منوعات

داكش أول منصة تداول اجتماعي تنطلق في لبنان لمواجهة الأزمة

لطالما اعتمد الفرد على تخزين الأوراق النقدية للأوقات الحرجة، لكن في حالة جائحة فيروس كورونا، هناك استثناء؛ فالنقود تنتقل من شخص لآخر، وبالتالي يشعر الناس بالخوف من التبادل النقدي.
من هذا المنطلق، ومع عودة الاقتصاد للانتعاش بعد شهور من الإغلاق،  يبحث أصحاب المتاجر والعملاء في جميع أنحاء أوروبا عن طرق صحيّة وسليمة للحدّ من فرص الإصابة بكوفيد 19، حيث يطلب العديد من المتاجر من العملاء استخدام بطاقات الخصم أو الائتمان الخاصة بهم بدلاً من النقد.

في لبنان، الخطورة مضاعفة في ظلّ الأزمة الاقتصادية التي تزيد بخناقها يوماً بعد يوم على أعناق اللبنانيين.

في هذا السياق، أطلقت مبادرة شبابية منصة جديدة هي الأولى بلبنان من حيث خصائصها وآلية استخدامها، في خطوة انتقالية إلى عالم بعيد عن “الكاش”، هادفة إلى خدمة الناس ومساعدتهم على مبادلة السلع، من خلال تطبيق “داكش”.

داكش: أول منصة تداول اجتماعي في لبنان

قد يبدو المجتمع غير النقدي وكأنّه شيء من الخيال العلمي، لكنه أصبح خيار الكثير من الدول. وتقف العديد من القوى الاقتصادية وراء الانتقال إلى عالم خالٍ من النقد، بما في ذلك بعض الحكومات وشركات الخدمات المالية الكبيرة.  “داكش” هو أحد المشاريع التي تنطوي في هذا الإطار.

“داكش هو سوق موازِ لنظام المقايضة، لكنه لا يتبع حرفياً نظام المقايضة”، هكذا يصف سعد سيمون مسعد المؤسس الشريك مشروعه لـ “أحوال”. ويقول: المنصة الجديدة هي عبارة عن عالم غير نقدي، تهدف إلى مساعدة الناس على مبادلة السلع غير المرغوب فيها بالاحتياجات الأساسية؛ ويشرح مسعد آلية العمل خلال التطبيق:
يقوم المستخدمون بنشر الأغراض التي يريدون بيعها، ويسألون بالمقابل ما المطلوب لتبسيط حياتهم اليومية، مستدركاً “المقابل يمكن أن يكون عنصرًا أو حتى خدمة.”
ويلفت مسعد، أنّ داكش هي منصة تداول اجتماعي، سهلة الاستخدام للغاية، “ما عليك سوى التقاط صورة ونشرها واطلب مبادلة”. ويشير إلى ضرورة مراجعة هاشتاغ #posingforareason الذي يبسّط فكرة داكش، “حيث تروّج بنفسك لأغراضك الخاصة، إذ لا أحد يستطيع بيع أغراضك أفضل منك”. ويردف، سيتبعك أشخاص ليتمكنوا من التحقّق من ملفك الشخصي.

 

View this post on Instagram

 

Help Jamal to Dakish: Health and fitness treadmill for gyms barly used opens 18 km/h with speakers aux and a usb port Supports Sports equipment . usb . aux cord . bottle holder . soft handle for releasing Comes with speakers Incliner runner or horizontal FOR – A gaming pc in exchange. https://dakish.app/share/866 داكش Dakish is an online barter system, a CASHLESS world of possibilities.”, Trade your available items, with necessities.”, Are you a plumber, electrician or maybe a baby sitter? Dakish will help you trade your skills as well. Build up your community, swipe, like and follow your favourite Dakiish.” #dakish #batroun #matn #lebanon #livelovelebanon #beirutnightlife #lebanontraders #lebanon?? #lebanese #lebanon #beiruting #lebanesegirls #livelovebeirut #whatsuplebanon #lebanontimes #instagood #proudlylebanese #liban #lebanononline #saida #instalebanon #lebanonspotlights #lebanonweekly #onlineshoplebanon #lovelebanon #wearelebanon #beyrouth #jounieh #lebaneseworldwide #lebanoninstagram #beirut

A post shared by Dakish داكش (@dakish_official) on

ويلفت “مسعد” أنّهم استوحوا الفكرة إستجابة لأكثر من مشكلة تصادف المجتمع بظلّ الأزمة الاقتصادية، بحيث يهدفون إلى تـأمين ما يحتاجه المواطن من دون الحاجة لدفع الكاش كبدل للأغراض أو الخدمات. ويؤكد أنّه يمكن للمداكش “الاستفادة من تطبيقنا وجعل بيته متجره الخاص”. ويهدف داكش أيضاً إلى تقليل نسبة استخدام الكاش للفرد، وتخفيض عدد الأغراض غير المستعملة في المنزل، ومداكشتها بأمور تعنيه أكثر. كما هناك ناحية اجتماعية للمشروع، بظلّ التباعد الاجتماعي، إذ يسعى “داكش”، إلى مواكبة تغيّرات أساليب الحياة الاجتماعية، لناحية تقريب أشخاص عند طلبهم لأغراضهم  وتسهيل عملية التبادل في ما بينهم دون تكلفة أو عمولة الوسيط.

لزيارة تطبيق داكش:  https://www.dakish.app/

رأي اقتصادي: داكش انطلق لخدمة الناس وليس ثروة نقدية جديدة

تشير أبحاث اقتصادية أنّ المجتمعات غير النقدية تتميّز بمعدلات جريمة أقل، بحيث لا تتوفّر أموال ملموسة للسرقة، بالمقابل تقلّ نسبة غسيل الأموال لتوفّر أثر ورقي رقمي؛ بالإضافة إلى ذلك، يتميّز المجتمع غير النقدي  بأنّه يختصر الوقت والتكاليف المرتبطة بالتعامل مع النقود الورقية وتخزينها وإيداعها. فهل تُعتبر مبادرة “داكش” محاولة لثروة نقدية  يتوجهون من خلالها نحو نظام اقتصادي جديد قد يجرّ الآخرون لاتباعه؟ نفى الباحث في الشؤون المالية والاقتصادية د. محمود جباعي في حديث لـ “أحوال” أن نكون أمام ثورة نقدية جديدة في لبنان شبيهة بتجربة الصين مثلاً. وقال: انطلقت فكرة داكش في لبنان بسبب الوضع المعيشي والصعب، الناتج عن ارتفاع أسعار السلع بظلّ هبوط سعر صرف الليرة أمام الدولار، وبالتالي تدهوّر القدرة الشرائية؛ فالمواطن أصبح عاجزاً عن شراء الحاجات الأساسية، فما بالنا  بالكماليات، كأثاث المنزل مثلاً؟ إذ أنّ المواطن يفضّل الاستغناء عنها في الفترة الحالية. لذا، يتابع الباحث، أتت فكرة داكش بسبب الفقر والعوز، واصفاً إيّاها كنوع من تحريك عجلة اقتصادية جديدة بعيدة عن التضخم المالي والتعامل النقدي.

وأضاف جباعي، من المرجّح  أن تكون عملية ناجحة بسبب التبادل بين الافراد في الاقتصاد كالسوق على قاعدة العرض والطلب، مستدركاً أنّنا نعود إلى الفكرة الأساسية التي بدأت بها التجارة في العالم ( المقايضة)؛ وذلك “عبر الاستفادة من ما لدينا من سلع وخدمات والاستغناء عنها وتبديلها بأمور أخرى.”

بظلّ الوضع الاقتصادي الراهن، اعتبر الباحث في الشؤون الاقتصادية والمالية، أنّ هذه الحركة خفيفة لا تتعدّى  الـ 2 بالمئة من التبادل التجاري في الأسواق.

كيف يبدو المجتمع غير النقدي؟

بدون الدفع النقدي، تتم المدفوعات الكترونيًا، بدلاً من استخدام الورق والعملات المعدنية لتبادل القيمة؛ بهذه الطريقة أنت تسمح بتحويل الأموال من حساب مصرفي إلى شخص آخر أو شركة أخرى. لا تزال الخدمات اللوجستية تتطور، ولكن هناك بعض التلميحات الأساسية حول كيفية تطور مجتمع غير نقدي.

تُعد بطاقات الائتمان والخصم من بين البدائل النقدية الأكثر شيوعًا المستخدمة اليوم. قد لا تكون البطاقات وحدها كافية لدعم مجتمع غير نقدي بنسبة 100٪، وقد تصبح الأجهزة المحمولة بدلاً من ذلك أداة أساسية للمدفوعات.

وتكشف الإحصائات أنّ تطبيقات الدفع الإلكتروني، مثل Zelle و PayPal و Venmo  مفيدة للمدفوعات الشخصية.  علاوة على ذلك، تسمح التطبيقات بتقسيم الفواتير في ما بينهم بسهولة وبطريقة عادلة.

إلى ذلك، توفّر خدمات الدفع عبر الهاتف المحمول ومحافظ الأجهزة المحمولة مثل Apple Pay مدفوعات آمنة وبدون نقود. وقد شهدت العديد من الدول التي تستخدم النقد باعتدال أنّ الأجهزة المحمولة أصبحت أداة شائعة للمدفوعات.

لطيفة الحسنية

لطيفة الحسنية

صحافية متخصصة في الإعلام الرقمي. أطلقت حملة لمكافحة الإبتزاز الالكتروني عام 2019، تناولت تدريب الضحايا على كيفية التخلّص ومواجهة جرم الابتزاز تضمنت 300 حالة حتى تموز 2020. عملت كمسؤولة إعلامية في منظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى