صحة

ماذا قال المتطوعون عن تجربة لقاح كوفيد 19 الجديد؟

شارك أكثر من 43500 شخص من ستة بلدان، في المرحلة الثالثة من التجارب التي أجرتها شركة الأدوية العملاقة Pfizer في البحث عن لقاح فعّال لكوفيد 19. وأشارت النتائج الأخيرة إلى أنّ الضربة كانت فعّالة بنسبة 90 في المائة، مما خلق آمالاً جديدة في عالم يتخبط بالأزمات، في عودة الحياة إلى طبيعتها في الربيع.

وشبّه المتطوعون الذين جرّبوا لقاح “فايزر”، الآثار الجانبية لّلقاح بالصداع الناتج عن حالة السكر الشديدة. وقالوا إنّهم عانوا من الصداع والحمى وآلام في العضلات تشبه لقاح الإنفلونزا.

وقالت متطوعة (45)عامًا إنّها عانت من آثار جانبية مشابهة للقاح الإنفلونزا عند تلقيها الجرعة الأولى في سبتمبر، مشيرة إلى أنّها عانت من صداع وحمى وآلام في جميع أنحاء جسدها، تشبه لقاح الإنفلونزا؛ فيما الأعراض كانت أشد حدّة  بعد الجرعة الثانية. وقال متطوع آخر ( 44 عامًا)، إنّ لقاح فايزر جعله يشعر وكأنّه يعاني من الصداع جرّاء تناول الكحول، لكن الأعراض سرعان ما تلاشت.

مخاوف أطلقها باحثون عن اللقاح

أثار الإعلان عن فعالية لقاح Covid-19 من شركة فايزر، توقعات سارة بأنّ المجتمع قد يعود إلى طبيعته بحلول ربيع العام المقبل. لكن بظلّ عدم نشر معظم البيانات من التجارب، أطلق العديد من العلماء مخاوف تحذيرية بشأن ما إذا كان اللقاح سينجح حقاً، وعمّا إذا كان اللقاح سيمنع العدوى.

في هذا السياق، أشار باحثون أنّه إذا تم إجراء الإختبارات بعد ظهور الأعراض على شخص ما، فقد يكون السبب هو عدم وجود عدوى بدون أعراض – مما يعني أنّ اللقاح لا يمنع العدوى.

من ناحية أخرى، لفت العلماء إلى أنّه إذا تم اختبار جميع التجارب البالغ عددها 43500 متطوّع بشكل متكرر، فإنّ هذا سيكشف عن فعالية اللقاح بمنح المناعة ضد الفيروس؛ مؤكدين أنّ نوع العدوى التي أًصيب بها الثمانية الذين ثبتت إصابتهم غير واضحة – وبالتالي،  “لا نعلم ما إذا كان اللقاح قد قلّل من بعض أسوأ الآثار”.

ولفتت البروفيسورة إليانور رايلي، أخصائية المناعة في جامعة إدنبرة، إلى أنّه “في ظلّ شحّ المعلومات، يبقى من غير الواضح ما إذا كان اللقاح يخفف الأعراض أو يوقف العدوى”؛ واستدركت،  إلى متى ستستمر المناعة؟ لا يزال هذا غير واضح بشكل محيّر، ولا يمكن الكشف عنه إلا من خلال الاستمرار في مراقبة أولئك الذين خضعوا للقاح.

الجدير بالذكر أنّ شركة فايزر أطلقت اللقاح في يوليو / تموز الماضي ولم تُسجّل حتى الآن أي انتكاسة لدى المتطوعين خلال الأشهر القليلة الأولى وفقًا للتقارير. لكن الموضوع لم ينته هنا، فالمطلوب المزيد من الجرعات الإضافية كل عامين، بسبب ضعف المناعة. إذ يتحتم إعطاء لقاح ضد الخناق وشلل الأطفال والتيتانوس،على سبيل المثال، كل عشر سنوات لضمان المناعة؛ بحسب ما أفاد الباحثون.

هل سيوفّر اللقاح حماية دائمة؟

نفى الباحثون إمكانية معرفة إن كان هذا اللقاح سيوفّر حماية دائمة؛ مشيرين إلى ضرورة الإنتظار والترقّب. إذا لم تستمر المناعة، فقد يكون من الضروري الحصول على لقاح كل عام، مثل الأنفلونزا؛ إذ لم تظهر البيانات ما إذا كانت الحماية من Covid-19 هي نفسها لجميع الفئات العمرية.

مع ذلك، أشارت الدراسات السابقة إلى أنّ الشباب وكبار السن يمكن أن ينتجوا استجابة مناعية.

من ناحية أخرى، أشار الباحثون إلى أنّ اللقاح لن يكون صالحاً لمن يعاني من ضعف في جهاز المناعة.

هل سيساعد اللقاح كبار السن؟

لم يكشف الإصدار المبكر من شركة Pfizer حتى الآن عما إذا كان اللقاح سيساعد كبار السن.

التفاصيل حول أعمار 43500 مرشح في التجربة المبكرة غير معروفة، وكذلك أعمار أولئك الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس.

ولفت الباحثون أنّه إذا تم اختبار الفيروس فقط في فئة عمرية متوسطة أو صغيرة، فقد يعني ذلك أنّه ستكون هناك حاجة لمزيد من الاختبارات قبل أن يتم إعطاؤه لأفراد المجتمع الأكبر سناً.

في السياق نفسه، حذّرت البروفيسورة تريسي هاسيل، اختصاصية المناعة من جامعة مانشستر، من أنّه مع تقدم الناس في السن تصبح أجهزتهم المناعية أقل استجابة – مما يعني أنّ اللقاح قد لا يؤدي إلى الإستجابة المطلوبة لتوفير المناعة. وتساءلت، من هم المتطوعون الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس؟

وقالت: “لم تنشر شركة فايزر أيّة معلومات عن خصائص 94 شخصًا ثبتت إصابتهم بالفيروس”، لافتة إلى الأشخاص الثمانية الذين أصيبوا بالعدوى على الرغم من تلقي اللقاح.

واعتبرت البروفسورة أنّه لا بد من أخذ هذه النقاط  بعين الإعتبار، لأنّها ستكشف ما إذا كان اللقاح قد نجح في حماية الأفراد الأكثر عرضة للفيروس، أو ما إذا كانوا لا يزالون عرضة له، كما ستكشف ما إذا كان هناك فرق كبير بين أولئك الذين أصيبوا بالفيروس دون تلقي اللقاح وأولئك الذين حصلوا عليه.

من سيحصل على اللقاح أولاً؟

العامل الأول للحصول على اللقاح هو العمر، حيث أنّ العمر هو أكبر عامل خطر للإصابة بفيروس Covid-19 الشديد.

وذكرت صحيفة الدايلي مايل أنّ المقيمون في دور رعاية كبار السن وموظفو دور الرعاية يحتلون المرتبة الأولى على قائمة الأولويات.ثم يتبعهم العاملون الصحيّون مثل موظفي المستشفى، ومن هم فوق الثمانينين من العمر.

يتم بعدها ترتيب الأشخاص حسب العمر، مع وضع الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا في أسفل القائمة.

إلى ذلك، قد يتم إجراء الجرعات الأولى قبل عيد الميلاد إذا سارت الأمور بسلاسة. ثم سيتم تسليم اللقاح من خلال دور الرعاية والأطباء العامين والصيادلة وكذلك مراكز التطعيم إلى أماكن مثل الصالات الرياضية.

وهنا حذّر باحثون  من تحديّات لوجستية يجب التغلب عليها- مثل الحاجة إلى إبقاء اللقاح عند 80 درجة مئوية تحت الصفر أثناء النقل من معمل التصنيع إلى أماكن التطعيم، وتذويب اللقاح قبل إعطائه للمريض، مع ضرورة تخزينه في الثلاجة العادية لبضعة أيام قبل إعطائه.

 

لطيفة الحسنية

صحافية متخصصة في الإعلام الرقمي. أطلقت حملة لمكافحة الإبتزاز الالكتروني عام 2019، تناولت تدريب الضحايا على كيفية التخلّص ومواجهة جرم الابتزاز تضمنت 300 حالة حتى تموز 2020. عملت كمسؤولة إعلامية في منظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى