مجتمع
أخر الأخبار

هكذا نخلق فرص عمل من العدم!

لا يُخفى على أحد أن لكل عصر مصاعبه، وأهم ما يواجه جيل الشباب اليوم هو أزمة البطالة التي زادت حدتها بشكل كبير خاصة بعد انتشار جائحة كورونا وتردّي الوضع الاقتصادي وتداعيات انفجار بيروت، فضلًا عن الأسباب الكلاسيكية التي كانت ولا زالت تعانيها البلاد كاتّساع الهوّة بين التعليم وسوق العمل، وانعدام دور الدولة في دعم المؤسسات للتصدي للتحديات التي تواجهها.
من هنا، يظهر دور الإبداع والحنكة في إدارة الأزمات، وخلق الفرص من العدم، فأكبر الشركات العالمية بدأت من نقطة الصفر مثل شركة نوكيا، وشركة تويوتا للسيارات وشركة سامسونغ.
ويقول فاتح أويسال، المدير العام لموقع (Kariyer.net) التركي المتخصص بنشر إعلانات التوظيف، إن رقمنة الأعمال التجارية وانتشار أسلوب العمل عن بعد هو السوق الجديد للمهن.
فما هي الطرق التي يجب اتباعها لإطلاق مشروع عمل يناسب متحولات العصر ويراعي صعوبات الفترة الحالية ويحقق أرباحاً مادية ؟
إن أهم وأجدد صيحات مجال ريادة الأعمال هو الانتقال إلى العالم الافتراضي خاصة مع العولمة والثورة الصناعية الرابعة المتعلقة بنشأة وسائل التواصل الاجتماعي وحفظ المعلومات “الداتا” بشكل رقمي وتحليلها. في هذا الصدد، يقول رائد الأعمال الشاب حسن يونس لـ “أحوال” إن العمل بشكل رقمي في هذا المجال وُجد قبل جائحة كورونا، لكن بعض المؤسسات لم تكن تعرف كيف تنتقل لهذا العالم إلّا بعد ظهور الفيروس الذي أجبر الجميع على البقاء في المنزل وإيجاد متنفس عملي لمزاولة المهنة عن بعد.
وتجدر الإشارة إلى أن وظائف كثيرة خُلقت متوازية مع الثورة الإلكترونية والرقمية، مثل “خالق المحتوى” أو “محلل الداتا” وغيرهما، الأمر الذي قد يحدّ من نسب البطالة بشرط اختيار المهنة المناسبة.
فالملاذ الوحيد للشباب في هذه الفترة هو خلق منشآت جديدة مستغلين الوسائل الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل يسمح للقيّم على المشروع بتقديم منتجه أو خدماته من دون دفع مبالغ مالية كبيرة، لأنّ العالم الإفتراضي ساهم بشكل مهم على تقليص كلفة البدء بمنشأة أو مشروع.
وبحسب يونس، المشاريع التي يمكن إطلاقها حالاً وبدون تكاليف باهظة، قد تكون “تطبيقاً إلكترونياً”، أو صفحة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي لصنع محتوى كوميدي أو درامي أو ثقافي أو إخباري، كما يمكن البدء بمشروع حيوي والتسويق له عبر السوشال ميديا بكلفة محدودة، والأهم دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع بمساعدة إختصاصيي المجال الاقتصادي.
ويكشف يونس أنّه حين أطلق كتابه trends of business عام 2016، استفاد بشكل كبير من الفايسبوك وانستغرام وروّج لإصداره بشكل شبه مجاني، كما فُتحت له الآفاق للتواصل مع كبار روّاد الأعمال ودخوله عالم “البلوغور” أو المؤثرين الإجتماعيين من خلال وجوده بشكل مدروس على مواقع التواصل.
فجائحة كورونا التي غزت البشرية لم تكن سيّئة بالمطلق، إذ أتاحت للعاطلين عن العمل خلق فرص جديدة، بدأت بالظهور منذ ظهور الشبكة الرقمية، لكنها تطوّرت مع الجائحة لما لها من ضرورة للبقاء على قيد الحياة.

جويل غسطين

جويل غسطين

صحافية لبنانية تهتم بالشؤون الاجتماعية والثقافية، حائزة على شهادة البكالوريوس في الإعلام من الجامعة اللبنانية الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى