صحة

وزير الصحة لـ”أحوال”: الإلتزام أو الموت على الطرقات

حمد حسن اسم يتكرّر يومياً على وسائل الإعلام المختلفة سيّما بعد وباء كورونا. فمواقفه وأداؤه في الميدان الصحي والطبي وأيضاً في حياته الاجتماعية لطالما كانا محط رصد ومتابعة الإعلام والرأي العام؛ فأزمة “كورونا” العالمية هي التي دفعت “الوزير الشاب” إلى الأضواء وحوّلته نجماً يخطف الأضواء حيث يتسمّر المواطنون خلف الشاشات لمعرفة ما سينبئهم به من تطورات وقرارات. فالجميع يذكر مقولته الشهيرة منذ بداية انتشار الفيروس: “لا داعي للهلع”، لكن بين الإنتقاد اللاذع والتأييد الواسع يُكمِل وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال طريقه متنقلاً بين الألغام والجبهات في مواجهة “الوباء”.

فالوزير الذي ألزم برأيه اللجنة الوزارية المختصة متابعة الوباء بقرار الإقفال رغم معارضة رئاسة الحكومة وزراء الداخلية والاقتصاد والصناعة والزراعة والهيئات الاقتصاية والتجار وأغلب المواطنين، يُترك وحيداً اليوم في ساحة المعركة. فالجميع خذله كما سبق وقال، المستشفيات الخاصة والأجهزة الأمنية والمواطنون.

المستشفيات لم تتعاون كما يجب

وضع الوزير حسن المستشفيات الخاصة في خانة الأطراف الثلاثة التي خذلت وزارة الصحة في معركة المواجهة مع كورونا سيّما في مرحلة الإقفال الأخير، يعني الكثير على المستوى الصحي والوطني؛ فالقطاع الطبي الخاص لطالما كان الدعامة الأولى للقطاع الإستشفائي العام فكيف وأنّ البلد يمر اليوم بأزمة صحية عالمية؟ وزير الصحة أوضح لـ”أحوال” أن “المستشفيات الخاصة لم تتجاوب وتتعاون كما يجب، فلم ترفع عدد الأسرة لمرضى كورونا وغرف العناية كما طلبنا، لذلك نشدد على رفع مستوى الخدمات الطبية في غرف العناية الفائقة”.

لذلك أنشأت الوزارة بحسب حسن لجنة لتقييم جودة التقديمات والخدمات الطبية والصحية في المستشفيات الحكومية والخاصة على أن تبدأ اليوم بزيارة غرف العناية الفائقة.

الفتح سيرفع نسبة الإصابات

وعن تخوفه من ارتفاع نسبة الإصابات بعد قرار فتح البلد، توقع حسن أن يرتفع عدد الإصابات خصوصاً في فترة الأعياد، حيث ستزيد نسبة الإختلاط الاجتماعي من التسوق وارتياد المقاهي والمطاعم والنوادي الليلية للسهر وإضافة إلى الزيارات الاجتماعية. وكشف أن نسبة الإلتزام بقرار الإقفال كانت قليلة جداً سيما في الأسواق الشعبية وفي المنازل. وكرر حسن التوصيات التي تحُد من انتشار “الفيروس” وهي الثلاثي الآمن، الكمامة، النظافة الشخصية وعدم الإكتظاظ. فضلاً عن تهوئة الأماكن المغلقة في ظل خطر انتشار “الأنفلونزا” في الشتاء.

وحذر حسن من الموجة المقبلة من انتشار “الوباء” مع حلول فصل الشتاء وحذر أيضًا من أنه يمكن أن نصل إلى مرحلة ارتفاع عدد الإصابات بشكل كبير ما سيؤدي إلى استنزاف القطاع الصحي وامتلاء المستشفيات وبالتالي موت الناس على الطرقات، ما سيفرض علينا العودة إلى الإقفال كآخر الخيارات، لذلك فإن سلوك الناس والتزامهم وتغير نسبة الإصابات والوفيات يحدد طبيعة القرار الذي سنتخذه أكان بالإغلاق أم لا.

وعما إذا كان يبشر بتكرار النموذج الإيطالي في لبنان، قال حسن: “لا شيئ اسمة نموذج إيطالي، بل نحن نموذج لبناني بامتياز بعدم الإلتزام”.

وعوّل وزير الصحة على دور المستشفيات الميدانية لمساعدة القطاع الإستشفائي المحلي، وأكد بأننا “أنجزنا كل الخطط المتعلقة بها وسيتم قريبًا إنشاء واحدة منها في صور وواحدة في الشمال وسيتم التعاون بينهما وبين المستشفيات الخاصة”.

الأجهزة الأمنية أُنهِكت

وعلى الرغم من عتبه على أداء الأجهزة الأمنية المقصرة في بعض الأماكن والمواقع، لكن حسن أبدى تعاطفه معها مشيراً إلى أنها أُنهِكت وبذلت أقصى طاقتها لكنها اصطدمت بواقع التفلت الاجتماعي المتمادي وبالأوضاع الاقتصادية الصعبة للمواطنين. ورحب حسن بقرار إلغاء المفرد والمجوز الذي يسمح بعدم إرتداء الكمامة في السيارات. واستشهد حسن بدولة الصين التي لم تقضِ على “الوباء” إلا بالتشدد باستخدام الكمامة في جميع الأماكن وعلى جميع الأشخاص.

“قالب” السيد

وبعيداً عن الهموم الصحية وكثرة الاجتماعات، لا يُخفي حسن عتبه على منتقديه أثناء مشاركته في عيد ميلاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في بعلبك، فلم يرَ هؤلاء من هذا المشهد سوى أن الوزير شارك في قص قالب الحلوى ولم يلتفوا إلى ثلاث أمور أخرى إيجابية. فالوزير أو أي مسؤول عندما يرى شواذاً يجب أن يصلحه بنفسه وهذا ما فعله الوزير حسن حيث وزع كمامات على المشاركين في الإحتفال قبل مشاركته في الحفل، ولم ينتبهوا أيضاً إلى تواضع رئيس بلدية بعلبك السابق والوزير الحالي مقارنة ببقية الوزراء والمسؤولين الذين لا يسيرون على الطرقات أو بين الناس إلا في مواكب أمنية ومرافقين وغيرها من “الفخفخة” والإستعراضات، فلا أحد يصدق أن موكب الوزير خلال مشاركته في “قص قالب الحلوى” مؤلف منه ومن إبنته التي كانت برفقته.

كما ألقى حسن عتبه على الإعلام الذي يظهر الأمور بسلبية أو يختلقها إن لم يجدها ويحجب الأضواء عن كل شيئ إيجابي، وبحسب الوزير فلم يكن هناك اكتظاظ في المكان حيث لا يتعدى عدد الأشخاص اثني عشر. وأقر حسن بأن مشاركته في “الدبكة” في أحد المناسبات الاجتماعية في بعلبك كان خطأً لكن مشاركته في حفل ميلاد السيد نصرالله تم تضخيمه واستغلاله.

وأضاف حسن، تفاديت الأسوأ عندما وزّعت الكمامات على المشاركين وبالتالي منعت انتشار العدوى بين صفوفهم.

محمد حمية

 

محمد حمية

صحافي وكاتب سياسي لبناني. يحمل شهادة الماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى