منوعات

تعليم الموسيقى للأطفال: كيف نكتشف مواهبهم وكيف يختارون الآلات؟

ميشال ضوّ: للموسيقى دور بارز في بلورة شخصية الطفل سواء كان موهوباً ام لا

الموسيقى عالم من الخيال والسحر، يهزّ مشاعرنا منذ نعومة أظافرنا، لا بل منذ تكوّن أجسادنا الصغيرة كأجنّة في الأرحام… هذا ما تؤكده الدراسات العلمية والنفسية التي تولي اهتمامات كبرى لأهمية تعليم الموسيقى عزفاً وغناءً منذ الصغر. عن هذا الموضوع وأهميته، وكيفية اكتشاف مواهب اطفالنا بغية توجيههم نحو تعلم الموسيقى ليبدعوا في المستقبل، تحدّث “احوال” للفنان ميشال ضوّ، وهو موسيقي وملحن وشاعر تعاون مع عدد كبير من نجوم الغناء، وعضو في جمعية المؤلفين وناشري الموسيقى في لبنان والعالم، وعضو في الاوركسترا الشرق عربية منذ اكثر من عشرين عاماً، فضلاً عن امتلاكه مركزاً لتدريس العلوم الموسيقية والعزف على الآلات وتقنيات التسجيل والتوزيع.

اكتشاف الموهبة

كيف يمكن للأهل ان يدركوا أن لدى أحد أطفالهم موهبة موسقية؟ خصوصاً ان كانوا بعيدين من الجو الفني؟
يقول ضو “الموهبة الموسيقية تبدأ في الظهور في سنّ مبكرة جداً، وعلى الأهل مسؤولية كبيرة في تنمية هذه الموهبة، إضافة الى المدراس حيث أن جميعها تبدأ بتعليم الأطفال في المراحل الأولى، من خلال الأغنيات بشكل أساسي”.
يتابع “من السهل اكتشاف موهبة الطفل في هذه المرحلة، حيث نجده يحفظ الأغنية قبل الآخرين ويغني بشكل صحيح، ويردد ما تعلمه امام الأهل. لذا على الأهل عدم التردد أبداً في إرسال أطفالهم الى مراكز تعليم الموسيقى”.

السن المناسب لتعلّم الموسيقى

هل من الضروري ان يبدأ الطفل بالتعلم على آلة موسيقية منذ الصغر؟ وفي اي عمر تحديدا؟
يقول ضة “طبعا هذا ضروري ومهم، اما مسألة العمر فهي رهن بالمحيط الذي يعيش فيه الطفل. فهناك دول مثلاً تسمح ببدء تعلم الموسيقى منذ عمر الثلاث سنوات فقط. نرى الكثير من الأطفال اليوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهم بعمر الثالثة، يعزفون كما الكبار… هؤلاء طبعاً تم اكتشاف مواهبهم في سنّ مبكرة جداً، إضافة الى خضوعهم لنظام تعليم خاص. الأمر يختلف بين طفل وآخر، ويحصل أن يتأخر ظهور الموهبة أحياناً حسب شخصية الطفل.”
وعن كيفية تحديد ان كان للطفل موهبة او لا، شدّد ضوّ على اهمية الاختبارات العلمية والموسيقية التي يتم من خلالها اكتشاف إن كان الطفل موهوباً أو لا.
ويضيف: ” كي نخضع الطفل لهذه الاختبارات، يجب أن نبدأ أولاً بمسألة الانتباه الى كيفية حفظه للأغاني أو حتى التصرّف فيها بطريقته الخاصة، وهذا ضروري جداً ويمهد لاكتشاف الموهبة”.
وعن كيفية اختيار الآلة المناسبة لكل طفل وإن كان للأساتذة دوراً في ذلك قال إنه من المهم ألاّ نفرض على الطفل الآلة التي سيتعلم عليها، بل أن نوجهه نحو الآلات التي يحبها. كل الآلات جميلة ومن المهم أن يمر الطفل على عدة آلات كي يختار في النهاية الآلة التي سيبدع من خلالها. والأستاذ الشاطر هو القادر أن ينمي فيه ذلك وأن يعرف كيف يوجهه وأن يجعله يحب الآلة أكثر فأكثر. هنا أضع الجهد الأكبر على استاذ الموسيقى.

أهمية الموسيقى في بلورة شخصية الطفل

بغضّ النظر عن موهبته أم لا، يؤكد ضو على الدور الإيجابي الذي تلعبه الموسيقى في حياتنا منذ الصغر يقول:
“الموسيقى عالم من الخيال موازٍ لحياة الطفل. الموسيقى ترافق الانسان منذ ولادته وطيلة حياته، ومنذ الصغر يبدأ بسماع الأصوات التي هي جزء من عالم الموسيقى، لا بل منذ أن يكون جنيناً في رحم والدته.”.
ويؤكد أن تعلم الموسيقى يؤثر ايجاباً على نموّ الطفل وعلى شخصيته وسلوكياته العامة.
عدة دراسات أتثبت هذا الأمر وتحدثت عن أهمية الموسيقى في عالم الطفل بغض النظر إن كان موهوباً أو لا، وهناك دراسات تقول انه يمكن توجيه الأطفال ذوي الشخصية المترددة (أو الهادئة الى حدّ المبالغة) نحو الموسيقى الصاخبة، والعكس مع الأطفال الصاخبين والمفرطي النشاط، حيث يتم توجيههم نحو الهدوء أكثر. وطبعاً هذا الأمر يعود الى اخصائيين في التعليم الموسيقي والنفسي.

رولا نصر

صحافية لبنانية تعمل في المجال الفني والاجتماعي منذ 1997. حاورت اشهر النجوم العرب وشاركت في تغطية كبرى المهرجانات في مختلف العواصم العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى