القومي ينقلب على القومي
بين المجموعة المنتخبة ومجموعة النائب أسعد حردان حرب ضروس لم تقتصر على حرب البيانات بين الطرفين باسم السوري القومي الاجتماعي. بل انتقلت إلى حرب بالمظاهر المسلحة في منفذيات الحزب. كل طرف له فيها حصة.
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو مصوّر لعناصر مسلّحين خلف مكتب قالوا إّهم في الحزب السوري القومي الاجتماعي وقالوا إنّهم دخلوا إلى مكتب البترون التابع للحزب لأنّه لا يفترض به أن يكون مُقفلًا.
غير أنّ الطريقة التي دخلوا فيها مع السلاح كانت عبر اقتحام المكتب من زمرة مسلّحة تابعة للنائب أسعد حردان وبقرار منه كما ذكر بيان القيادة الجديدة في الحزب القومي.
ففي خلفية ما حصل في مكتب الحزب في البترون سياق طويل من الانقسام الحزبي بدأ في انتخابات المجلس الاعلى للحزب وانتخابات رئاسته ولم ينتهِ حتى اللّحظة.
ففي الثالث عشر من أيلول انتخب القوميون المجلس الأعلى الجديد للحزب السوري القومي الاجتماعي فكانت النتيجة أن النائب حردان فاز مقابل سقوط عدد كبير من أعضاء لائحته. في المقابل فازت اللّائحة المنافسة له بأكملها.
ثم بعد أسبوع انتخب المجلس الأعلى رئيسًا له وهو عامر التل. وبعد أسبوع عاد المجلس الأعلى وانتخب رئيسًا للحزب وهو الدكتور ربيع البنات وهو مرشح الفريق المنافس لحردان.
طعن حردان بنتائج الانتخابات في القضاء اللّبناني بحجّة إجراء الانتخابات في فترة الحجر علمًا أنّه كان من دعى إليها، وقد سبّب ذهاب حردان إلى القضاء اللّبناني لبت قضية داخلية في الحزب اعتراضًا لدى القوميين.
وما لبث الانقسام داخل الحزب أن همد حتى عاد وبان إلى العلن في تصويت كتلة نواب القومي لسعد الحريري رئيسًا مكلّفًا فيما كان بيان القيادة المنتخبة يعلن موقف الحزب غير المؤيد للحريري.
وفي المعلومات المرافقة للقيادة المنتخبة إنّه وبعد فشل وساطات حردان بالعودة إلى رئاسة الحزب، يقود اليوم حردان وساطات لإعادة الانتخابات. وما هو إشكال البترون سوى تسابق طرفَي الصراع على مراكز الحزب بعد أن عمدت مجموعة لحردان باقتحام المكتب قبل أن يتم توقيف العناصر وضبط المكان .
القيادة الجديدة أصدرت بيانًا قال فيه إنه كان حريًّا بحردان أن يحترم، على الأقل، المؤسسة التشريعية التي ينتمي إليها وهي البرلمان اللّبناني، وأن يكون حريصًا على تطبيق القانون بل ومراقبًا للمخالفين له، لا أن يتحوّل إلى آمر زمرة مسلّحة ويصيب بسلوكه الدموي سمعة حزب الشهداء والمناضلين.
وحمّل البيان حردان مسؤولية الانقسام في الحزب مشيرًا إلى أنّه “لن يعيدنا إلى لعبة الدم”.
في المقابل، تردّ مصادر الحزب المقرّبة من النائب حردان فتصف كل الكلام الذي سبق بالمعيب. وأنّه لا يمتّ إلى الواقع بصلة، معتبرةً أنّه حصل خطأ صغير وتمّت معالجته على الفور، ومؤكدة أنّ المكتب مفتوح لكلّ القوميين لا سيّما أنّ لا اشكال حصل في المكتب، “فالمكتب هو ملك كل القوميين وهو مفتوح للقيام بنشاطهم الحزبي ولا صدام مع أحد”.
ومع ساعات المساء أصدرت المجموعة المقرّبة من النائب حردان بيانًا أيضًا باسم الحزب السوري الاجتماعي وصفت فيه المجموعة المنتخبة بأنّها منتحلة صفة، تقوم بترويج الأكاذيب وتستهدف بشكل مشبوه النائب حردان.
واتهمت مجموعة حردان المجموعة المنتخبة حديثًا بأنّها ضربت عرض الحائط بالقرارات القضائية والحزبية التي أوقفت نتائج الانتخابات المزوّرة وصولاً إلى إبطالها وتكليف السلطة التنفيذية برئاسة رئيس الحزب وائل الحسنية إعادة إجرائها، مضيفةً أنّ منتحلي الصفة والخارجين على القانون، سبق لهم أن اقتحموا مكتب منفذية عكار واحتلّوه، معرّضين أمن القوميين وحياتهم للخطر، علمًا أنّ لمكتب منفذية عكار في حلبا رمزية خاصة.
إذن، القومي ينقلب على القومي، في مشهد عبّر عنه القوميون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنّه كان ينقص حزب الوحدة المتشرذم بين سوريا ولبنان والعراق أن ينقسم على نفسه في لبنان أيضًا.
جوزفين ديب