سياسة

باسيل: جلسة الغد ليست نهاية العلاقات والتفاهمات بل

لفت رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل إلى انه “نحن خارج أي اصطفاف داخلي أو خارجي، ولسنا جزءاً من محور، ونرغب أن نكون على علاقة جيّدة وتواصل مع الجميع، ومع حزب الله، كان خلافنا كتيار حول بناء الدولة، حاولنا نطوّر التفاهم ولكن لم يحصل التجاوب اللازم، وتوسّع الخلاف عندما أصبح حول الشراكة الوطنية. لا زلنا متفقين على المقاومة وعلى مبدأ الاستراتيجية الدفاعية. لذلك لم يسقط التفاهم، “بس منّو بخير ووصفناه انّه واقف على اجر واحدة”.

وأشار بعد اجتماع تكتّل “لبنان القوي” إلى اننا “مع قوى المواجهة قرّرنا نكون على علاقة جيّدة، من دون تحالف، لأنّو منتّفق على كثير من الأمور السيادية والاصلاحية، ولكن منختلف معهم حول المقاومة، وما منريد ابداً نكون باصطفاف سياسي معهم ضد حزب الله، وباستحقاق الرئاسة قلنا لا للممانعة ولا للمواجهة ورفضنا خيار الثنائي وخيار المعارضة. ولكن بالانتخابات الواحد لازم يختار ويصوّت وهيك بيصيروا أصواته محسوبين لصالح مرشّح معيّن”.

وشدّد على انه “قررنا الخروج من اللاخيار في مسألة الرئاسة لانه يمدد الفراغ، وقرار دعمنا لأزعور لا يبرر التخوين الذي نتعرض له ولن نقبل ان يفرض علينا رئيس بعد نتائج الانتخابات”.

وسأل باسيل: “هل أصبحنا جواسيس حين اتفقنا على أزعور؟ انا اكيد ان السيد نصر الله لا يوافق على هذا التخوين، ونحن منعنا عزل حزب الله بورقة التفاهم مع الحزب، ولن نكون جزءاً من أي صراع له طابع فتنوي، ونحن لم نحسم خيارنا حول المشاركة بالحكم او الذهاب الى المعارضة بانتظار تبلور الحل”.

وأوضح ان “من أخطأ بالتقدير ليس مسموحاً له أن يدخل البلد والشيعة بصراع مذهبي ووطني. نحن وقفنا بحرب تموز ولا زلنا لليوم نقف لمنع “هيك فتنة”، الذي أخطأ بالتقدير ممنوع عليه ان يتّهمنا بعملية عزل وهميّة لمكوّن اساسي بالوطن لا يمكن اساساً عزله، ونحن دخلنا تفاهم مار مخايل عندما لمسنا وعلمنا بمحاولة العزل ومنعناها”.

واعتبر ان “التيار الوطني الحر، والرئيس عون وجبران باسيل “ما بيتّهموا هيك”، نحن خط التصدّي للفتنة والعزل والطعن. لذلك لم ننجرّ ولم نرد على الافتراءات، لا بل عقدت كل الاجتماعات اللازمة واعطيت التوجيهات بعدم الردّ على حملات تخوينية وتحريضيّة، ونحن بجلسة الغد وبكل جلسة لن نكون جزءاً من أي صراع أو تصارع له طابع تحريضي فتنوي”.

ورأى ان “نحن إلى الآن لم نحسم خيار المشاركة بالحكم أو المعارضة بانتظار بلورة الحل، وعند تبلوره نقرّر، وهذا أيضاً قرار متخّذ “من زمان” بالتيار، نحن من الأساس ومن البداية تنازلنا عن حقّنا بالرئاسة لأننا رأينا ان النجاح غير متوفّر بالوصول وبالانجاز طالما المنظومة السياسية متحكّمة. “لازم تفكيكها قبل هيك”. لا نريد أن نكرّر تجربة عهد العماد عون. هذا قرار اخذناه في التيار أيضاً منذ زمن بعدم خوض اي تجربة فاشلة، وذهبنا للتفتيش عن رئيس بالتفاهم مع المكوّنات البرلمانية الأخرى، من ضمن لائحة اسماء اتّفقنا عليها داخلياً بالتيار، “بس مش نحنا رشحناها”، بالرغم من كل محاولات طلب أسماء منّا، أصرّينا أن لا نسمّي وكان قرارنا الواضح انّ نوافق على التسمية دون التسمية من قبلنا”.

وأضاف “بالمقابل الثنائي أصرّوا على مرشّحهم دون أي خيار آخر والقوات أصرّوا على 3 مرشحين رفضناهم لفترة طويلة، حتى وصلنا إلى مكان وافقوا فيه على احد الاسماء التي وافقنا عليها وهي جهاد ازعور، إذاً كانت موافقتنا عليه من بين أسماء أخرى لأنه غير مستفز ولا يشكّل تحدّي، والبرهان أن الذين كانوا يدعون للتحدّي ومواجهة حزب الله رفضوه طيلة اشهر”.

وتابع “معروف ان رأينا كان ان يكون ضمن لائحة التقاطع اكثر من اسم، اسمين او ثلاثة، حتّى لا نفرض اسم على الفريق الآخر، وحتّى نظهّر مرونة بالأسماء غير المستفزّة، كونه لا خيار أوحد أزلي سرمدي، والأهم حتّى اذا رفضه الفريق الآخر لا يتحوّل الرفض كسر لارادة المسيحيين، ويتعرّض ميثاقنا وشراكتنا الوطنية للخطر، لم يوافقوا معنا، وأُجبرنا على المضي بالحد الأدنى من الاتفاق، يعني إسم واحد ومن دون الاتفاق على المقاربة وعلى البرنامج، لأن الثنائي ذهب إلى تحدّينا بأن لديه مرشّح ونحن ليس لدينا، ولسنا قادرين على الإتفاق. أصبح الخارج والداخل يضغط لعقد جلسة انتخاب ومرشّح الثنائي يتقدّم، ولأننا لم نكن مع خيار تعطيل الجلسة، غلّبنا خيار التقاطع على مرشّح على خيار تطيير النصاب”.

وأكّد ان “لدينا حساسية على الظلم ولا نقبل بالظلم والتجني الذي يتعرّض له المرشح الذي تقاطعنا حوله، ونريد أن نوضّح بعض النقاط، أقلّه للرأي العام المرتبط بنا: هو موافق على ورقة الأولويّات الرئاسية، وقطعاً هو ضد سياسات رياض سلامة، صحيح انه تعاون مع السنيورة ولكنه تعاون قبل مع جورج القرم، نقيض السنيورة. وهو شخص مستقل، لا ينتمي لتيار سياسي ولا يعمل في السياسة، بل هو تقني، عمل وزيراً من 2005 الى 2008 و”حرام تحميله مسؤولية السياسات المالية من الـ 90 لليوم”، عمل وزير بفترة تداعيات اغتيال الحريري والمحكمة الدولية وحرب تموز و 7 ايّار وكل الكوارث، وبحكومة مبتورة لا تقدر ان تفعل شيئاً”.

ولفت إلى انه “بخصوص الإبراء المستحيل وبأنّ ازعور ربيب السنيورة… حسناً، نحن وحزب الله دخلنا بحكومة برئاسة السنيورة سنة 2008، يعني بعد حرب تموز وبعد 7 ايّار. “مندخل وبتدخلوا بحكومة برئاسة السنيورة معليش!” ولكن يصبح جهاد ازعور بالرئاسة هو الشيطان؟ نحن دخلنا باتفاق رئاسة الجمهورية مع سعد الحريري وحزب الله بالعهد وبالحكومة. يعني السنيورة مقبول، والحريري مقبول لكن جهاد ازعور مرفوض؟”.

وشدد على ان “جهاد ازعور متّهم بأنّه مرشّح تحدّي وهو يقول عن نفسه انه لا يصل بالمواجهة واذا وصل لن ينجح، ويعتبر نفسه رئيس مهمّة للاصلاح المالي والاقتصادي – وصاحب قدرة نظراً لمعرفته بالدولة اللبنانية ولخبرته الدولية بصندوق النقد وعلاقاته الخارجية وكفاءته بموقعه، هذا القرار تحديداً اتّخذه التيار من قبل رئيسه والهيئة السياسية وبدعم كامل من المجلس السياسي والمجلس الوطني، وبتأييد كامل من المجلس التنفيذي ومنسقي المناطق ولجان الانتشار، وهذا الأمر يحصل لأوّل مرّة بهذا الشكل الواسع والجامع، وبالتالي اصبح الالتزام فيه واجب على كافة النواب من دون اي عذر حتى و”لو في حدا مش مقتنع فيه”. في الكثير من المرّات قمتُ شخصيّاً بالإتزام بقرارات لم أكن مقتنعاً بها. اي اهتزاز بهذا الموضوع يضرب صورة التيار، الذي أثبت قوّته وصموده ومحوريّته بالاستحاق الرئاسي ولم يقدر أحداً أن يتجاوزه، و”بوقت كتار بيريدوا ضربنا وتفكيكنا وبيراهنوا على انقسامنا”.

وأكّد ان “الحقيقة ان الذي لا يلتزم بقرار التيار يكون خرج عن وحدة التيار وقوته وهيبته، وسبّب من حيث يدري او لا يدري بإضعافه وإضعاف موقفه وبانجاح لعبة الآخرين ضدّه، وهذا يرتّب محاسبة بحسب نظامنا الداخلي، وانا لا ارى ذلك حاصلاً لأنني أراهن على ما سمعته منهم وعلى تياريّتهم واخلاقهم والتزامهم الذي هو اقوى من اي امر آخر”.

وأضاف “نحن أثبتنا وسنثبت في جلسة الغد مجموعة امور اساسية: 1- ما حدا بيقدر يتخطّى المكوّن المسيحي باستحقاق مفصلي مثل رئاسة الجمهورية. 2- ما منقبل حدا يكسرنا ويفرض علينا رئيس جمهورية ولا نحنا نكسر حدا ونفرض عليه رئيس جمهورية. 3- نحنا أحرار ومستقلّين وما منتبع حدا بقرارنا التياري والوطني النابع من قناعاتنا”.

وتابع “نحن منفتحين على الحوار قبل الجلسة وبعدها، ومدركين ان لا رئيس إلاّ بالحوار والتوافق. المشكلة ليست لدينا، والحل باتفاق الجميع على الرئيس والبرنامج. الرئيس من دون برنامج ليس حلّاً. لا أحد من الجهتين يفرح انه يقوم “بتصغير” كتلتنا، او انه يُبعدنا ويفصلنا عن حزب الله لأن ارادتنا ان لا نكسر التفاهم، ولو “بعده واقف على فرد اجر” ولا أحد “بنكده” يعتبر انّ تقاطُعنا على مرشّح بوجه مرشّحهم سيؤدّي لتسوية وخيار ثالث من دوننا، لأنه حتى لو نجح بالوصول، سيفشل بالممارسة و”سجلوها علي” الحل الوحيد الفعلي هو الاتفاق معنا ومع الآخرين دون اقصاء او عزل أحد لأن العزل مخاطره كبيرة على لبنان الكيان”.

وأشار إلى ان “جلسة الغد ليست نهاية العلاقات والتفاهمات بل هي بداية مسار للحل. وليس من مصلحة أحد تطيير الجلسة قبل انعقادها، او افتعال مشكلة ببدايتها كفتح النقاش على مواضيع كثيرة إشكالية مثل ميثاقية الجلسة، أو التلاعب لا سمح الله بالأوراق والأصوات. “خلّوا النتيجة الفعلية تظهر” لنبني عليها مستقبلاً حل بالحوار وليس بالفرض، و”خلّوا اللعبة تتم بروح ديمقراطية لبنانية”، ومهما اختلفنا سنعود ونتفاهم ونبني المستقبل والوطن معاً”.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى