إخصائية التغذية غنى صنديد تكسر كل الأفكار الشائعة وتقول إنّ الفاكهة مضرّة وكارثيّة، وتوجّه تحذيراً من شرب العصائر الطبيعية والفاكهة المجففة وتنصح بتناول الشوكولا كبديل للفاكهة.
صنديد تشرح لـ”أحوال” نظريتها الغريبة المستندة إلى أسسٍ علميّة.
الفاكهة طعام مقنَع بالبراءة
تقول صنديد: “كل النّاس يعتبرون أنّ الفاكهة شيء صحي. لكن أنا سأخرج عن المألوف وأقول إنّ ليس كل شيء صحي يمكن أن نأكل منه بالطريقة التي نريدها وفي الوقت الذي نريد.”.
وتتابع “نعم أنا ضدّ الفاكهة لأنّ المديح الذي نسمعه عنها ليس موضوعياً، وهنا أريد أن أذكّر ببعض حقائق الفاكهة، وهي فعلاً صحية ومليئة بالفيتامينات والمعادن وفيها ألياف لكن هذا لا يعني انه يمكن تناولها دون رقيب أو بعشوائية. الفاكهة طعام مقنّع بالبراءة.”.
وتتوجّه غنى إلى من يحذف وجبة العشاء من قائمته ويستبدلها بالفاكهة بالقول “أنت مخطىء” وتبرّر الأمر بأنّ الفاكهة تحتوي على سكر أسمه فركتوز وهو في تركيبته شبيه تماماً بتركيبة سكر الكلوكوز اي السكر الأبيض أو السكروز . إذن تركيبته هي نفسها للسكر الموجود في الحلويات وفي السكاكر وفي سكر المائدة. صحيح إن مصدره نباتي لكن الجسم يتعامل معه بنفس الطريقة.
العشاء أفضل من تناول الفاكهة
الشخص الذي يتعشى فاكهة يظن إنه قام بخيار صحي لأن الفاكهة مليئة بمضادات الاكسدة والفيتامينات والمعادن والألياف ولا يرفع السكر في الدم كما يفعل السكر الابيض أو الحلويات وكل هذا صحيح. وهي أيضاً تقوّي المناعة وجيدة للبشرة والشعر. وهذا أيضاً صحيح. لكن بالرغم من ذلك يجب تناول الفاكهة بحدود لأنّها تحتوي على كميات كبيرة من السكر.
وتضيف غنى: ” عند تناول كمية كبيرة من الفاكهة، السكر الزائد يذهب الى الكبد، والكبد يحوله الى دهون ولا سيما تلك الدهون التي تتراكم في منطقة البطن”.
من هنا الشخص الذي يتعشى فاكهة يلغي وجبة من البروتين وبعض النشويات تشعره بالشبع أكثر وهو خيار خاطىء تماماً. تقول ” عندما نتعشى فاكهة بأقل تقدير سنتناول حوالي 600 او 700 وحدة حرارية وبالتالي تخطينا المعدل المسموح به من تناول السكر في اليوم. فهذا السكر الزائد سيذهب الى الكبد الذي سيخزنه على شكل دهون في منطقة البطن”.
لا لعصير الفاكهة
وعن عصير الفاكهة تقول غنى إنّه مشكلة أخرى خاصّة مع رواج موضة الديتوكس الذي يستغني عن الطعام ويتناول في المقابل العصير الطبيعي والفاكهة.
وتشنّ صنديد حرباً ضد عصير الفاكهة بقولها : “كل من يعتبر عصير الفاكهة صحي فهو مخطئ .وأريد أن أضع مئة خط تحت كلمة لا لعصير الفاكهة. وأشرح مقولتي هذه كالتالي. حتى نحصل على كوب من عصير الليمون علينا ان نعصر 3 حبات من البرتقال. وكل كوب عصير يحتوي على 300 وحدة حرارية أي ما يوازي 9 ملاعق من السكر وهو ما يتنافى مع أبسط قواعد الدايت”.
وتؤكّد غنى أنّه عندما نعصر الفاكهة نخسر منها الألياف التي تكمن أهميّة الفاكهة في احتوائها عليها، لذا تنصح بأكل الفاكهة بطريقة معتدلة بدل شرب العصائر.
لماذا ضد ديتوكس دايت
وتشرح غنى صنديد لماذا هي ضد الديتوكس دايت “إذا نظرنا كيف كان أهلنا يأكلون، نرى أنّ قائمة طعامهم تحتوي على اللبنة واللبن والخبز واللحمة وكانت صحتهم جيدة وأجسامهم سليمة. لذا لا افهم لماذا سنشرب عصير السبانخ أو عصير الملوخية في حين يمكن ان نأكلها في الطبخ فهذا غير منطقي وهذه المأكولات ليست موجودة حتى تؤكل كعصير. فهذا سلوك بلا اهمية ومجرد ترهات ليس لها فائدة”.
وترى غنى أنّ الديتوكس دايت قد يكون جيداً للمدخنين أو لشخص يشرب الكحول ويريد أن ينظّف كبده، على أن يقوم به لمدة يومين أو ثلاثة ليس اكثر، لكن أن يعتمد كأسلوب حياة فهذا أمر مضر جداً وأقله سيخسر قوته والكتلة العضلية في جسمه.”.
وماذا عن الذين يحبون تناول الفاكهة المجففة؟
تقول صنديد: “اليوم بات تناول الفاكهة المجففة موضة ونسمع عن فاكهة الكرمبري والتين والتمر والمشمش وغيرها، ويتم تناولها في فصل الشتاء على إنها فاكهة صحية وتمدنا بالدفء”.
وتؤكّد غنى أنّه عند تجفيف الفاكهة تخسر أكثر من نصف المعادن والفيتامينات وتخسر 80 بالمئة من الماء، كما أنّها تحتوي على كميّة كبيرة من سكر الفراكتوز.
وترى غنى أنّه لا بأس بـ 3 حبات من التمر أو التين أو المشمش المجفف يومياً، دون الإفراط بتناولها لأنّها تؤدّي إلى السّمنة وتراكم الدّهون على البطن.
تناول الشوكولا أفضل من الفاكهة المجففة
كوب من التوت المجفف يحتوي على وحدات حرارية توازي لوحين من شوكولا سنيكرز ، كما أنّ كوب من الزبيب يحتوي على 30 غرام من السكر وهذا يعتبر رقم كبير جداً في عالم التغذية الصحية.
وبعيداً عن السعرات، تؤكّد غنى أنّ الفاكهة المجففة تحافظ على لونها وبريقها، لأنّها مصنعة ويضاف اليها مواد حافظة منها مادة النترات المسمة والخطيرة جداً.
-الفاكهة في زمن كورونا
في زمن كورونا، يسارع المرضى إلى شرب الليمون ومشتقاته للحصول على فيتامين C المعزّز للمناعة تقول غنى ” المناعة ضد الانفلونزا وضد أي مرض آخر لا تنشأ في يوم المرض، بل يجب أن يتم تحصين المناعة خلال الأشهر الماضية وأن نعطي جسمنا المخزون الكافي من فيتامين c “. لذا تنصح غنى بتعزيز الفيتامينات قبل بدء موسم الشتاء ليكون لدينا القدرة على مواجهة الأنفلونزا والكورونا بواسطة جهاز مناعة قويّ.
كمال طنوس