د. غازي المصري لـ”أحوال”: تغريدة وهاب ضد فكر إبن تيمية ليست وحيدة وبيان المجلس الديني الدرزي مجرد تزلف وتملق

تعقيبا على بروز دور وخطاب المجموعات المتطرفة في لبنان والتي تصنف في الخانة الإسلامية المتشددة والمجاهرة بدفاعها عن فكر إبن تيمية الذي يعتبر أساس الفكر المشتدد الذي تنتهجه الجماعات المتطرفة، يرى الناشط السياسي الدكتور غازي المصري في حديث الى موقع أحوال أنه” وبعد سقوط النظام في سوريا ووصول هيئة تحرير الشام المكونة من المتطرفين الاسلاميين الى السلطة، وما حصل من انفتاح غربي وعربي على نظام الشرع بمن فيهم الولايات المتحدة شجع المنظمات الاسلامية المتشددة على الظهور وابداء الموقف والتحرك لاثبات وجودها، والذي قد يتطور الى سعي للسيطرة على السلطة إن في لبنان او في امكنة اخرى، والمعروف ان “جميع المنظمات الاسلامية المتشددة تؤمن بأفكار إبن تيمية الذي أصدر فتاوى التكفير لجميع المكونات الاجتماعية الغير مسلمة والمسلمة أيضا واستحل دماءها، وهذا موثق في كتبه وادبياته وكما يقول العلماء المسلمين ومن مجتمعات مختلفة كالاردن والمغرب ومصر واحيانا لبنان ان “إبن تيمية كفّر أكثرية الفرق الاسلامية واستحل دماءها، وكل قتل حصل ويحصل في العالم الاسلامي من قبل داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة سببه فكر ابن تيمية، والذي أعاد نشره محمد بن عبد الوهاب والذي يعتبر السند الثاني بعد ابن تيمية في إذكاء شرارة ثقفة التكفير والقتل والارهاب”.
ويضيف د. المصري: “بما ان من امسك بالسلطة في سوريا هم منظمات وفصائل اسلامية متشددة تعتمد على ابن تيمية كأساس ولها تاريخ في القتل والتكفير، ولم تتم محاسبتها أو مساءلتها على جرائمها كما انها لم تعدّل في منهجها او فكرها، لا بل انفتح عليها العالم دون اي تردد وهذا غريب، وكما لاحظنا ان الاعلام العربي لم يهتم بمجازر الساحل او مجازر صحنايا ومن شاهد هذا الاعلام ظن أن سوريا في افضل حال، وكل تلك التراكمات تساهم في تشجيع المنظمات المتشددة ان تمارس نشاطها وكانها مقبولة من غالبية الاقليم والغرب”.
من جهة ثانية يلفت د. المصري الى أن تغريدة الوزير السابق وئام وهاب ليست وحيدة ولم تكن الاولى في إدانة ابن تيمية ومن يتبع افكاره، بل هناك عشرات التغريدات وقد يكون مئات من دول عربية واسلامية مختلفة وعلى جميع وسائل التواصل الاجتماعي، وبعضها موثق في مقابلات منشورة على يوتيوب ومنهم علماء ودعاة مسلمين، ولكن لم نر هذا التحريض والوعيد كما رايناه ضد الوزير وهاب، حيث يبدو ان القضية “مش رمانة بل قلوب مليانة من وهاب لأسباب اخرى وتم استغلال هذه التغريدة لتهديده، وعليه هو ان يعرف من هو السياسي اللبناني الذي يريد ترهيبه مستغلا التنظيمات المتشددة”.
ويتابع د. المصري “اما بالنسبة لبيان المجلس الديني الدرزي فكان كالعادة مجرد تزلف وتملق اما للكهنوت الغير درزي او للكهنوت السياسي الدرزي والغير درزي، وكأن من يكتب البيانات هو صاحب فكر التقية والتبعية وافكاره المنطلقة من عصر قديم ومن وعي قديم غير ناضج مع هذا الزمن، وبدل ان يقولوا الحقيقة عن ابن تيمية والتكفير ومساوئه تاريخيا وحاضرا، نراهم يتمتمون بعض التفاهات التي تهين عقولهم قبل عقول الاخرين، وأنصح شيخ العقل ان يبدّل الطاقم الاعلامي لديه، لانه لا يحمل الوجدان الدرزي الحقيقي الخالي من الانتهازية والتقية والذمية”.
ويختم د. المصري مشيرا الى أن “الفكر المتشدد موجود وليس بحاجة لان يتغلغل وهو محفوظ في ذاكرة البعض لاسباب كثيرة، ولكن نراه يتأجج مع بروز دور من يحملون نفس الفكر او حين ترى احد اجهزة الامن المحلي او من دولة اخرى بانه من مصلحتهم تحريك هذا الفكر وتوجيهها إما لخلق فوضى او لضرب مشاريع وطنية واليوم مصدر قوة اولئك المتشددين هو نظام الشرع العاجز عن لجم الفصائل وايضا المحفز هو انشغال الدولة بمعالجة امور اخرى”.