بلدية حاصبيا تقضم حقوق العاملات في قطاف الزيتون ورئيسها يوضح
لا تزال المرأة في لبنان تعامل في بعض القطاعات كمواطن من الدرجة الثانية، تحرم من أبسط حقوقها لأسباب جندرية، ومنها حق المساواة في الراتب مع الرجل الذي يشغل نفس الوظيفة براتب أعلى، دون أن مبررات لتفاوت الأجور بين الجنسين.
فقد صدر بيان عن بلدية حاصبيا، يحدّد الأجرة اليومية للعمال والعاملات المشاركين في موسم قطاف الزيتون، جاء فيه أنه “نظراً لاقتراب موسم قطاف الزيتون ومنعاً لحصول أي التباس أو استغلال للعمال وأصحاب الأملاك على حدّ السواء، حدّدت البلدية الأجرة اليومية للعاملة بمبلغ 25 الف ليرة لبنانية والعامل 35 الف ليرة لبنانية”.
انتشر البيان على مواقع التواصل الاجتماعي وأثار جدلاً واسعاً، واستنكاراً لموقف رئيس البلدية الذي وصف بالذكوري، لما فيه من إجحاف في حق المرأة من خلال عدم مساواتها بالأجر مع الرجل العامل في المجال نفسه.
“أحوال” اتصل برئيس بلدية حاصبيا لبيب الحمرا الذي أوضح أن ” البيان لم يهدف الى الإساءة للمرأة او التقليل من قدراتها ” مؤكداً ان البلدية “تعزّز دور سيدات حاصبيا وتفتخر بانخراطهن في المجتمع من خلال مِهن كثيرة ، ومن بينها قطاف الزيتون” .
وعن تفاوت الأجر الذي حددته البلدية بين المرأة والرجل، يعزو لبيب السبب إلى أنّ ” المشّق (اي العامل في قطاف الزيتون) يبذل جهودا ً أكثر ويتعرض للخطر خلال عمله حين يمسك بجذوع الأشجار ويبدأ بهزّها، في حين يتركز دور المرأة على جني ثمار الزيتون وجمع الحبات المتساقطة”، ويعني بذلك أن “لا مجال للمقارنة بين مهمة الرجل والمرأة “، معتبراً ان للرجل مهام أصعب في القطاف بحسب تعبيره.
ويلفت الحمرا الى أنّ “تسعيرة الأجرة اليومية في قطاف الزيتون لم تتغير عن السنوات الماضية” مشدّدًا على أنّ البلدية تتعاون منذ سنوات مع المجتمع المدني لتعزيز دور المرأة لأنها “نصف المجتمع”.
ويدعو الحمرا الناشطات في مجال حقوق المرأة إلى عدم أخذ الأمور الى منحى آخر وإساءة فهمه لإثارة البلبلة قائلاً ” انا مزارع و أعني ما أقوم به”.
وينطلق موسم قطاف الزيتون في لبنان بعد أسبوع من موعد كتابة هذه السطور، وحدّدت بلدية حاصبيا ساعات العمل من السابعة صباحاً حتى الثانية ظهراً، على ان يحصل كل عامل أو عاملة على أجرة اضافية في حال عملوا لساعات اضافية.
وتعتبر زراعة الزيتون في منطقة حاصبيا، إحدى أهم الزراعات الأساسية التي يعتمدها مزارعو المنطقة، و يشغل مزارعو حاصبيا نسبة 82 في المئة على صعيد مزارعي الزيتون في لبنان، نظراً إلى البيئة الملائمة لهذه الزراعة، وإلى كونها مصدر رزق أساسيا للأهالي.
تجدر الإشارة إلى أن التعاونيات الزراعية تساهم في تصريف انتاج الزيت عبر شرائه، بينما يلجأ قسم كبير من الأهالي الى بيعه في مختلف المناطق اللبنانية. وتمتد فترة الزيتون، اي قطفه، منذ الأول من تشرين الأول في المناطق القليلة الارتفاع، ولغاية كانون الأول في المناطق الأكثر ارتفاعاً أي الجبلية.
زينة برجاوي