انهيار المعيشة وتمويه الحقائق.. عودة الكهرباء تدريجياً إلى السويداء بعد قطع متعمد يكرس الكارثة الإنسانية

شهدت محافظة السويداء، اليوم الاثنين 27 تشرين الأول/أكتوبر 2025، عودة تدريجية للتيار الكهربائي بعد قطع متعمد استمر لساعات، هو الثاني هذا الأسبوع، ضمن حصار شامل تجاوز 100 يوم، تزامناً مع تراجع كارثي في المستوى المعيشي في جميع المجالات منذ سيطرة ما يُعرف بـ “عصابات الجو_لاني” على مقاليد السلطة.
تدهور شامل وبيع أوهام
وفي مشهد يعكس الانهيار الشامل تحت سلطة “الجُولاني”، تشهد المحافظة تردياً غير مسبوق في كل مناحي الحياة، حيث تحولت الوعود الزائفة بتحسين الأوضاع إلى وهم يخفي وراءه كارثة إنسانية حقيقية. وأصبحت أزمة الكهرباء النموذج الأبرز لهذا الانهيار المتعمد.
برنامج التغذية الكهربائية.. من سيء إلى كارثي
كشفت مصادر محلية عن تدهور مفجع في واقع الخدمة الكهربائية تحت سيطرة هذه الميليشيا’ت، حيث تحول برنامج التغذية إلى نظام “نصف ساعة وصل مقابل 6 ساعات قطع” بشكل دائم.
ويُذكر أن الوضع الكهربائي شهد تراجعاً كبيراً يعكس صورة الانهيار العام، حيث كان قبل سقوط النظام السابق يعمل بنظام “ساعتين وصل و4 ساعات قطع”، ثم تحسن لفترة إلى “3 ساعات وصل و3 ساعات قطع”، قبل أن تفرض ميليشيات “الجُو_لاني” بعد استلامها لسلطة الأمر الواقع النظام الحالي المجحف، مما يؤكد أن التخريب المتعمد لأساسيات الحياة هو سياسة ممنهجة لتركيع أهالي المحافظة.
استهداف للمدنيين وجريمة حرب
ويشدد مراقبون على أن انهيار الخدمات، وتحديداً استمرار انقطاع التيار الكهربائي المتكرر والبرنامج الزمني المجحف، يمثلان جزءاً من استراتيجية عقاب جماعي تستهدف المدنيين العزل، وتصل إلى مستوى جرائم الحرب وفقاً للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استخدام التجويع والحرمان من الخدمات الأساسية كوسيلة للضغط على السكان.
ويعيش أهالي السويداء مأساة إنسانية متعددة الأوجه بسبب هذا الحصار الشامل وتردي الأوضاع المعيشية في جميع القطاعات دون استثناء، في مشهد يفضح الفجوة بين الوعود الكاذبة والواقع المأساوي الذي تفرضه سلطة “الجُو_لاني”.
يُذكر أن المجتمع الدولي يعد حرمان المدنيين من المواد والخدمات الضرورية لبقائهم، بما في ذلك الكهرباء الحيوية لتشغيل المستشفيات ومحطات المياه، جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف التي تحظر العقاب الجماعي واستهداف المدنيين في النزاعات المسلحة.



