الخطوات السليمة لإنشاء بستان منتج
يتطلب إنشاء اي بستان دراسة مسبقة وتخطيطاً جيداً يراعيان الجانبين الاقتصادي والتقني للمشروع يراعي عدداً من العوامل الطبيعية والاقتصادية والبيئية.
هنا وبأسطر قليلة سنحاول وضع بضع النقاط الأساسية والمحورية في سبيل انشاء بستان منتج ومثمر، خاصةً ونحن اليوم في ظروف شديدة الحاجة لزراعة كل المساحات الممكنة وليس لنا مهرب من العودة الى الزراعة والانتاج.
من الناحية الاقتصادية
يجب أن تركز دراسة الجدوى الاقتصادية على كيفية إختيار الصنف المراد غرسه وكم هو مطلوب وحاجة السوق اليه، وتأخذ بعين الاعتبار ظروف تسويق المنتج والاستثمارات التي يتطلبها إنشاء البستان والسنوات الأولى من الصيانة والعناية التي يكون فيها البستان لم يصل بعد لمرحلة الإنتاج.
ومن الناحية التقنية، يجب أن تتركز الدراسة أساساً على العوامل والظروف الطبيعية والمناخية وصلاحية الأرض المرتبطة بالموقع المختار لإنشاء البستان.
إختيار الموقع
عند إختيار موقع إنشاء البستان يجب الأخذ بعين الإعتبار عوامل المناخ والتربة الملائمين للزراعة وتوفر مياه الري بكميات اذا كانت الزراعة غير بعلية تسمح بتغطية الحاجيات السنوية للأشجار وخاصة خلال الفترات ذات الاحتياجات المهمة من الماء (مرحلة انتفاخ الثمار). كما يُنصح بفحص التربة مخبرياً لمعرفة خصائصها ومكوناتها وماذا يمكن أن يلائمها من انواع الأشجار.
إعداد وتهيئة التربة
لتهيئة التربة للغرس أهمية قصوى قبل إنشاء اي بستان، إذ يجب “نقب” الأرض (فلاحة عميقة وتقليب التربة وتنظيفها من الحجارة الكبيرة وجذور الاشجار البرية) قبل بداية الغرس على مرحلتين. خلال المرحلة الأولى يتم القيام بحراثة عميقة (50 إلى 60 سنتمتر) لتفتيت الطبقات المضغوطة للتربة و لإزالة الأحجار. وفي المرحلة الثانية يتم إنجاز حرث سطحي لتفتيت التربة وتسوية سطحها.
وتتلخص أهداف عملية إعداد التربة وتجهيزها قبل الغرس الحصول على طبقة عميقة من التربة ذات تهوية وصرف ملائمين لنمو جذور الأشجار، وبالتالي تسهيل إمتصاص الماء والأملاح المعدنية.
يجب تخطيط البستان ووضع علامات تحدد مكان غرس الشتلات مع ضرورة إحترام المسافات بين الأغراس التي تتناسب مع كثافة الغرس ونوع المغروسات.
إختيار الأغراس
إن أساس نجاح الزراعة يعتمد على إختيار الأغراس المؤصلة ذات الجودة العالية والمنتقاة من مشاتل موثوقة، يجب أن تكون هذه الأغراس سليمة وخالية من الأمراض التي يمكن أن تكون لها نتائج وخيمة على مستقبل البستان كالأمراض والحشرات المضرة.
كثافة الغرس
تختلف كثافة الغرس تبعاً للحجم والإرتفاع اللذان ستأخذهما الشجرة مستقبلاً عند نموها ودخولها مرحلة الإنتاج القصوى للثمار مع الأخذ بعين الإعتبار كمية الماء الموجودة (منطقة بور أو مروية).
وضع الأغراس على خطوط مستقيمة، كما يجب أن تكون نقطة وضع الأغراس في مكانها على ارتفاع 30 إلى 40 سنتمتر من السطح.
عند وضع الأغراس يجب ملئ الحفرة بالتراب مع تكديسه ورصه لإخراج الهواء مباشرة بعد الغرس يتم الشروع في سقي الشجيرات لتمكين الجذور من الإلتحام بالتربة المبللة ولتفادي مرور الماء من الأغراس إلى التربة في حالة جفاف هذه الأخيرة، بينما في مناطق البور يتم صنع حوض يحيط بالأشجار لجمع الماء فيها.
أخيراً وليس آخراً، فإن اتباع خطوات سليمة مع الممارسات الزراعية الجيدة تؤدي إلى إنتاج سليم وجيد.