منوعات

ابنة اخ ترامب: دونالد المجنون هو الرجل الأخطر في العالم

خلال ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرئاسية في السنوات الأربع الماضية، كانت تدور أحاديث ونقاشات خلف الكواليس وأمامها، حول صحة دونالد ترامب النفسية واستقراره العقلي؛ فيما غابت الإرادة السياسية عن احتمال خلع الرئيس، بحسب حقوقيين أميركيين، لمّحوا حينها إلى إمكانية الإستفادة من التعديل الخامس والعشرين للدستور الأميركي، والذي يسمح للكونغرس بأن يعتبر الرئيس “غير قادر على أداء الصلاحيات والواجبات”؛  وبالتالي وجب خلعه من منصبه وعزله عن السلطة.

وكشفت صحيفة الـ NewYorker أنّ مناقشة صحة ترامب النفسية عادت إلى الظهور بشكل أقوى، عند دخول ترامب المستشفى إثر إصابته بكوفيد 19 الشهر الماضي، وافتقار البيت الأبيض للشفافية حول كيفية علاجه؛ حيث أفادت الأخبار حينها أنّه تم علاجه باستخدام الستيرويد ديكساميثازون، وهذا ما أزعج الكثيرين من المواطنين الأميركيين سيّما مناصري الديمقراطي؛ إذ أفادت معلومات طبية أنّ آثار الدواء الجانبية تشمل إثارة المشاعر العدوانية، والحماس الزائد، و الأوهام العظيمة التأثير.

إعلاميون ومختصون في الشأن السياسي استغلوا الأمر كي يثبتوا أنّ أعراض المرض العقلي ظاهرة فعلاً على ترامب بحسب تغريداته الأخيرة. حيث زعم الرئيس الأميركي من جديد يوم الثلاثاء، أنّه سيفوز بالإنتخابات الرئاسية، معلناً أنه يتوقّع المزيد من النتائج الأسبوع المقبل. “سننتصر!” غرّد ترامب بأحرف كبيرة.

هل يعاني ترامب من مرض عقلي؟

في تموز 2020 صدر كتاب لابنة أخ دونالد ترامب، ماري ترامب، وهي عالمة في النفس الإكلينيكي، تحت عنوان “أكثر من اللازم ولا يكفي أبدًا” / Too Much and Never Enough؛ تحدثث من خلاله حول “كيف خلقت عائلتي الرجل الأكثر خطورة في العالم”.  وناقش الكتاب “نرجسية دونالد ترامب”،  و”اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع” (الإجرام المزمن، والغطرسة، وتجاهل الآخرين) و “اضطراب الشخصية التبعية” (عدم القدرة على اتخاذ القرارات أو تحمل المسؤولية، وعدم الراحة في الوحدة).  وأشارت الطبيبة النفسية إلى أنّ ترامب يعاني من “إعاقة تعلّم طويلة لم يتم تشخيصها” وهي تعيق معالجته للمعلومات.

ترامب الخائف من الوحدة

ولعلّ أكثر ما يثبت صحة بعض ما ذكرته الطبيبة النفسية حول تخوّف ترامب من الوحدة، هي تصريحاته الأخيرة، التي توجّه من خلالها للناخبين قائلاً: ماذا سأفعل إن خسرت الإنتخابات؟ هل تتخيّلون أن أستيقظ ولا أفعل شيئاً خلال النهار”؟

إلى ذلك، كشفت مصادر متابعة للبيت الأبيض أنّ زوجته مبلانيا قد تطلب الطلاق بعد انتهاء ولايته؛ مّما سيضيّق من خناق الوحدة على ترامب “الخائف” كما وصفته ابنة أخيه. بالمقابل، أفادت مصادر أخرى، أنّه وبحسب العقد المبرم بين الثنائي، قد يكون من الصعب على ميلانيا الإنفصال.

وفي هذا الإطار، كشفت المصادر أنّ السيدة الأولى كانت تخاف من طلب الطلاق من الرئيس الأميركي، بسبب سلوك الأخير غبر المتوقّع؛ وأكدت المصادر المقرّبة من البيت الأبيض عبر وسائل إعلامية أميركية، أنّ ميلانيا كانت في عرضة دائمة لمواقف ذليلة من قبل الرئيس، وكانا يعيشان في غرفتين منفصلتين.

وقالت ماري ترامب لصحيفة الغارديانز، إنّ أفراد أسرتها، بمن فيهم الرئيس، يرون أنّ المرض عبارة عن “عرض لضعف لا يُغتفر” سواءً كان ذلك يتعلّق بهم أو بالآخرين، مؤكدة أنّهم لا يستطيعون الإعتراف بالضعف أو المرض.

وتتميز ترامب بأنّها الأقدر بين أخصائيي الصحة العقلية، نظراً لقدرتها على تقديم تأكيدات مدعومة جيدًا فيما يتعلق بالصحة العقلية لدونالد ترامب، لكنها ليست أول من أشار إلى أنّ دونالد ترامب يعاني من مرض عقلي خطير؛ إلى ذلك، قد تكون للمشاكل العائلية التي تخوضها ماري الأثر الأكبر للمبالغة بوصف تدهور حالة ترامب العقلية.

لكن الكثير من الكتاب الأميركيين أشاروا إلى هذا الأمر، وناقشوا صحته العقلية مع أخصائيين نفسيين تحت عدة عناوين:

_ترامب ليس على ما يرام، إنّ قبول حقيقة شخصية الرئيس المضطربة أمر مهم، بل ضروري.

_ترامب غير سوي عقليًا، لا حاجة لإجراء اختبار: يستشهد ثلاثة متخصصون في الصحة العقلية.

_ خطورة دونالد ترامب: 27 طبيبًا نفسيًا وخبيرًا في الصحة العقلية يقيّمون الرئيس.

تأخير ترامب لانتقال السلطة

يسعى ترامب منذ لحظة إغلاق صناديق الإقتراع إلى زرع الشكوك حول فوز بايدن، ولا يزال يتمسّك بالبيت الأبيض على الرغم من خسارته.

وفي هذا الإطار، وبعد فوز بايدن بـ 290 صوتًا انتخابيًا، دعت حملة ترامب إلى إعادة فرز الأصوات، ورفع دعاوى قضائية في عدة ولايات فاز بها الديمقراطي. وأصدر المدعي العام الأمريكي بيل بار توجيهًا يوم الإثنين يأمر المدعين الفيدراليين بالتحقيق في أي “مزاعم جوهرية” حول مخالفات في التصويت.

بالمقابل، لفت خبراء في قانون الإنتخابات الأميركي ومحلّلون سياسيون إلى أنّ هذه الإجراءات لن تملك أي فرصة للنجاح، وأشاروا  إلى أنّ إدراة حملة ترامب لم تقدم أيّ دليل واضح على حصول مخالفات واسعة النطاق. لكن ترامب حقق نجاحًا كبيرًا حتى الآن في إقناع الجمهوريين بتأييد مزاعمه بأنّ الانتخابات سُرقت منه.

هذا، وتشير وسائل إعلام أميركية إلى دعم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل (جمهوري من كنتاكي) بشكل فعّال دفع ترامب إلى التشكيك في نتائج الإنتخابات، في إشارة قوية للجمهوريين الآخرين للإلتزام بخط ترامب؛ كذلك دعا عضوا مجلس الشيوخ الجورجي – اللذان سيواجهان إنتخابات الإعادة الحاسمة في كانون الثاني (يناير) – زملاءهما في الحزب الجمهوري إلى الإستقالة يوم الاثنين.

وقال متابعون إنّ ترامب لن يتنازل عن الطعن في الإنتخابات حتى لو تلاشت إجراءات المحكمة وسردها، متوقعين أن يسعى الرئيس الحالي إلى دفع الولايات التي يسيطر عليها الحزب الجمهوري، مثل بنسلفانيا وجورجيا، إلى نقض حكم الناخبين، حيث تعطي مجموع أصواتهم الإنتخابية البالغ عددها 36 للرئيس. مثل هذه الخطوة ستُواجه بلا شك بالطعن من قبل المحكمة العليا، حيث يحتفظ المحافظون بالأغلبية بهامش 6-3.

التداعيات على الأمن القومي

بعد إعلان فوز جو بايدن بالرئاسة، اندلعت شوارع معاقل الديمقراطيين مثل نيويورك وواشنطن وشيكاغو في احتفالات استمرت حتى  آخر الليل؛ فيما تباينت ردود الفعل، من الغضب والتحدي إلى خيبة الأمل والاستقالة، بين مؤيدي الرئيس دونالد ترامب، مصرّين على عدم ثقتهم في النتائج، مردّدين بذلك مزاعم الرئيس عن تزوير الناخبين.

في هذا الإطار، كتب المحلّل السياسي في محطة الـسي أن أن ” Zach Wolf ” أنّ الرئيس دونالد ترامب يبذل كل ما في وسعه لعرقلة وتأجيل انتقال الرئيس المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض، مشدّداً على دور أعضاء إدارته لإحباط جهود بايدن لتولّي إدارة أميركا في 20 يناير – عندما تنتهي ولاية ترامب رسميًا). وقال: “هذا أهم من استراتيجية ترامب القانونية لإلغاء النتائج في ولايات متعددة.”

وحذّر ولف من عواقب وخيمة وأزمة سياسية ستواجهها أميركا بسبب تأخير انتقال السلطة، مشيراً إلى إنتخابات عام 2000 التي شهدت تنازعاً مماثلاً، أخّرت عقبها انتقال جورج دبليو بوش والفريق الأمن القومي التابع له؛ معتبراً أنّ ذلك كان عاملاً مساهماً في هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية، مستنداً إلى نتائج تقرير لجنة 11 سبتمبر الرسمية.

 

لا بدّ لكل متابع للإنتخابات الرئاسية الأميركية أن يتوقّف أمام تشخيص حالة ترامب العقلية، عبر ابنة أخيه وغيرها من الباحثين؛ إذ أنّ تشخيص حالته بالنرجسي، يعني أنّه لن يترك موارده وسلطته بسهولة. فالنرجسيون يكرهون فقدان إمداداتهم، لذلك لن يسمحوا لها بالرحيل. قد يقومون بأفعال مخيفة معتقدين أنّ الآخرين سيضيعون بدونهم، أو انّهم لن يجدوا شخصاً مثلهم. لعلّ الأحرف الكبيرة التي يكتب بها ترامب على تويتر في الآونة الأخيرة، دليل على غضبه وتمسّكه وعلى اقتناعه أنّ أميركا ستضيع من دونه. وفيما يتوقّع متابعون للشأن الأميركي تخبطاً سياسياً في واشنطن والمنطقة، يعتيرنا السؤال الأهم: إلى أي مدى يمكن لترامب “المجنون” أن يحرق المنطقة تمسّكاً بالمقام الرئاسي؟

لطيفة الحسنية

صحافية متخصصة في الإعلام الرقمي. أطلقت حملة لمكافحة الإبتزاز الالكتروني عام 2019، تناولت تدريب الضحايا على كيفية التخلّص ومواجهة جرم الابتزاز تضمنت 300 حالة حتى تموز 2020. عملت كمسؤولة إعلامية في منظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى