثير من الأمراض، وله العديد من المضاعفات، مثل:
ارتفاع ضغط الدم يزيد من احتمالية الإصابة من الجلطة الدماغية والقلبية. وارتفاع ضغط الدم يزيد من احتمالية الإصابة بمرض قصور القلب، كما أنّه يؤدّي إلى الإصابة بأمراض في الكلى وقد يؤدي إلى الفشل الكلوي. كما يؤدي إلى فقدان البصر نتيجة إجهاد الأوعية الدموية وإتلافها. كذلك يؤدي إلى الإصابة بمرض الشرايين المحيطية، وتصلب الشرايين، وكذلك يسبب الضعف الجنسي للذكور والإناث.
وتسمى حالة ارتفاع ضغط الدم إلى 180/120 بالنوبة، وتؤدي إلى الإصابة بفشل دائم في الكثير من أعضاء الجسم.
للوقاية من ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته، يجب الالتزام بالأدوية المنظمة لضغط الدم الموصوفة من قبل الطبيب. والمحافظة على الوزن المثالي والصحي. واتّباع نظام غذائي صحّي، واتباع حمية غذائية قليلة الأملاح. وممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمدّة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا. ومراقبة ضغط الدم يوميًا. والأهم الإقلاع عن التدخين.
وهنا يجب تناول الدواء في نفس الوقت من كل يوم. وربط تناول الأدوية بعمل يومي روتيني مثل تنظيف الأسنان أو قبل النوم، مع التحقق ممّا إذا كان يجب تناول الدواء على معدة فارغة أو مع الأكل.
هناء حاج