أحوال السينما

فيلم Candyman … أسطورة الرعب وصراع الأعراق!!

هي من أكثر مقولات النقّاد التي وصفت الفيلم، وها هو الآن بين الأفلام المتصدرة من ناحية إيرادات شباك التذاكر بعد فيلم “Shang-Chi and the Legend of the Ten Rings” و “Free Guy” و”Malignant”.

بعد مقدمة صغيرة تُرينا جريمة يرتكبها رجل شرطة بحق رجل أسود عام 1977 في شيكاغو وتحديداً في حي “Cabrini-Green” السكني، يتسارع وقت وأحداث الفيلم لنصل إلى العام 2019 ونتعرّف على “Anthony McCoy” (Yahya Abdul-Mateen II) وهو فنان موهوب جدّاً لكنه متعثّر مهنياً ويعاني في مسيرته الفنية ويصنّف بالفاشل خصوصاً من قبل صديقته الحميمة “Briana” (Teyonah Parris). صاحب المعرض “Clive” (Brian King) دفع “Anthony” وشجعه لكي يقدم أفكار جديدة في عمله، فاقترح عليه “Anthony” فكرة رسم لوحات جديدة مبنية على أسطورة شائعة عن المجمّع السكني تتحدث عن شخصية تدعى “Candyman”، فما كان من “Clive” إلا أن شجعه لكون الفكرة قد تدر عليه الأرباح الوفيرة.

“Anthony” ومن خلال بحثه في تفاصيل الأسطورة قد تعرّف بـ”William” (Colman Domingo) الذي كان قد شهد، عندما كان فتياً، على جريمة عام 1977. وما إن توسّع “Anthony” وغاص أكثر في تفاصيل أسطورة “Candyman” التي تصفه كشبح يرافقه سرب من النحل، ذات صنارة صيد كيد، وهو يقتل كل من يكرّر إسمه أمام المرآة خمس مرّات، حتى أن بدأت مجموعة من الجرائم الغريبة بالحدوث. هنا أدرك “Anthony” أن “Candyman” قد يكون حقيقياً ومرتبطاً به بشكلٍ قدري.

الجدير ذكره أن هناك العديد من الأفلام التي أُنتجت وروت قصة أسطورة “Candyman”، ولكن ما يميّز هذا الفيلم وهو نسخة ورؤية المخرجة “Nia DaCosta”، هو كمية الأفكار الجريئة المنبعثة من فن العرق الأسود، وروايات الظلم العِرقي.

فالقسم الأكبر من وقت الفيلم يمر حيث تشرح وتروي الشخصيات تفاصيل الأساطير المتناقلة بدلاً من رؤية هذه الجرائم، وهذا قد يعتبر عنصر مزعج لمحبي أفلام الجريمة والأساطير الذين يستمتعون برؤية هذه التفاصيل بدلاً من الحديث عنها.

ولكن من ناحية ثانية، يُظهر الفيلم بشكل غير مباشر طريقة تقبّل وحقيقة شعور العرق الأبيض لفن العرق الأسود عبر مراحل الزمن ووصولاً إلى الوقت الحاضر.

هذه الفكرة تجسّدت مثلاً بالجملة التالية: “إنهم يحبون أعمالنا، لكنهم لا يحبوننا”، وهذا ما قاله “William” لِـ”Anthony” عندما كان يروي له أحداث الجريمة.

يتفق أغلب النقّاد ومشاهدي الفيلم على تميّزه عن النُّسخ السابقة التي طُرحت وخصوصاً لناحية الأفكار والرسائل التي عمدت المخرجة إلى تمريرها بطريقة مختلفة، وهذا ما أكسب الفيلم طابعاً وتأثيراً خاصاً.

بعض النقاد ذكروا أن أفكار الفيلم رائعة لكن تأثيرها قصير المدى، بمعنى أنها تطرح الفكرة بشكل سريع دون تشبيعها، ولكن على الرغم من ذلك، أجمعوا على تميّز رؤية “DaCosta” عن باقي النسخ السابقة.

منال زهر

خبيرة في صناعة الأفلام وتسويق ما بعد الإنتاج. تحمل شهادة بكالوريوس في ادارة الأعمال والمعلوماتية الإدارية من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى