أسعار زيت الزيتون هذا العام نار… فكيف كان موسم الحصاد؟
السعر ارتفع من 180 ألف العام الماضي إلى أكثر من 550 ألف
تتقلّص المساحات المزروعة في لبنان بسبب العمران، إلا أن زراعة الزيتون لا تزال منتشرة في كل المناطق اللبنانية، حيث تتنافس هذه المناطق على “جودة” الزيت، مع العلم أن كل “الزيت” اللبناني يتميّز بجودة عالية، فكيف كان الموسم هذا العام وكيف كان الحصاد؟
متى يُقطف الزيتون؟
في الفترة الممتدّة بين منتصف تشرين أول ومنتصف تشرين ثاني، يُقطف الزيتون في لبنان، ويتم تحديد الوقت الأنسب بحسب “نضوج” الثمرة، والذي يتم تمييزه حسب حجم الحبة ولونها، مع الإشارة إلى أن “درجة” النضوج تُشكّل عاملاً أساسياً من العوامل التي تؤثر على كمية الزيت وجودته، لذلك فإن الوقت الأنسب لقطف الزيتون هو بعد نضوج الحبة، لأن القطف باكراً يؤدي إلى إنتاج زيت يحتوي على بعض المرورة.
يظنّ البعض أن قطف الزيتون بعد “الشتوة” الأولى هو القطف الأنسب، ولكن، وإن كانت الشتوة الأولى تجعل حجم الحبة أكبر فتباع أكثر، وتمنح الحبة مزيداً من الزيت، إلا أن جودة الزيت بعد الشتوة الأولى أقل من جودته بحال تم قطفه قبل التعرّض للمطر، وبالتالي فمن الأفضل للحصول على زيت فاخر أن يُقطف الزيتون قبل الشتاء.
الأسعار في لبنان هذا العام
تحتوي “تنكة” الزيت على 16 ليتراً، أو ما يُعادل 14.7 كيلوغراماً من الزيت، ولأجل معرفة كلفة إنتاجها لا بد من التوقّف عند المسائل التالية:
بحال قامت العائلة بقطف الزيتون، وعادة لا يكون ذلك بهدف البيع، فإن ذلك يُعفيها من مسألة دفع أجور العمال، ولكن في المعصرة يُدفع اليوم مبلغ 30 ألف ليرة مقابل عصر “التنكة”، كما يبلغ سعر “الغالون” المخصص للتعبئة 15 ألف ليرة، وهذه الأسعار تضاعفت تقريباً عن العام الماضي.
كذلك يمكن أن يعتمد صاحب الأرض على معادلة “العمل مقابل الزيت”، بمعنى أنه “يضمّن” الزيتون لشخص آخر، على أن يحصل على نصف إنتاج الزيت، دون التدخل بتفاصيل القطف أو النقل أو العصر، وبالمقابل يكون الشخص الذي تولى عملية القطاف والعصر قد حصل على نصف كمية الزيت مقابل عمله.
أما إذا كنا بصدد الحديث عن أراضٍ كبيرة، وتحتاج إلى عمّال، فإن أجر العامل اليوم يتراوح بين 50 و60 ألف ليرة يومياً، بعد أن كان العام الماضي لا يتخطّى الـ 40 ألف ليرة يومياُ، مع الإشارة إلى وجود فوارق بالأجر بين الرجل والمرأة وبين البالغين والصغار، لأن لكل منهم مهمته في عملية القطاف.
يختلف إنتاج الزيت من عام لآخر، ومن منطقة لأخرى، ففي بعض السنوات كان الزيتون مشبَعاً بالزيت، فكان إنتاج “التنكة” يحتاج إلى 50 كيلوغراماً من الزيتون، ولكنه هذا العام يحتاج إلى ما بين 60 و80 كيلوغراماً وذلك بحسب المكان والنوعية.
إن اختلاف المعطيات الإقتصادية في لبنان بشكل عام، وبكل ما يتعلق بإنتاج زيت الزيتون بشكل خاص، من كلفة الإهتمام بالأرض والأشجار، وصولاً إلى أسعار العصر، رفع سعر تنكة الزيت إلى 480 ألف ليرة كمعدل وسطي، إذ يمكن أن تُباع بأقل بحوالي 80 ألف ليرة، ويمكن أن تُباع بحوالي 550 ألف ليرة، وذلك بحسب مصدر الزيتون وجودته، وذلك بعد أن كان سعرها العام الماضي يتراوح بين 150 و230 ألف ليرة.
كذلك يبلغ ثمن الكيلوغرام الواحد من الزيتون البلدي قبل رصّه، حوالي 12 ألف ليرة، بينما كان العام الماضي 4 آلاف ليرة، ويمكن “رصّ” الكميات الصغيرة بالمعصرة بلا مقابل، مع العلم أن البعض لا يزالون يرصوّن الزيتون بأيديهم، ويبلغ سعر المرطبان البلاستيكي الذي يتسع لخمس كيلوغرامات من الزيتون المرصوص “فارغاً” 5 آلاف ليرة.
وصل سعر زيت القلي 9 ليتر إلى حوالي 120 الف ليرة لبنانية وأحياناً أكثر، وبالتالي بعملية حسابية بسيطة نجد أن سعر 16 ليتراً من زيت القلي يصل إلى حوالي 213 ألف ليرة، ما يعني أنه لم يكن من المنطق بقاء سعر تنكة زيت الزيتون بحدود الـ 200 ألف ليرة كما كانت سابقا، مع العلم أن تنكة الزيت التي يبلغ عمرها أكثر من عام تُباع اليوم بمبلغ 180 ألف ليرة.