سياسة

في سوريا الجديدة.. الجيش بات متعدد الجنسيات الإرهابية

في جديد الخطوات المثيرة للجدل في سوريا والتي تطرح علامة استفهام كبرى حول مستقبل البلاد، قالت وكالة “رويترز” إنّ الولايات المتحدة الأميركية أعطت الضوء الأخضر لسوريا، لضم “مقاتلين متشددين” أجانب إلى الجيش السوري، ما يكشف عن ازدواجية المعايير الاميركي خصوصا وان الولايات المتحدة كانت تطالب القيادة السورية باستبعاد المقاتلين الأجانب بشكل واسع من قوات الأمن، فهل باتت سوريا ملجأ لكل إرهابي فار من بلاده لا سيما الإيغور الهاربين من الصين بسبب أفكارهم المتشددة، اضافة الى عناصر الحزب الإسلامي التركستاني في سوريا الذي تم حله وتم ضم عناصره إلى الجيش السوري الجديد، فأين هي الحرية التي كان ينشدها المعارضون السوريون الذين كانوا يحلمون بالتخلص من النظام السابق الذي كانوا يعتبرونه قمعياً، حيث بات جيشهم الان مؤلفا من مجاميع وفرق وكتائب إرهابية أجنبية مارست أبشع انواع القتل والوحشية بحق أبناء الشعب السوري؟، ولا شك ان المواطن السوري بات مصدوماً بهذا الوقع الجديد وأصبح يحلم بالأمن والآمان في ظل المجازر التي ارتكبت واعمال الخطف المتواصلة في مناطق الأقليات كالعلويين، اضافة الى ما شهدته مناطق أشرفية صحنايا وقطنا بريف دمشق، والصورة الكبيرة في السويداء ذات الغالبية الدرزية من مجازر واعمال قتل وحشية طالت المدنيين ورجال الدين الدروز، واللافت ان العناصر الامنية لا سيما الامن العام تظهر بلثام على الوجه ما يجعل مظهرها اقرب الى عصابات القتل وقاطعي الطرق منه الى القوات النظامية العسكرية والأمنية.
وبالعودة الى خبر ضم المقاتلين الاجانب الى الجيش السوري أشار مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سوريا، توماس باراك، إلى أنّ “الولايات المتحدة وافقت على خطة طرحتها القيادة السورية الجديدة للسماح لآلاف المقاتلين المتشددين السابقين من المعارضة وأضاف أنه من الأفضل إبقاء هؤلاء المقاتلين، الذين يُعتبر العديد منهم “مخلصين جداً” للإدارة السورية الجديدة، ضمن مشروعٍ تابع للدولة بدلاً من استبعادهم، ولعل هذا ما يؤكد المعلومات السابقة التي كانت تفيد عن وجود عناصر أجنبية تقاتل في صفوف المعارضة السورية المسلحة منذ عام 2011.
ونقلت “رويترز”، عن 3 مسؤولين دفاعيين سوريين أن “الخطة تنص على انضمام نحو 3500 مقاتل أجنبي، معظمهم من الإيغور من الصين والدول المجاورة، إلى وحدة مشكلة حديثاً، وهي الفرقة 84 من الجيش السوري، والتي ستضم سوريين أيضا، علما ان السوريين الذين قاتلوا في ليبيا لم يتم تجنيسهم بل عادوا بعد ان قاتلوا بصفوف المعارضة المسلحة بوجه قوات القذافي.
ختاما تجدر الاشارة انه في 30 كانون الأول 2024، نقلت وكالة “رويترز”، عن مصدرين، أنّ الحكام الجدد في سوريا استعانوا بمقاتلين أجانب، بينهم أفراد من الإيغور والأردن وتركيا، في القوات المسلحة، مع إشارتهم إلى أنّ هؤلاء المقاتلين وعائلاتهم قد يحصلون على الجنسية السورية، ويُسمح لهم بالبقاء في البلاد وهذا ما بدأ تطبيقه على أرض الواقع ما يكشف حقيقة المخطط المرسوم لإسقاط الدولة في سوريا وليس النظام، لا سيما بعدما أعلن السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد انه كان من الذين دربوا رئيس المرحلة الانتقالية احد الشرع او الجولاني لإستلام السلطة في سوريا الجديدة، التي بات جيشها متعدد الجنسيات الإرهابية بعد ان كان لديها جيش عقائدي لا يضم في صفوفه الا جنودا من الجنسية السورية وذلك عملا بدستور البلاد ونظامها العسكري الذي يبدو انه بات مشرعا على مصراعيه امام كل أجنبي شارك بمعارك سوريا.
وعليه يبقى السؤال “كيف يمكن ان يضم الجيش السوري الجديد عناصر اجنبية في الجيش مارست عمليات القتل والذبح وتحمل افكاراً متطرفة ومتشددة”؟

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى