تغذية

سمنة الأطفال متلازمة الحجر المنزلي… كيف نحميهم منها؟

قواعد مهمة لدايت صحّي لطفلك

جائحة أخرى بدأت تجتاح المجتمعات بسبب الأقفال العام وعدم الخروج من المنزل. وهي جائحة السمنة التي باتت تهدد الجميع لا سيما الأطفال الذين لم يذهبوا الى المدراس هذا العام، وباتوا يقضون معظم وقتهم محجورين دون حركة ودون أنشطة. فلا يجدون أمامهم سوى تناول الطعام كنشاط وتمويه وفشة خلق في هذا الضيق العام الذي يعيشه العالم نتيجة كورونا.
إخصائية التغذية راشيل قسطنطين في حديث لأحوال، تقدم سلسلة نصائح حول كيفية حماية أطفالنا من زيادة الوزن خلال فترة الحجر المنزلي.
تشير قسطنطين إلى الفئات العمرية عند الأطفال فتقول:” عندما نتحدث عن الأطفال نقصد اولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات و11 سنة لأن بعد هذا العمر يدخل الطفل في مرحلة المراهقة وتحت سن 3 سنوات تكون مرحلة الأطفال الصغار جداً أو الرضع”.
تتابع “الطفل في هذا السن يكون بمرحلة دقيقة جداَ لأن في هذه المرحلة يتكون جسمه وعضلاته وعقله وهو بحاجة الى كافة العناصر الغذائية الضرورية ليكون بجسم صحي وسليم . وزيادة الوزن في هذا العمر لها تأثير على صحته النفسية والجسدية وتعرضه للأمراض مثل السكري والضغط والشرايين.

الوحدات الحرارية التي يحتاجها الطفل

كل طفل بحاجة الى البروتين والخضار والفاكهة حتى يكبر بصحة سليمة، وهناك وحدات حرارية معينة يحتاجها الطفل بحسب عمره. فالطفل بين 9و 11 سنة بحاجة الى 1800 و2200 وحدة حرارية يومياً. وكلما كانت قامته طويلة احتاج الى وحدات حرارية أكثر. والطفل بين عمر 6و 8 سنوات بحاجة الى حوالي 1600 وحدة حرارية يومياً. وأقل من ست سنوات الطفل هو بحاجة الى ما بين 1600و1200وحدة حرارية. بينما ترتفع الوحدات الحرارية أكثر بعمر المراهقة.

عناصر غذائية مهمة لكل طفل

تتحدث قسطنطين عن العناصر الغذائية المهمة لكل طفل وفي طليعتها البروتين. فالبروتين مثل اللحوم والدجاج والسمك والبيض وثمار البحر والمكسرات غير المملحة مهمة لعمل الانزيمات والهرمونات في جسم الطفل ولتكوّن العضل. ودوماً نتحدث عن اللحوم بدون دهون وننتبه من أي طعام في هذه الفئة لأنه قد يسبب بحساسية للأطفال.
العنصر الأخر المهم لبناء جسم الطفل هو الخضار والفاكهة والبقوليات مثل الحبوب كالعدس والفاصوليا والفول. مع الحرص أن تكون الخضار ملونة فهذا يعطي الطفل جميع أنواع الفيتامينات. ونحن دوما نشجع على تناول الفاكهة كما هي وليس على شكل عصير لأنها تضم عناصر غذائية أكثر وفيها ألياف أكثر تساعد الطفل في عملية الهضم وتشعره بالشبع مع وحدات حرارية أقل.
فقد أظهرت أخر الدراسات بأن عصير الفاكهة يرفع نسبة الأنسولين في الدم مما يساهم في تكدس الدهون خصوصاً في منطقة البطن. وعلينا أن نعلم الطفل على تناول خمس حصص من الفاكهة والخضار يومياً .
العنصر الثالث المهم لأي طفل هو تناول الألبان والأجبان والحليب ومن الأفضل أن تكون بدون دسم وليس صحيحاً أن الأطفال بحاجة الى الحليب وكل مشتقاته كاملة الدسم، فكمية الكالسيوم وفيتامين د وكل العناصر الغذائية الجيدة هي نفسها في الحليب والألبان الخالية الدسم.

أطعمة يجب أن يتجنبها الأطفال

أما عن الاطعمة التي يجب تجنبها عند الأطفال وتسبب زيادة وزن هي النشويات والسكريات مثل المعكرونة والأرز والخبز والبطاطا والمعجنات والحلويات مثل البسكويت والشوكولا وغيرها فهي تزيد الوزن وقيمتها الغذائية قليلة وتفتح الشهية وتكدس الدهون. والأفضل أن نستبدل الحلويات بالفاكهة والعصير الطبيعي ويمكن أن نضيف لها العسل المهم لمناعة الطفل وذات القيمة الغذائية العالية.
التقليل من تناول الدهون المشبعة مثل المقانق والسجق واللحوم الحمراء المدهنة والبطاطا المقلية والابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي الزيوت المهدّرجة الموجودة في الوجبات السريعة والشيبس. والاكتفاء بتناولها مرة واحدة في الاسبوع والأفضل مرة واحدة في الشهر. مع وجوب تعليم الطفل عندما يكون خارج البيت أن يأكل الوجبة مع السلطة الصحية والابتعاد عن الأطعمة السريعة وشرب الكولا واستبداله باللبن الغني بالبروبيتك المهم لعمل الكولون وعملية الهضم أو بالعصير الطبيعي الغني بالفيتامينات.

كيف نكبح شهية الطفل؟

ما هو الدايت أو النظام الغذائي الجيد كما تحب راشيل قسطنطين أن تسمّيه للطفل الذي عنده وزن زائد ونريد نكبح شهيته؟
تقول قسطنطين في الإجابة عن هذا السؤال يجب أولاً:
أن تكون الوجبات غنية بالبروتين والسلطة الغنية بالألياف لأنها تساهم في عملية الشبع. وعند الشبع تقل اللقمشة وتناول السناك.
ثانياً: السناك خلال الحجر الصحي أو في أي وقت يجب أن تكون من الأطعمة الجيدة مثل الفوشار أو الجلو المحلى بالسكرولوز أو ستيفيا وهي بدائل السكر الطبيعي دون أن نذهب نحو الأسبارتام المحلي المضر . وتناول الجوز أو الزبيب أو التين المجفف أو التمر الغنية بالمعادن والفيتامينات وهي أفضل بما لا يقاس من الحلويات والشوكولا والبسكويت . ويمكن أن تكون السناك أيضا من زبدة الفستق الغنية بالبروتين وتعطي نشاطا وحيوية للطفل ومهمة لعمل الدماغ والذاكرة. ويمكن أن نحضر في البيت البوظة المثلجة التي قوامها من عصير الفاكهة الطبيعية. أو اللبن مع الفاكهة أو الأفوكادو مع العسل التي تحتوي على الدهون الجيدة وغنية بالأوميغا 3 . او تقطيع الجزر والفريز وهي قليلة بالسعرات الحرارية. ويمكن تحضير الكيك المنزلي بكمية زيت ودهون وسكر قليل فهو أفضل من حلويات السوق الغنية بالدهون.

دايت الطفل

اذا أردنا أن يخضع الطفل لدايت من أجل إنقاص الوزن تقول راشيل ” أنا أؤمن بنظام غذائي للطفل يعطيه كل العناصر الغذائية المهمة لصحته وبذات الوقت يمكن أن يخسر وزنه الزائد ولا يوجد طريقة سريعة أو مضمونة، والأفضل أن نفكر بنظام غذائي طويل الأمد يساعد الطفل في خسارة الوزن دون أن يخضع لدايت صارم وقوي ودون أن نضغط على الطفل ويشعر بالحرمان”.
تتابع “عندما يخسر الطفل نصف كيلو من وزنه في الأسبوع نعتبر هذا انجازاً مهماً وذلك دون حرمان ودون ضغط، مع التشجيع على الحركة، وحتى نصل الى هذه النتيجة يجب أن نعوّد الطفل أن يأكل في أوقات معينة وفي وقت الجوع فقط وليس في وقت الفراغ ولا نسمح أن يكون الطعام تسلية للطفل. لذا علينا أن نعطيه السناك في أوقات معينة أيضاً. ونعلمه أن يأكل وجبته دون تشتت أي بعيداً عن التلفزيون أو الأي باد أو الهاتف حتى يشعر ويتلذذ بالطعام ويعرف ماذا يأكل وكم هي الكمية التي يأكلها” . أما للقاعدة الذهبية، فهي أنه يجب علينا الابتعاد عن فكرة أنّ الطعام مكافأة للطفل نحرمه منه عندما نريد أن نقاصصه ونكافئه بالطعام عندما ينجز عملا جيدا. هذا السلوك قد يتعزز لديه ويصبح الطعام مرتبطا بمشاعره وعواطفه سواء كانت إيجابية أو سلبية.

كمال طنوس

كاتبة وصحافية لبنانية لاكثر من 25 عاماً في العديد من الصحف العربية كمجلة اليقظة الكويتية وجريدة الاهرام وجريدة الاتحاد وزهرة الخليج .كما تعد برامج تلفزيونية وتحمل دبلوما في الاعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى