عام 2022 الأسوأ على عمالقة التكنولوجيا منذ فقاعة الإنترنت
شهد عمالقة التكنولوجيا الثلاث، شركة تسلا للسيارات الكهربائية وشركة ميتا بلاتفورمز وأمازون لتجارة التجزئة الإلكترونية، أسوأ أداءً لها في عام 2022 منذ فقاعة الإنترنت التي ظهرت بين عامي 1998 و2000 -حين حدث ارتفاع كبير لأسعار الأسهم في الدول الصناعية بفضل النمو المتسارع لقطاع الإنترنت – مع عدم وجود آفاق إيجابية للعام المقبل.
أفادت شبكة “سي إن بي سي”، بأن أسهم شركة تسلا تراجعت بنسبة 68% حتى 28 كانون الأول/ ديسمبر وصولاً إلى قيمة 353 مليار دولار، برغم أنها اختتمت عام 2021 بقيمة 1.1 تريليون دولار.
كما خسرت ميتا -الشركة الأم لمنصات فيسبوك وواتساب وإنستغرام- 66% من قيمة سهمها بعدما سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق؛ في تراجع يعزيه البعض لحرق الشركة أرباحها هذا العام في منصة العالم الافتراضي الجديدة “ميتافيرس”.
وهبط سهم شركة أمازون بنسبة 51% مسجلاً أكبر انخفاض منذ عام 2000، عندما انخفض بنسبة 80%.
وتقلصت القيمة السوقية لشركة أمازون إلى حوالي 834 مليار دولار من 1.7 تريليون دولار في بداية العام، لتخرج الشركة من النادي الذي تبلغ قيمته تريليون دولار الشهر الماضي.
وترتبط الكثير من مشكلات أمازون بالاقتصاد والبيئة الكلية؛ فقد دفع التضخم المتصاعد وأسعار الفائدة المرتفعة المستثمرين بعيدًا عن النمو والتوجه إلى شركات ذات هوامش ربح عالية وتدفق نقدي ثابت وعوائد أرباح عالية.
لكن مستثمري أمازون لديهم أسباب أخرى للخروج من السهم؛ إذ تكافح الشركة مع تباطؤ المبيعات في فترة ما بعد “كوفيد-19”. ففي ذروة الوباء، أصبح المستهلكون يعتمدون على تجار التجزئة عبر الإنترنت مثل أمازون للحصول على السلع مما دفع سهم أمازون إلى تحقيق مستويات قياسية مع ارتفاع المبيعات.
وبشأن التوقعات لعام 2023، قام العديد من المحللين بتقليل تقديراتهم لكبرى شركات التكنولوجيا عامةً، مستشهدين بالرياح الكلية المعاكسة المستمرة.
وكتب محللون إستراتيجيون أميركيون، في مذكرة نقلها موقع إنفستنج: “إننا نخفض تقديراتنا لعام 2023 لمجموعة من رواد الإنترنت؛ مما يعكس بطء التعافي في التجارة الإلكترونية والإعلان عبر الإنترنت بعد الوباء، فضلاً عن التوقعات بركود طفيف إلى معتدل وتراجع سوق العمل. في حين أن سيناريو الركود الأكثر حدة سيتطلب مزيداً من التخفيضات”.