أبى الأمين غسان الأشقر، ابنُ البيتِ القومي، الذي سخّر عمله في الشأن العام، والفن، والثقافة وللنهضة القومية الاجتماعيّة، إلّا أن يرحل يوم الثامن من تمّوز، يوم استشهاد الزعيم انطون سعاده.
ووافت المنية اليوم النائب السابق والعضو البارز في الحزب القومي السوري الإجتماعي وشقيق المخرجة نضال الاشقر، غسان بعد صراع طويل مع المرض.
كان الأشقر دائماً حليفاً شرساً للناس المظلومين والفقراء ومحدودي الدخل. ونصيراً للثقافة والفن والنهضة الاجتماعية والإنسانية.
هو إبن والده أسد الأشقر، رئيس الحزب القومي الاسبق، الذي دفع ثمن صوته سجناً وتضييقاً.
غاب الأمين اليوم في منزله في ديك المحدي، المنزل الذي هدمه كتائبيون خلال الحرب وأُعيد بناءه ليسكنه غسان وشقيقته الفنانة المسرحية نضال الأشقر.
عاشق الصنوبر والأرز والزيتون، وَرِثَ حب الناس والشجر عن والده كما كان يردد دائماً.
وهذا الحب هو نفسه الذي أخذه من الزعيم أنطون سعادة، وفق قاعدة أن “الشجرة مقدسة كما الأرض”.
الأمين الذي اعتزل السياسة، دون أن يترك الناس قد آلمه ما صار إليه البلد وهو رأى في آخر تصريحاته أن “البلد اليوم يموت”.
وبحسب الأشقر “الأحزاب والبلدان والطوائف لا تدرك موتها إلا بعد نحو 30 عاماً. ومؤشرات موتها تكمن في انعدام الابتكار وفي قلة إنتاج المبدعين كالشعراء والفلاسفة والأدباء. عندما نعجز عن تسمية خمسة مبدعين فقط أنتجهم مجتمعنا في السنوات الأخيرة، نكون قد متنا وشبعنا موتاً”.
كما آلمه ما يحصل في الحزب القومي السوري الاجتماعي من انقسامات وتصدعات.
وكتب، الامين غسان الاشقر، قبل الانتخابات النيابية “من ذا يكون هذا الجامع الموحد، هذا الموآلف بين القلوب. هذا المفاعل بين الناس، هذا الرابط بيننا برباط الوعي والارادة والمحبة والاخوة القومية. من ذا يكون هذا الذي باسمه باسم نهضته يخرج الآلآف المؤلفة من أبناء شعبنا يخرجون من عصبياتهم الضيقة من طائفياتهم من حزبياتهم الدينية من تناقضاتهم وعداءاتهم الدهرية يخرجون من جلدهم القديم الى رحاب الحياة الاجتماعية الواحدة.
من ذا الذي دكّ الحواجز التي أقيمت بيننا وهذه الاسوار وألغى الحواجز، وآمن بنا شعباً حياً عظيماً فيه قوة لو فعلت لغيرت مجرى التاريخ”.
بيوغرافيا غسان أسد الأشقر غنية بالتجارب. فهو كان مرشح عن المقعد الماروني في دائرة المتن الشمالي في انتخابات 2018 وهو المولود في 1937- 8 – 10.
درس في الانترناشونال كولدج في بيروت ونال شهادة الفلسفة من القسم الفرنسي.
سافر الى اكسفورد حيث نال دبلوماً في الاقتصاد من جامعتها ثم انتقل الى لندن حيث درس اللغات القديمة (السريانية – والعبرانية – والكلدانية)
كان عضو في مجلس النواب من سنة 1992 الى سنة 2005. وقد استلم عدة مسوؤليات حزبية بينها: منفذ عام المتن الشمالي، عميد ثقافة وعميد مالية وعضو مجلس الاعلى عضو المكتب السياسي.
