أحوال الموحدين

إحدى فتيات السويداء تروي تفاصيل جريمة اغتصابها من قبل عصابات الجولاني

في حدث أُقيم في مقرّ الأمم المتحدة في سويسرا،  تم عرض شهادة فتاة درزية تبلغ من العمر 14 عامًا من محافظة السويداء، روت لحظة الرعب التي فيها اغتُصبت خلال عملية الاختطاف – على يد عناصر “داعش”، كما تحدّثت الفتاة الإيزيدية التي اختُطفت إلى غزة عبر العراق.

والقى الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، سماحة الشيخ موفق طريف، خطاباً. كما كُشف أمام المجتمع الدولي شهادات جديدة من المجازر التي قامت بها سلطة أحمد الشرَع في منطقة السويداء في جنوب سوريا في شهر تموز: شهادات عن اغتصاب، تعذيب، عنف وخطف. كذلك، عُرضت شهادة مُصوّرة لفتاة درزية تبلغ من العمر 14 عامًا، اغتُصبت على يد ثلاثة جهاديين، اثنان منهم كانوا يرتدون زيًّا يشبه زيّ الجيش السوري وواحد من من مقاتلي داعش.

كان سماع الشهادة التي قُرئت أمام مئات الدبلوماسيين وخبراء حقوق الإنسان صعب للغاية، حيث وصفت الفتاة الدرزية، نور (اسم مستعار)، لحظة الرعب:
“دخلوا إلى بيتنا وبدأوا بالتهديد. اثنان منهم بملابس الأمن الداخلي السوري، وواحد من داعش بوجه مغطّى. جعلوني أقف وجرّدوني من ملابسي. كانت هناك ثلاجة صغيرة داخل برندا مغلقة، جرّني عليها. صرختُ وهو يضربني. ضرب وجهي وأذى أسناني. حاولتُ أن أقاوم، لكنه اغتصبني. كان في البيت أكثر من 20 مخربًا، وهم هدّدوا عائلتي. لم يجرؤ احد من ابناء عائلتي أن يتحرك أو يساعدني”

أُقيم الاجتماع في إطار إطلاق المبادرة الجديدة Hearing Their Voices، بالتعاون مع UNITAR والأندارتات لضحايا الإبادة في رواندا، التي تهدف إلى إتاحة المجال للناجين والناجيات من أعمال العنف الجنسي لتقديم شهاداتهم في نهاية الأمر بطريقة آمنة، دون خوف على حياتهم – بواسطة تكنولوجيا متقدمة للذكاء الاصطناعي تسمح بإخفاء كل تفصيل يكشف الهوية.

طالب سماحة الشيخ موفق طريف بالاعتراف بالمجازر التي ارتكبتها سلطة الشرع في الدروز داخل السويداء كجريمة حرب من فعل سلطة الشرَع.
“أنا أقف هنا باسم مئات الآلاف. باسم بنات حُرِقن، نساء اغتُصِبن، أطفال قُتِلوا. ما حدث في السويداء ليس هجومًا — بل محاولة مقصودة لمحو الطائفة الدرزية من المنطقة”.

“صمت العالم عندما اعتُدي على اليهود، المسيحيين، العلويين — والآن جاء دور الدروز. حان الوقت لقول الحقيقة — هذه كانت عملية موجَّهة لتطهيرنا.”

كما دعا لفتح ممرّ إنساني ومنطقة مراقَبة إلى المنطقة التي تُعتَبَر مركزية للدروز في جنوب سوريا، وكذلك لوقف الحصار على القرى ولتحرير مئات المختطفين الدروز.

في حين يقوم رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب بضم الرئيس السوري الشرَع وبحماية سلطته، وفي حين يرمز لإسرائيل أنه يريد تعزيز مقام من كان بين قادة التنظيم الجهادي جبهة النصرة، صرّح سماحة الشيخ طريف لرويترز إنّه على واشنطن القيام بواجبها وحماية الأقليات في سوريا كي تعيد بناء الهياكل في الدولة ولتشجيع الاستقرار في الدولة.

كما قال انه اذا تم ذلك فيما يتعلق بواجب الولايات المتحدة اتجاه الأقليات ولا سيما الدروز في جنوب سوريا، فإنّ لا حاجة عندها لأي تدخّل من الجيش الإسرائيلي في الساحة السورية.

“نحن نأمل ونريد أن تضمن الولايات المتحدة، الرئيس ترامب وأمريكا كقوة عظمى، حقوق جميع الأقليات في سوريا، ويمنعوا أي ضرر من أي نوع قد يحدث لهم في المستقبل”، أضاف الشيخ طريف.

لحظة مهمة إضافية حدثت خلال المساء كانت شهادة فائزة أمين سيدو، يزيدية من العراق، التي في عمر 11 اختُطفت بيد مخربي داعش، وبِيعت لفلسطيني مؤيد لحماس وداعش في قطاع غزة وعاشت كعائلة لديه لمدة عشر سنوات – حتى حُرِّرت في عملية واسعة النطاق العالمي، والتي شارك فيها إسرائيل والجيش الإسرائيلي بشكل فعال ومركزي.
روَت فائزة قائلة: “كنت أعلم أن داعش سيهاجموننا في تلك الليلة. نمنا جميعًا في غرفة واحدة، وفجأة وصلوا ومعهم أسلحة ليؤذوننا”.
“أجبرونا على اعتناق الإسلام، وأخذونا جميعًا للسجن تحت الأرض. بعد ذلك باعوني في سوق الجواري.”

قدمت الأمسيةَ السيدةُ شيران مَلمَدوفْسكي–سومِك، مديرة Generative AI for Good، التي طوّرت نظامًا مبنيًا على ذكاء اصطناعي آمن يتيح لضحايا الاغتصاب والاعتداء الجنسي إزالة بصمتهم الصوتية، ملامح الوجه وبصمة الكلام الخاصة بهم.
“التكنولوجيا يمكن أن تكون خطيرة، لكنها يمكن أيضًا أن تُنقذ حياة”، قالت.

“الأداة التي بنيناها تمنح الناجيات قوة للعودة. هنّ يقرّرن متى وكيف يُسمع صوتُهن.”

خلال الاجتماع، عُرضت شهادات من ضحايا من نقاط صراع مختلفة من أنحاء العالم، بينهم أوكرانيا ورواندا، وكذلك شهادة هان غولدشتاين–ألموغ، التي اختُطفت في 7 أكتوبر مع طفلتها وحُرّرت في العملية الأولى.

كما نذكر، بدأ القمع الوحشي للدروز في السويداء في تموز بواسطة اشتباكات فتاكة بين مجموعات من الدروز المسلّحين ومقاتلين بدو سنّة من منطقة السويداء. أُرسِل رجال سلطة أحمد الشرَع الى المنطقة بهدف وضع حدّ للاشتباكات – لكن بحسب شهادات عديدة، انضموا الى البدو، وشاركوا في اعتداءات ضد الدروز، بما في ذلك أوامر بقتل مواطنين وإذلالهم في عمليات مثل حلق سوارب المشايخ.
أقدمت إسرائيل على مساعدة الدروز بواسطة عمليات جوية، شملت أيضًا تفجير مقر الأركان السوري في دمشق – بحسب الجيش الإسرائيلي. بعد ذلك توصل الأطراف إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى