منوعات

أوساط ميقاتي: الرئيس المكلّف لن يستنزف نفسه أكثر وأمامه أسبوعٌ حاسم

تسود أوساط الرئيس المُكلّف نجيب ميقاتي انطباعات بأنّ “عملية تأليفه الحكومة لا تسير على النّحو المطلوب، وأنّ كفّة أجواء التشاؤم مرجّحة على كفّة أجواء التفاؤل، وأنّ التعقيدات والعراقيل التي تعيق تشكيل الحكومة داخلية أكثر منها خارجية”.

تعود أوساط رئيس تيّار العزم إلى الأيّام الأولى التي سبقت وتلت تكليف ميقاتي تأليف الحكومة في 26 تمّوز الماضي، وتعتبر أنّ “معطيات إيجابية عدّة كانت متوافرة أمامه، على صعيد الاتصالات والضغوطات والضّمانات والوعود التي أُعطيت له، داخلياً أو خارجياً، وأنّه ما كان ليقبل بالمهمّة بشكل اعتباطي لو لم يلقَ قبولاً ودعماً”.

وتشير أوساط ميقاتي إلى “معطيات إيجابية خارجية” بهذا الصدد، منها عقد المؤتمر الدّولي الداعم للبنان الأسبوع الماضي، ومواقف مسؤوليين غربيين شجّعت على تأليف الحكومة بسرعة، وترحيب بتكليف ميقاتي هذه المهمّة، لكنّ “النقطة الجوهرية في هذا المجال كانت أنّ مواقف الخارج لا تكفي لوحدها لولادة الحكومة”، حسب قول أوساط ميقاتي.

وتوقفت أوساط رئيس الحكومة المُكلّف في حديثها لـ”أحوال” عند نقطتين داخليتين، الأولى أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون “يعرف مسبقاً أنّ الحكومة المقبلة هي حكومة ستشرف على الانتخابات النيابية ربيع العام المقبل، وهو لذلك يريد تشكيل حكومة يمون عليها، وبما أنّ ميقاتي لن يعطيه ذلك، فإنّه لن يُسهّل تأليف الحكومة”.

أمّا النقطة الداخلية الثانية برأي أوساط ميقاتي فهي أنّ حزب الله “برغم أنّه داعم له وسمّاه في الإستشارات النّيابية الملزمة، لكنه في المقابل لا يتدخّل ولا يضغط على عون بموضوع تأليف الحكومة، لأنّه من جهة لا يستطيع أن يمون معه، ومن جهة ثانية فهو لا يريد إفتعال أيّ مشكلة معه في هذا السّياق”.

وتؤكّد أوساط ميقاتي ما قاله بعد أيّام من تكليفه بأنّه “إذا تأخّر تأليف الحكومة إلى ما بعد 4 آب الجاري فإنّ تأليفها بعد ذلك سيكون صعباً”، ما دفعها للاعتراف بأنّ “الأمور مسكّرة” في ضوء تطورات الأيّام الماضية، ومشدّدة على أنّ ميقاتي “الذي يسير بين النقاط لن يستنزف نفسه أكثر، وهو لن ينتظر حتى نهاية مهلة الشّهر التي أعطاها لنفسه لتأليف الحكومة، بعد تكليفه في 26 تمّوز الفائت”، مؤكّدة بأنّ “أمامه أسبوع حاسم، إمّا تأليفاً أو اعتذاراً”.

وفي حين ترسم أوساط ميقاتي أجواءً تفاؤلية في حال وُلدت الحكومة، لأنّها “ستكون خطوة هامّة ومطلوبة لإيقاف الانهيار، وإعطاء البلد والنّاس جرعة تفاؤل، وبدء معالجة القضايا الشّائكة كافّة، خصوصاً الاقتصادية والمعيشية”، فإنّها في المقابل تعبّر عن تشاؤم كبير لديها في حال تعثّرت ولادة الحكومة واعتذر ميقاتي، لأنّه برأيّها “لن يجرؤ أحد بعده على قبول تكليفه هذه المهمّة، كما أنّ إجراء الاستشارات النّيابية مجدّداً لن يكون مضموناً، وسنكون عندها قد أصبحنا في مكان آخر”، ما جعلها تبدي خشية “ليس من استمرار الانهيار الاقتصادي أكثر، بل أيضاً من مظاهر الفوضى والتفلّت والتسيّب الأمني الذي قد لا تنجو منطقة لبنانية منه”.

 

عبد الكافي الصمد

عبد الكافي الصمد

صحافي لبناني حاصل على شهادة الإجازة في الإعلام من جامعة الجنان في طرابلس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى