سياسة

نصائح خارجية بتعويم حكومة تصريف الأعمال الحالية

غم تحديد موعد الإستشارات النيابية الملزمة الخميس المقبل في قصر بعبدا، لا يزال هناك إمكانية لتأجيلها بحال كانت المصلحة الوطنية تقتضي ذلك. هكذا تعبّر مصادر قصر بعبدا عن موقفها من الاستشارات النيابية الملزمة، نافية بأن يكون التأخير سببه موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

بالنسبة الى مصادر بعبدا فمن واجب رئيس الجمهورية أن يمهّد الطريق امام استشارات نيابية سلسة تؤدي لتكليف شخصية قادرة على تشكيل حكومة، لا استشارات تؤدي لتضييع الوقت ثم الاعتذار، وتُشير عبر “أحوال” إلى أن المسألة ليست متعلقة بموقف جبران باسيل وحسب بل بمواقف كل الكتل حيث ليس محسوماً بعد من سيكون الرئيس المكلف، علماً بأن التسمية تعني أن الكتل تواصلت مع مرشحها قبل تسميته وحصل نوع من الاتفاق بينهما على شكل الحكومة على الأقل.

تؤكد المصادر أن لا مشكلة بين رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، معتبرة أن عون لا يهتم باسم الرئيس المكلف بقدر اهتمامه بقدرته على التأليف سريعاً، ومن هنا ينطلق رئيس الجمهورية بعمله، لذلك فإن الموعد المحدد الخميس المقبل يبقى موعداً أولياً قد يؤجل بحال كان هناك ما يستدعي هذا التأجيل.

حتى اليوم لا يوجد منافس حقيقي لميقاتي، رغم إمكانية عدم حصوله على عدد أصوات كبير في الاستشارات، والسبب غياب البديل القادر على “جمع” المعترضين على رئيس حكومة تصريف الأعمال، وفي هذا السياق ينبغي الإشارة الى أن ميقاتي يعتمد بمكان ما على اكثرية نبيه بري التي أوصلته الى سدّة رئاسة البرلمان بأغلبية 65 صوتاً، أي دون أصوات التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وقوى التغيير، إنما هذا العدد قد ينخفض بحال قرر الحزب الإشتراكي دعم شخصية أخرى، دون أن يعني ذلك أن هذه الشخصية ستملك القدرة على مفاجئة ميقاتي.

نعم، سيكون هناك منافساً لميقاتي بحال اجتمعت القوات اللبنانية مع التيار الوطني الحر مع الحزب الإشتراكي على إسم واحد، وهو امر صعب للغاية، فموقف القوات اللبنانية بشأن الحكومة المقبلة واضح جليّ، ينطلق من فشل حكومات الوحدة الوطنية وحكومات فريق 8 آذار، ما يعني هناك شبه استحالة لتوافق التيار والقوات على إسم رئيس مكلف، إلا بحال كان الأمر يهدف لتوجيه ضربة لميقاتي دون تشكيل حكومة.

وفي معلومات خاصة لموقع “أحوال” فإن البحث الذي يجري اليوم يتعلق بمدى إمكانية استمرار حكومة تصريف الاعمال الحالية بعد نصائح خارجية وردت الى المعنيين بلبنان تقول بأن التوافق على استمرار حكومة ميقاتي قد يكون اكثر فائدة من الدخول في متاهة تأليف حكومة جديدة في الوقت الراهن، علماً أن عمرها بحال شًكلت وحصلت على الثقة لن يتجاوز الثلاثة أشهر على أبعد تقدير. فهل يعمل المعنيون بالنصائح الخارجية؟

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى