مجتمع

شركات في “Alibaba” تحتال على اللّبنانيين

لم يكن “جهاد” يعلم أنّه سيكون ضحية سهلة الافتراس في مواقع التّسوّق الالكتروني، قبل أن يسجّل طلبيته ويدفع ثمنها لشركة Dalianhaonan الصينيّة، التي تعمل تحت مظلّة منصة التّجارة الالكترونيّة “علي بابا”.

ويروي جهاد لـ “أحوال” تفاصيل قصّته مع الشّركة: بعد تسريحي من عملي، قرّرت أن أبدأ مشروعاً صغيراً لبيع الورق والقرطاسية؛ لجأت إلى التجارة الإلكترونيّة دون أن أدرك مخاطرها، وتواصلت مع إحدى الشّركات المدرجة ضمن قائمة موقع علي بابا الالكتروني.

ويتابع، اتّفقت مع الشّركة على استيراد كمية من الورق والقرطاسيّة بقيمة 5000 دولار. دفعت المبلغ عبر وسيط في إحدى المصارف الصينيّة، بعد أن قدّمت لي الشركة لائحة تتضمّن عرض أسعار مغرية.

ويضيف، أوهمتني الشّركة بأنّني سأستلم البضائع خلال 7 أيام، لكنّها لجأت إلى أساليب ملتوية للتّهرب من التّسليم، ثلاثة أشهر وأنا أحاول التّواصل معهم، وفي كل مرّة كانوا يتحجّجون بالوضع الاستثنائي وبأزمة كورونا، قبل أن تتوقف الشركة عن الرّد تماماً.

“جهاد” ما هو إلّا نموذجاً عن ضحايا الإحتيال الالكتروني، إذ يسّجل لبنان يومياً حالة احتيال واحدة على الأقل عبر مواقع التّجارة الالكترونية.

مغامرة يحكمها الحذر

لا شك في أن التّسوق الإلكتروني العابر للحدود أصبح الأكثر رواجاً في عصرنا الحالي، حيث ساعدت مواقع التّسوّق الإلكتروني، المنتشرة في كل أنحاء العالم، على تذليل صعوبات الوصول إلى السّلع، فزادت المنافسة بين الخيارات والأسعار.

ورغم أنّ التّجارة الإلكترونية وفّرت للمستهلك سلعاً بأسعار مغرية، وأمّنت له فرص الشّراء المفتوح، إلا أنّها بحدّ ذاتها مغامرة تحكمها الحيطة والحذر، خصوصاً بعد أن انتشرت في الآونة الأخيرة حالات عديدة من عمليات الإحتيال والنّصب عبر الإنترنت، من خلال شركات سوداء تختفي وتظهر بأسماء مختلفة، تختبئ وراء ستار التّجارة من خلال الترويج لمنتجاتها، وفي الحقيقة ما هي إلا شركات وهمية تعتمد أساليب احتيالية لتوقع المستهلك في فخّ نصبها.

وتُعدّ جرائم الإحتيال والنّصب في عالم التّسوّق الافتراضي من أخطر الجرائم وأكثرها انتشاراً، تتم بوسائل وأشكال عدّة، بعقول مدبّرة احترافية من أجل الإيقاع بالضحايا ونصب أموالهم.  فما هي الإجراءات اللازمة لتسوّق الكتروني آمن؟ كيف يتعامل مكتب الجرائم المعلوماتية في لبنان مع هذه الحالات، وكيف يتعقّبها؟

مصدر أمني: معايير التسوّق الآمن

يؤكّد مصدر أمني لـ “أحوال” أنّ عمليات النّصب والاحتيال عادة ما  تنفّذها شركات أو أفراد بهدف كسب المال، قد تكون محلية أو خارجية، تختفي هذه الشركات فجأة بعد إتمام عملياتها مخلّفة وراءها ضحايا.

ويقول، العديد من الشّركات الوهمية تمتلك مواقع إنترنت ذات تصميم إحترافي يجعل من الصّعب إكتشاف احتيالهم، إلّا أنّ بعض الأمور التي يمكن ملاحظتها في هذه المواقع قد تساعد على تجنّب الوقوع في فخّها، مثل: البريد الالكتروني غير الاحترافي، عدم وجود هاتف ثابت، الأسعار الرّخيصة، نوع البضائع والصّور المعروضة، وطريقة الدّفع.

ويشدّد المصدر على عدم إرسال معلومات شخصيّة لأي شركة مجهولة، وعلى ضرورة البحث عن المعلومات القانونيّة لها وعن أرقام هواتفها، وعنوانها  واسمها من خلال محرّك البحث غوغل، والبحث عنها في مواقع تسجيل الشّركات الوهميّة.

ويشير إلى أنّه في بعض الأحيان يكون الزّبون على اتّصال مباشر عبر البريد الالكتروني مع شركة معينة، ليدخل على الخطّ أحد القراصنة، ويحجب التّواصل بين الطرفين ويدخل كطرف ثالث لإتمام الصّفقة.

ويؤكد المصدر الأمني أن القضاء اللّبناني ومكتب مكافحة جرائم المعلوماتية يتعاملون بجدّية مع هذه القضايا. ويطلب من اللبنانيين الذين تعرضوا لعمليات نصب واحتيال الكتروني اللّجوء إلى النّيابة العامّة الاستئنافيّة في المنطقة، لتعقّب المحتالين سواء كانوا داخل لبنان أو خارجه.

كما ويشدّد على أهمية الوعي الاجتماعي لدى الأفراد، وضرورة استحداث أساليب وقائيّة مبتكرة لحماية الضحايا قبل وقوعهم في مصيدة الاحتيال.

خطوات للحماية من الاحتيال الالكتروني

لتجنّب الوقوع في فخّ الاحتيال الالكتروني، ينفق الأميركيّون مئات المليارات من الدّولارات على الإنترنت كل عام، ما يخلق الكثير من الفرص للأشخاص الذين يعتزمون خداعهم. وقال آلان بريل، المدير الإداري لممارسة مخاطر الإنترنت في كرول، وهي شركة استشارية مقرّها نيويورك: لم يكن الإنترنت مصمماً أبداً ليكون آمناً؛ ويقول تجّار التجزئة وخبراء إنفاذ القانون، إنّه يمكننا حماية أنفسنا وحساباتنا المصرفيّة، بهذه الطّرق:

1. التّحقق ثلاث مرّات من عنوان URL:

“انظر إلى العنوان في أعلى الصّفحة”، كما يقول كريج ويليامز، مدير التّواصل وذراع الأمان في الشركة الرائدة عالميًا في مجال تكنولوجيا المعلومات Cisco.

وفيما يبحث المستهلك بشكل كبير عن منتجات من خلال منشورات وإعلانات وسائل التّواصل الاجتماعي، يتوجب عليه توخّي الحذر للتأكد من أنه في الموقع الأصلي.

ويقول ويليامز، نرى المزيد من المجالات ذات الشّرعية المتغيرة، وربما يكون هناك خطأ مطبعي في الإسم، أو رقم بدل من حرف، أو حرف علّة مفقود هنا أو هناك. وعلى الرّغم من أنّ المتسوّقين يكونوا أكثر راحة في الشّراء من المواقع الجديدة وغير المعروفة، إلا أنّ الخبراء يقولون إنّ عنوان URL الذي لا معنى له تماماً قد يكون علامة على أنّ بائع التّجزئة ليس بالضبط ما يدعيه.

2. قراءة الاستعراضات وتشغيل البحث عن الصّور

يزوّد تجار التّسوّق الالكتروني الزائفون مواقعهم بصور عالية الجودة، ربما مسروقة من مواقع ويب راقية أو مجلات. لذا على المستهلك قراءة المراجعات، علماً أنّه يمكن علاجها أو حذفها، لذلك يساعد البحث السّريع عبر الإنترنت عن البائع أو عنوان URL في التّحقق من وجود شكاوى حول الاحتيال أو التّزوير.

3. استخدام بطاقة الائتمان أو PayPal

الدفع مقابل المشتريات عبر الإنترنت باستخدام بطاقات الائتمان أو الخدمات مثل PayPal أو Apple Pay أوSamsung Pay، قد يوفّر طبقة إضافيّة من الحماية؛ ولكن إذا انتهى الأمر بالمستهلك إلى الوقوع ضحية للاحتيال عبر التّسوق الإلكتروني، يُوصى بالاتصال بالتّاجر لاسترداد الأموال، أو الاتّصال بشركة بطاقة الائتمان الخاصّة بالمستهلك.

4. استخدام رقم بطاقة ائتمان فريد

بطاقات الائتمان، بما فيها تلك التي تصدرها Apple  و Bank of America  و Capital One تقدم أرقاماً مؤقتة يمكن ضبطها بحيث تنتهي صلاحيّتها بمجرد اكتمال عمليّة الشّراء. هذه الأرقام الفريدة هي طريقة جيّدة لمنع المحتالين من فرض رسوم على عمليات الشّراء غير المصرح بها على بطاقة المستهلك.

5. مقارنة الأسعار

يمكن للمستهلك حماية نفسه من خلال مقارنة الأسعار مع تلك الموجودة على مواقع الويب الأخرى.

 

ناديا الحلاق

ناديا الحلاق

صحافية في صحف لبنانية عدة في أقسام السياسة الدولية والاقتصاد. كاتبة في مجلات عربية عدة ومواقع الكترونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى