منوعات

مشاريع الطاقة الشمسية: قنابل موقوتة… إحذروا “معلّم التركيب”!

يشهد لبنان “فورة” في تركيب أنظمة الطاقة الشمسية كحل بديل لإنارة المنازل والتحرّر من رحمة أصحاب المولّدات في ظلّ الانقطاع المستمر للتيّار الكهربائي وغياب اتخاذ أي إجراءات عمليّة من المعنيّين لحلّ الأزمة.
وتشير أرقام المركز اللبناني لحفظ الطاقة، أنّه خلال العشرة أعوام الماضية أمّن الأفراد حوالي 100 ميغاوات كهرباء من الطاقة الشمسية، وقد بدأت الوتيرة ترتفع بشكل ملحوظ بعد استفحال أزمة الكهرباء في السنتين الماضيتين، بحيث سجّل العام 2021 وحده تركيب 100 ميغاوات، ومن المتوقع أن يسجّل العام 2022 تركيب طاقات شمسية بقدرة 250 ميغاوات إضافية.
ظاهرة بدأت تنتشر بقوة منذ حوالي السنة ومعها تداعيات ظهرت الى العلن من “نشوب خلافات” بين سكّان المبنى الواحد على خلفيّة تركيب الألواح على السّطح، لتنتهي “بنشوب حريق” كبير من جراء سوء التركيب وعدم استيفائها لشروط السلامة العامة، فهل تصبح ألواح الطاقة الشمسية نقمة على اللبنانيين بدل أن تكون نعمة؟.
أبو حمدان: النوعية والتخصص أولاً
المهندس وصاحب شركة Mia Solar بسام أبو حمدان يقول لـ “أحوال.ميديا” أن “الفائدة من تركيب الألواح الشمسية هو توفير تكاليف اشتراكات المولدات الكهربائية والتحرر من رحمة أصحابها، وكلما كانت الألواح كبيرة كلما تمكنا من إنتاج ما يكفي من الكهرباء، وتتعدد مشاريع الطاقة الشمسية بحسب القدرة المادية والحاجة لها”، مشيراً إلى أن “معدل عمر البطاريات هو من 3 إلى 8 سنوات اذ تختلف بحسب النوعية والاستهلاك”.
من الواضح أن تكلفة نظام الطاقة الشمسية البديل مرتفع نسبياً وليس بمتناول كافة الفئات الاجتماعية، ولا ينتهي عند التركيب بل يتطلب متابعة وصيانة دورية، ويلفت أبو حمدان إلى أن “الأسعار لمشروع 5 أمبير تتراوح بين 2000 و 4000 دولار، وترتفع التكلفة مع عدد الأمبيرات وعدد ساعات التغذية المطلوبة ليلاً ونهاراً. أما لجهة عدد الألواح والبطاريات ونوعياتها فتتفاوت بين نظام وآخر، ربطاً بعدد البطاريات ونوعياتها وقدرة الزبون المالية”، لافتاً إلى أنّ “معظم اللبنانيين يتجهون اليوم نحو الطاقة الشمسية حيث وجدوا الراحة فيها بعد تفاقم أزمة ارتفاع أسعار المحروقات”.
الهيئة التنظيمية الأميركية كشفت خلال العام الماضي عن فتحها تحقيقاً بحق شركة “تسلا” فيما يتعلق بشكوى تفيد بأن الشركة فشلت في إخطار مساهميها والمواطنين على نحو ملائم وعلى مدار سنوات بمخاطر نشوب حرائق تتعلق بعيوب في نظام الألواح الشمسية التي تنتجها.
ومنذ أيام انتشر فيديو حريق ألواح للطاقة على سطح مبنى في منطقة بشامون نتيجة عطل فنيّ ما أدّى إلى حريق كبير تمكن فوج إطفاء بيروت من السيطرة عليه، وهذه اشارة خطيرة يتوجب التنبه لها، فهل هذا دليل على وجود عيوب في بعض ألواح الطاقة الشمسية يجب على الزبون معرفتها قبل التركيب؟ ابو حمدان يؤكد أن “طريقة التركيب والتوصيل هي التي أدت الى نشوب الحريق وليس نوعية الألواح والبطاريات، إذ في كثير من الأحيان يلجأ الناس الى أشخاص ليس لديهم والخبرة الكافية في التركيب فتحل الكارثة، هنا يجب التنبه لهذا الامر وتكليف أصحاب الخبرة بالتركيب ولو كانت التكلفة أعلى بقليل”.
أسباب تقنية: خطورة الاستهتار
وعن الأسباب التي تؤدّي إلى حدوث حريق في ألواح الطاقة الشمسية أو بمنظومات الطاقة الشمسية يشرح “إذا كان هناك خلل في العزل، كوجود جروح بين سلكين أو حدوث تماس بين الأسلاك أو حتى تآكل الأسلاك وهو أمر يعود لسببين، عدم وجود صيانة كافية لمنظومة الطاقة الشمسية أو رداءة جودة صنع الأسلاك الكهربائية”.
ويتابع “أما في حال وجود فرق جهد غير متساوي في الخلايا يحدث عندما يكون جهد الدائرة المفتوحة open-circuit voltage لأحدى السلاسل string مختلفا بشكل كبير عن جهد الدائرة المفتوحة لبقية السلاسل المتوازية معها والمتصلة بنفس inverter و regulator بحيث يؤدي ذلك إلى مرور التيار من المصفوفات السليمة إلى المصفوفة التي فيها الضعف بدلاً من التدفق إلى المنظم”.
ومن أسباب نشوب الحرائق أيضاً، يشير أبو حمدان إلى “التيار العكسي ويحدث ذلك بسبب وجود تقصير في المنظومة الشمسية أو مايسمى بـ short circuit أو بسبب توصيلات غير مناسبة وهو بدوره يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع خطير في درجات الحرارة ويسبب حرائق في المصفوفة الشمسية، لذلك على من يريد تركيب ألواح الطاقة الشمسية الحرص على شراء الألواح المرخصة وتجنب الألواح المغشوشة والأقل جودة”.
ويضيف “التحميل الزائد على الأسلاك الكهربائية من شأنه أن يتسبب بالحرائق أيضاً ويعود ذلك إلى عدم إختيار سلك مناسب للمنظومة الشمسية، ما يجعل السلك يسخن ويشتعل بسبب التيار العالي الذي يمر عبره فمقطع السلك لا يتحمل هذا التيار، ولهذا نوصي دائماً بحساب مقطع الأسلاك والكابلات الكهربائية المناسبة حسب المنظومة الشمسية”.
مخاطر جسيمة قد تنتج عن التركيب الخاطىء لألواح الطاقة الشمسية التي تفتقد للرقابة، فبدل ان تكون نعمة وملاذاً للهاربين من نار فواتير المولدات الخاصة وتقنينها القاسي، وغياب كهرباء الدولة، قد تتحول إلى نقمة، فاحذروا اختيار “معلّم التركيب”!.

ناديا الحلاق

صحافية في صحف لبنانية عدة في أقسام السياسة الدولية والاقتصاد. كاتبة في مجلات عربية عدة ومواقع الكترونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى