منوعات

أوّل “لاجئي المناخ” في أميركا يجدون ملاذاً جديداً في لويزيانا

تقف جوان بورغ أمام منزلها الجديد في شريفر في لويزيانا، البعيد نحو 60 كيلومترًا عن جزيرة آيل دو جان شارل التي نشأت فيها، وحيث يهدّد ارتفاع مستوى المياه السكان يوميًا، بعدما أصبحت من أوائل “لاجئي المناخ” في الولايات المتحدة.

وتقول لوكالة فرانس برس “أنا متحمّسة جدًا. لا يسعني الانتظار للانتقال إلى المنزل. أنتظر هذا اليوم منذ الأزل”.
وبورغ من بين عشرات الأميركيين الآتين من “آيل دو جان شارل” الذين نُقلوا إلى “شريفر”، وهم أول المستفيدين من منحة إعادة توطين فدرالية أُعطيت إليهم في العام 2016.
ويُعتبر هؤلاء أول “لاجئي المناخ” في الولايات المتحدة، أي الأشخاص الذين أُرغموا على ترك منازلهم بسبب تداعيات التغيّر المناخي.
غير أن بيت بورغ دُمّر مثلما دُمّرت منازل عديدة أخرى في الجزيرة.
يربط طريق واحد فقط الجزيرة بالبرّ الرئيسي، ويصعب أحيانًا سلكه بسبب الرياح العاتية أو حركة المدّ والجزر.
وكان سكّان آيل دو جان شارل من سكان أميركا الأصليين، من أصول أميركية هندية، إذ لجأت قبائل عدة إلى الجزيرة هربًا من الاضطهاد الحكومي في مطلع القرن التاسع عشر.
غير أن التغيّر المناخي جعل من الجزيرة رمزًا للتآكل الساحلي الذي تشهده مناطق عدة في ولاية لويزيانا معرضة للأعاصير.
وسيتمّ بناء 37 منزلًا في شريفر لايواء نحو 100 من السكان الحاليين أو السابقين لآيل دو جان شارل، باستخدام هبة فدرالية بقيمة 48 مليون دولار خُصّصت للمشروع في العام 2016.
يقول لوكالة فرانس برس حاكم الولاية جون بيل ادواردز، الذي كان يتفقّد السكان الذين يكتشفون منازلهم الجديدة، “إنه المشروع الأول من نوعه في تاريخ بلادنا”.
ويضيف “عرفنا أشخاصًا على مرّ السنوات اشترينا منازلهم ونقلناهم إلى أماكن أخرى. لكننا لم نتعامل مع مجتمعات بأكملها بهذه الطريقة ونقلناها إلى مكان واحد بسبب التغيّر المناخي”.
منذ ثلاثينيات القرن الماضي، خسرت آيل دو جان شارل “نحو 90%” من مساحتها بسبب مياه المستنقعات، حسبما يقول أليكس كولكر، وهو أستاذ مشارك في الاتحاد البحري لجامعات لويزيانا.
وكانت الجزيرة هشّة بالأساس، لكن التغيّر المناخي يفاقم الأخطار على البيئة والسكان، بحسب كولكر، فمستويات البحار ارتفعت واليابسة تغرق والانجراف يستمرّ. وتزيد العواصف الأكثر شراسة وتواترًا من حدة المشكلة.
العام الماضي، ضرب إعصار “إيدا” ولاية لويزيانا واعتُبر عاصفة خطيرة من الفئة الرابعة. كان ثاني أعنف إعصار سُجّل في تاريخ ولاية لويزيانا، بعد الدمار الذي تسبب به إعصار كاترينا في العام 2005.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى