
هناك حكمة مأثورة تقول “حافظوا على الشرفاء ، ولو كانوا خصومكم ، ولا تفرحوا بالسفهاء ، ولو وقفوا معكم ..
فالشريف لن تجده في مواقف الكرامة إلا شهماً ، يأبى أن يدنس مقامه بفعل قبيح أو قول مشين، والسفيه لا تفرح به ولا تركن عليه ، فهو اليوم معك ، وغداً عليك”.
هذه الحكمة تلخص مشهد اليوم حيث انها باتت أكبر مشكلة نعاني منها في تاريخنا الحاضر خاصة مع صعود فئة كانت بالأمس القريب تمارس كافة أعمال الرذيلة والسرقة وكسب المال الحرام لركوب موجة الديمقراطية والتحرير وثورة الكرامة”.
مع أنهم في داخلهم يعرفون بأنهم مهزومين كاذبين منافقين يحاولون تضليل الناس بشعارات واهية عن احترام الدولة والقانون الى ما هنالك من شعارات رنانة.
لكن عندما تطلب منهم تطبيق القانون انطلاقا من أنفسهم فيرفضون ذلك بذريعة أن القانون لا يطبّق عليهم لانهم قادة ثوريون ممن كانوا على تواصل مع جبهة تحرير الشام في ادلب وغيرها من الجماعات الإرهابية، وشكلوا معها غرفة عمليات مشترك لاسقاط النظام السابق كما يدعون..
والمعروف للقاصي والداني بأن النظام السابق لم يسقط بفعل ثوري ولا من يحزنون بل بموجب إتفاق دولي لاقتسام المصالح والنفوذ في المنطقة والعالم، واولى النتائج الخطيرة مخطط تقسيم سورية إلى دويلات متناحرة ..
وبالطبع لا حاجة لإثبات أن الإسرائيلي هو المنتصر الوحيد في هذه الحرب، ووحده الذي يقرر مستقبل المنطقة بأوامر من الأمريكي، وإذا كان هناك ثمة من يعتقد خلاف ذلك، فهو إما واهم غافل وإما جاهل في ألف باء السياسة..
فأين الحياة السياسية في سورية بعد اسقاط النظام ؟
وأين الحريات والحفاظ على سلامة التراب السوري والسيادة الوطنية ؟!..
كان الإخوان والإرهابيون يزاودون على النظام السوري بأنه لا يطلق صاروخاً واحداً بإتجاه اسرائيل ، واليوم تصبح الأجواء السورية ميداناً للطيران الحربي الإسرائيلي ومضماراً لتنفيذ التدريبات والطلعات الجوية ..
فلماذا لا نسمع أصوات تلك الأبواق المنافقة التي تريد فقط ان ترفع عقيرتها كالضفادع لكن دون اي فعل يذكر سوى التكبير في الشوارع وعند كل جريمة قتل لمدنيين عُزل او ذبح “كافر علوي” او “درزي مرتد” او “مسيحي من اهل الجزية”، لك الله يا سوريا ارضا وشعبا وبئس “ثورة” تفني وطنا بشعبه وتاريخه وحضارته على يد جحافل من مرتزقة الايغور والشيشان والتركستان والاوزبك واللائحة تطول.