سفيرة بريطانيا للمناخ: إعادة البناء الأكثر خضرة في صميم أي خطة مستدامة للبنان
أنهت سفيرة المملكة المتحدة الإقليمية لقمة العمل المناخي 26 للشرق الأوسط وأفريقيا، جانيت روغان، زيارتها الى لبنان والتي استمرت يومين. هذه هي أول زيارة رسمية لها إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ اختتام مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين لتغير المناخ في غلاسكو في وقت سابق من هذا الشهر.
خلال زيارتها، التقت السفيرة روغان بوزراء البيئة الدكتور ناصر ياسين والطاقة وليد فياض والمالية غازي وزني. كما شاركت في جلسة نقاش حول قمة العمل المناخي بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزير البيئة، والتي حضرها أكثر من 50 مبتكرًا وخبيرًا بيئيًا وشبّان وشابّات وخريجي منح تشيفنينع ومنظمات غير حكومية وغيرها.
في لقاءاتها رحبت السفيرة روغان بمشاركة وفد لبنان برئاسة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في قمة العمل المناخي وعلى وجه الخصوص بالتزام لبنان بمبادرة غلاسكو لحماية الغابات واستخدام الأراضي وما لا يقل عن 20٪ من النظم البيئية البحرية. كما ناقشت المساهمة المحددة وطنياً (NDCs) المنقحة والطموحة لدى لبنان التي تم العمل بها قبل قمة العمل المناخي (وشملت تخفيف غير مشروط للغازات الدفيئة بنسبة 20٪.
من خلال زيارتها لبنان استطاعت السفيرة روغان زيارة بعض المناطق الأكثر عرضة لخطر تغير المناخ، من خلال مشروع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الممول من قبل المملكة المتحدة. وكانت مناسبة لمناقشة الإجراءات المحددة اللازمة لمواجهة هذه التحديات والاستماع من المجتمعات المحلية كيف تتكيف مع تغير المناخ.
وفي حديثها عن الزيارة قالت السفيرة روغان:
“يسعدني أن أكون في لبنان، مباشرة بعد مؤتمر المناخ العالمي الذي استضافته المملكة المتحدة في غلاسكو. COP26 هو مؤتمر الأطراف ، الذي وافقت عليه جميع البلدان المشاركة من خلال ميثاق المناخ في غلاسكو. كانت هذه الزيارة فرصة لشكر الحكومة اللبنانية على الالتزامات الطموحة التي قطعتها في COP26 وتشجيع العمل من أجل تنفيذ الالتزامات. تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واحدة من أكثر المناطق تأثراً بالمناخ في العالم، وتتراوح آثارها من الارتفاع في الإجهاد المائي إلى ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الظواهر الجوية، بما في ذلك الحرائق الهائلة. إن تأثير هذه التغييرات نشعر بها في كل جزء من الحياة اليومية وسبل عيش الناس في لبنان. كانت هذه الزيارة القصيرة فرصة لأرى بنفسي تأثير الضعف المناخي في لبنان والاستماع الى كيفية استجابة القطاعين العام والخاص لهذه الاحتياجات الحقيقية، بعد مؤتمر COP26.
تقر الحكومة البريطانية بالتحديات الكبيرة التي يواجهها لبنان، بما في ذلك الأزمة الاقتصادية وإعادة البناء بعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020. يحتاج البلد إلى إصلاحات عاجلة، ويجب أن تكون إعادة البناء الأكثر خضرة في صميم أي خطة مستدامة طويلة الأمد للبنان.”
قال السفير البريطاني في لبنان، إيان كولارد:
“أرحب بزيارة سفيرة المملكة المتحدة الإقليمية لقمة العمل المناخي 26 للشرق الأوسط وأفريقيا الى لبنان، وهي أول زيارة لها إلى المنطقة بعد قمة COP26 الناجحة في المملكة المتحدة هذا الشهر. لبنان في قبضة واحدة من أسوأ الأزمات في التاريخ الحديث. فقط من خلال التغيير السياسي والاقتصادي الحقيقي يمكن للبنان أن يطلق العنان لقدراته ويحقق المستقبل الأفضل الذي يستحقه شعب لبنان، بما في ذلك سياسات والتزامات أكثر خضرة .
تسببت جائحة كورونا بالمعاناة للملايين حول العالم، وتعطيل أجزاء كثيرة من الاقتصاد العالمي وإعاقة برامج التنمية لسنوات.. كثفت الحكومات جهودها، بما في ذلك المملكة المتحدة، لحماية الأرواح وسبل العيش. لكن الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي استمر، مما تسبب في حدوث تغييرات خطيرة، تهدد الحياة وسبل العيش والطبيعة. مع بدء البلدان في التعافي من جائحة فيروس كورونا، يجب أن ننتهز الفرصة التاريخية لمعالجة تغير المناخ في نفس الوقت – لإعادة البناء بشكل أفضل وأكثر اخضرارًا.
لقد كان من دواعي سروري المشاركة في استضافة لقاء ما بعد COP26 بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة البيئة مع أكثر من 50 مبتكرًا وخبيرًا بيئيًا وشباب وخريجي منح تشيفننغ ومنظمات غير حكومية وغيرهم، حيث ناقش كل من وزير البيئة والسفيرة روغان الحاجة إلى المشاركة الكاملة للشباب في العمل المناخي.
لدى لبنان فرصة للاستفادة من فرص التمويل التي أطلقها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD)للشراكة عالية التأثير بشأن العمل المناخي (HIPCA) ، حيث تساهم المملكة المتحدة بمبلغ 50 مليون جنيه إسترليني في التمويل.