منوعات

نحو تحسين انتاج 12 مليون شجرة زيتون في لبنان

يبدو أن جهوداً حثيثة وجدية تبذل من أجل دعم المزارعين الجنوبيين، على مستوى نوعية الانتاج الزراعي وتسويقه، بعد أن بادر ” الاتحاد التعاوني الاقليمي في جنوب لبنان الى طرح مشروع تجميع زيت الزيتون للمساعدة في حل بعض المشكلات الاقتصادية والاجتماعية للمزارعين.

وفي هذا السياق كان الاتحاد الأوروبي وجهة المشروع الذي تم دعمه من وزارة التنمية الادارية، اذ أن المشروع تم تنفيذه من قبل جمعية icu بالتعاون مع الاتحاد التعاوني الزراعي، ويهدف المشروع الى تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية لمزارعي الزيتون في جنوب لبنان من خلال اصلاح قطاع زيت الزيتون وتطويره، مع التركيز على الجودة وتسويق منتج وأكثر جاذبية وتنافسية للمستهلك من حيث النوعية والسعر.

وفي هذا السياق تم “ترميم مركز تجميع زيت الزيتون في بلدة طيرفلسية، قضاء صور، وتجهيزه وتشغيله، كونه يستفيد منه أكثر من 1000 مزارع، وتنظم في داخله دورات تدريبة لحوالي 100 مزارع و25 عاملاً من أصحاب معاصر الزيتون، اضافة الى 15 فنّي من موظفي وزارة الزراعة وأعضاء الاتحاد الأقليمي التعاوني”.

وقد تم دعم المشروع من قبل الاتحاد الأوربي، بشكل رئيسي، اذ كانت قد صرّحت سفيرة الاتحاد الأوروبي أنجيلينا اخورست أن “الاتحاد الأوروبي قدم وسيقدم كل ما يلزم لدعم هذا المشروع، لأن ربع مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون، هي ربع مساحة الأراضي المزروعة في لبنان، وسوف نبذل كل الجهد لمعالجة مشكلة التصريف والتصدير الى أوروبا، رغم وجود عوائق كثيرة، وأمور فنية لم تعالج حتى الأن، كما يوجد الكثير انتاج زيت الزيتون في أوروبا، وبعضه يتم تصديره الى لبنان، لذلك سنقوم بدعم مشروع تحسين نوعية زيت الزيتون اللبناني، كي يستطيع منافسة الأسواق الأوربية”.

وكان مستشار وزير الزراعة أنور ضو قد أشار الى أن ” وزارة الزراعة تولي أهمية كبرى لمشروع دعم الزيتون، نظراً لوجود 12 مليون شجرة زيتون في لبنان، يعيش من انتاجها 105 الاف مزارع”، لافتاً الى أن ” 50% من أشجار الزيتون قديمة وأصبحت متهالكة، اضافة الى شيوع استخدام الوسائل التقليدية في عملية انتاج الزيت الباهظ الكلفة نسبياً، في ظلّ مشكلة تصريف الانتاج وضعف الاستهلاك المحلّي”.

وبحسب دراسة لمؤسسة تشجيع الاستثمارات في لبنان، فانه تشغل أشجار الزيتون 5،4 % من الأراضي اللبنانية، ( 563 كلم مربع)، أو ما يعادل 8% من الأراضي الزراعية في لبنان، كما شهدت صادرات زيت الزيتون ارتفاعاً خلال الأعوام الخمسة الماضية، لكن يجب بذل الجهود لدعم انتاج زيت الزيتون وفقاً للمعايير الدولية. ويعتبر المهندس الزراعي أحمد عطوي الى أن ” مشروع ورش عمل ترويجية للتعريف بمنتجات زيت الزيتون” قد بدأ بالفعل، وهو “التجربة التنفيذية الأولى في لبنان، التي تمت بين الإتحاد التعاوني الإقليمي في جنوب لبنان والمجلس الدولي للزيتون بالتعاون مع عدد من الجهات المحلية: إتحاد بلديات جبل عامل، إتحاد بلديات بنت جبيل، بلدية دير قانون النهر، جمعية جبل عامل الإنمائية”، لافتاً الى أن ” منشأ شجرة الزيتون يرتبط بتاريخ بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث تمّ التعرّف على هذه الشجرة في مدينة صور وإنتشرت لتغطي الساحل الفينيقي سنة 4000 ق.م ثم إنطلقت الزراعة مع حضارة الفينقيين من شواطئ لبنان لتتخطى منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط”.

وتشير المصادر المختلفة الى أن 99 % من إنتاج زيت الزيتون عالمياً مصدره حوض البحر الأبيض المتوسط. كما تشير إحصائيات المجلس الدولي للزيتون أن متوسط إستهلاك الفرد لزيت الزيتون في لبنان هي 6.3 كلغ مقابل 17.9 كلغ في اليونان و هي أعلى نسبة إستهلاك عالمياً.

وتُشكلّ زراعة الزيتون في لبنان 21% من كافة الأراضي الزراعية وهي بأغلبها أراضي بعلية تعتمد أشجارها على مياه الأمطار فقط. وتُشكّل محافظتي الجنوب والنبطية 40 % من مجموع الأراضي المزروعة زيتون في لبنان. ويعتبر زيت الزيتون من أهم الزيوت السائلة القابلة للأكل، ويحتل المركز الخامس بين الزيوت النباتية المُستخدمة في الطعام في العالم.

ومن أهم الصفات الغذائية والصحية لزيت الزيتون البكر الممتاز إحتوائه على 77 % من الزيوت الأحادية الغير المُشبعة التي ترفع من نسبة الكوليسترول الحميد (HDL) وتُخفضّ من نسبة الكوليسترول الضار (LDL)، محاربته للخلايا السرطانية، غناه بمضادات الأكسدة و الفيتامين E و B1، إقلاله من خطر الإصابة بأمراض القلب. ومن الجدير ذكره أن ” الإتحاد التعاوني الإقليمي في جنوب لبنان هو عبارة عن 42 تعاونية من محافظتي الجنوب و النبطية كلها تُعنى بقطاع الزيتون و زيته بشكل أساسي أو جزئي. تمّ إنشاء الإتحاد عام 2002 بناءً على توجيهات وزارة الزراعة بغرض خدمة المزارعين و قطاع التعاونيات بشكل أسهل و أسرع”، حيث يهمّ الإتحاد أن يقدّم تجربة نموذجية عن العمل التعاوني في لبنان بخصوصية قطاع زيت الزيتون، من خلال المشروع الذي تبلغ قيمته الإجمالية 40675.5 €، تنقسم بين الجهتين الدولية و المحلية (كافة الجهات المحلية المشاركة) بنسبة 50% تقريباً.

وتكمن أهداف المشروع بالتعريف بأنواع زيت الزيتون المختلفة بحسب تصنيف المجلس الدولي للزيتون، توعية المجتمع المحلي بمختلف فئاته حول أهمية إستهلاك زيت الزيتون البكر الممتاز (خصائص غذائية و صحية) مع خصوصية التوجه إلى الفئة العمرية 14-16 سنة.

أما الآثار المرجوة من هذا المشروع فهي تكمن في زيادة المعرفة والوعي حول هذا القطاع الحيوي في لبنان من جهة ومن جهة ثانية هذا الوعي سيترجم بزيادة الإستهلاك الفردي السنوي. على أمل ” أن تكون تجربة الإتحاد التعاوني الإقليمي في جنوب لبنان نموذجاً يُحتذى به من قبل باقي الجهات المحلية المختصة بهذا القطاع”.

أرقام عن الزراعة

بحسب احصاءات المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمار ” ايدال” يعتبر قطاع الزراعة في محافظة النبطية
ثالث اكبر قطاع مضيف للعمالة (14%) في المنطقة.

وتُستخدم حوالي 85% من الأراضي المزروعة في زراعة الزيتون.

كما يوجد أكثر من 190 شركة صناعية في المنطقة، يعمل 24% منها في أنشطة ذات صلة بالصناعات الغذائية، هذا بالإضافة إلى صناعة الفخار في راشيا الفخار، المنطقة اللبنانية الوحيدة المتخصصة في الحرف اليدوية المصنوعة من الفخار.

أما السوق الزراعية فيستفيد منها أكثر من 800 منتج للفاكهة والخضار في منطقة النبطية. وهناك 190 شركة صناعية في محافظة النبطية. يعمل الجزء الأكبر من هذه الشركات في الصناعات الغذائية والمنتجات المعدنية (بنسبة 24% و 15% على التوالي).

• أكثر من 21٪ من إنتاج زيت الزيتون يتم في النبطية وبشكل رئيسي في منطقتي حاصبيا ومرجعيون.
• تمثل الأراضي الزراعية المزروعة في النبطية 11٪ من إجمالي المساحة المزروعة في لبنان، وهذه الأراضي الزراعية تجعل المنطقة مناسبة لزراعة المنتجات التالية: الحمضيات (البرتقال والماندرين والليمون والكريب فروت) والأشجار الاستوائية (الأفوكادو، القشطة، والأكي دنيا)، الخروب والسمسم.

الفرص الاستثمارية:

• الصناعات الغذائية: إن غنى المنطقة بالأشجار وتنوع النباتات فيها يجعلها مناسبة جدًّا لتربية النحل وإنتاج العسل. هناك فرص واعدة أيضًا في إنتاج زيت الزيتون البكر الممتاز من أصناف جديدة من الزيتون على غرار بارنيا (سينوليا) وفرانتويو وأصناف الزيتون الأخرى التي تم إنتاجها وفق تقنيات التكاثر الجديدة.
• السياحة: تتوفر فرص واسعة في قطاعات السياحة الفرعية مثل بناء الفنادق الصغيرة والعصرية (البوتيك)، دروب المشي والعديد من الأنشطة السياحية البيئية الأخرى.
• الصناعة: إن محافظة المنطقة على تراث صناعة الفخار وتوافر القوى العاملة الماهرة يمكن ان يشكل أساسا لتطوير تجمعات حرفية في منطقة راشيا الفخار.

داني الأمين

داني الأمين

صحافي وباحث. حائز على اجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى