صحة

“لامبدا” متغيّر كوفيد_19 ينتشر في العالم

تتابع اليوم منظمة الصحة العالمية طفرة «لامبدا» التي ظهرت للمرة الأولى في بيرو في أغسطس (آب) 2020، وأطلقت المنظمة عليها هذا الاسم في 14 يونيو (حزيران) 2021، وتأكد وجودها في تشيلي والأرجنتين.

وقالت مديرة المكتب الإقليمي للمنظمة، كاريسا إتيان، إنّ القرائن المتوفرة حتى الآن عن هذه الطفرة تشير إلى خطورتها العالية، خاصة من حيث سرعة سريانها وقدرتها على مقاومة المناعة الناشئة عن اللقاحات والتعافي من الوباء. وأضافت إتيان: «ما زلنا لا نملك البيانات الكافية لتحديد مدى خطورة هذه الطفرة ومواصفاتها النهائية، لكن المؤشرات العلمية التي تجمعت حتى الآن لدى الخبراء لا تبعث على التفاؤل».

لمبدا بدأ بالانتشار الآن حول العالم، وفقًا لتقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية، تم العثور عليه في 29 دولة. يذكر التقرير: “لقد ارتبطت لامبدا بالمعدلات الأساسية لانتقال العدوى في المجتمع في العديد من البلدان، مع ارتفاع معدل الانتشار بمرور الوقت بالتزامن مع زيادة حدوث كوفيد_19.

يوجد في بيرو أكبر عدد من وفيات كوفيد، حتى الآن. مقابل كل 100.000 من السكان، مات 596 بسبب كوفيد. وهذا ما يقرب من ضعف البلد التالي الأكثر تضرراً، المجر، التي لديها 307 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص.

هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى سوء أداء بيرو في مواجهة الوباء. وهي تشمل نظام رعاية صحية ضعيف التمويل وغير مجهّز مع عدد قليل جدًا من أسرة العناية المركزة؛ طرح اللقاح البطيء؛ قدرة اختبار محدودة؛ اقتصاد مهترىء (قليل من الناس يستطيعون عدم العمل)؛ واكتظاظ المساكن. كانت البلاد أيضًا تعاني من متغيّر لامدا، وتم الإبلاغ عنها مبدئيًا في العاصمة، ليما، في أغسطس/ آب 2020، وبحلول أبريل/ نيسان 2021، كانت تمثل 97 ٪ من جميع التسلسلات في بيرو.

في 14 يونيو/حزيران 2021، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن لامدا هي “متغيّر ذات اهتمام عالمي”. حذت هيئة الصحة العامة في إنجلترا حذوها في 23 يونيو، واصفة إياها بأنها “متغير قيد التحقيق” بسبب “توسعها الدولي والعديد من الطفرات البارزة”.

وأصبحت منطقة أميركا اللاتينية البؤرة الرئيسية لانتشار «كوفيد – 19» بعد القفزات السريعة والمتتالية في عدد الإصابات الجديدة التي سجلتها معظم بلدان المنطقة خلال الأسابيع الثلاثة المنصرمة، ما دفع بالعديد من الحكومات للعودة إلى فرض تدابير العزل والإقفال العام في بعض الحالات.

تجدر الإشارة إلى أن ثمة 11 طفرة لفيروس «كوفيد – 19» تخضع لمراقبة خبراء المنظمة الدولية في جميع أنحاء العالم. وقال ناطق بلسان المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة إن استخلاص الاستنتاجات النهائية حول هذه الطفرة قد يستغرق بعض الوقت، نظراً لكونها ظهرت في منطقة تعاني من ضعف قدرات الترصد الوبائي وإجراء التسلسل الوراثي للفيروس وشفافية القرائن المتراكمة، الأمر الذي يجعل من تحديد مدى خطورتها بطيئاً ومعقداً.

ويقول العالم الوبائي بابلو تسوكاياما، منسق مختبر التحاليل الوراثية الجرثومية في جامعة ليما، الذي يشرف على الفريق الذي رصد هذه الطفرة، إن كل العينات الفيروسية التي جمعها الخبراء في بيرو خلال أبريل /نيسان الفائت كانت من هذه الطفرة.

وكانت السلطات الصحية في تشيلي والأرجنتين قد أفادت عن مئات الإصابات بهذه الطفرة خلال الأسابيع المنصرمة، لكن خبراء منظمة الصحة يرجحون أن يكون العدد أكبر بكثير، حيث إن قدرات إجراء التسلسل الوراثي للفيروس محدودة جداً في هذين البلدين.

أحوال

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى