صحة

الخلايا الجذعية: ثورة طبية لمكافحة التجاعيد

د. ندى علاء الدين لـ"أحوال": نعالج الحروق ونحفز على تكاثر الغضروف

بات العلاج بالخلايا الجذعية منتشر كثيراً في لبنان والعالم، ويستخدمه العديد من الأطباء في علاج حالات مرضية قد تكون مستعصية، فيصير علاج الحقن بالخلايا الجذعية الحل الأنسب والأكثر أماناً.

إلّا أنّ البعض خصوصاً في مراكز التجميل يستخدمونه كعلاج لمنع الشيخوخة وتجديد البشرة، فتغرى السيّدة بأنّ الحقن بإبرة جاهزة من مادة (الخلايا الجذعية) ستعيد لها شبابها، علماً أنّ هذا الابتكار الطبي دقيق جداً ويتطلب خاصية مختلفة عن أي نوع من العلاجات الطبية أو حتى التجميلية الحديثة، فهناك متخصصون ومراكز لديها التقنيات الخاصة في توليد واستخلاص الخلايا الجذعية المستخرجة من جسم الإنسان نفسه، لحقنه بها كعلاج ناجع، فهي ثورة طبية لا يتقن استخدامها إلّا المتخصص.

بهذا الخصوص أوضحت الدكتورة ندى علاء الدين لـ “أحوال” وهي المتخصصة في علم العقاقير واختصاصية في الطب التجدّدي والأستاذة الجامعية، ماهية الخلايا الجذعية: “هي خلايا الأم أو المنشأ التي لديها خاصية التكاثر وتجديد نفسها، وخاصية النزوح إلى مكان الضرر لتتحوّل إلى خليّة متخصصة مكان المتضررة، أي أنّها تكون خلية فارغة تتحوّل إلى خليّة متخصّصة مكان الخليّة التي تضرّرت”.

وعن كيفية استخرجها قالت: “يمكن استخراجها من أي مكان في الجسم، ولكنّها تستخرج من ثلاثة مصادر: من الحبل السرّي ومن نخاع العظم ومن الدهن، والكميّة الوفيرة نجدها في الدهن، فيما هي أقل في الحبل السرّي، ويكمن للخلايا يمكنهم التكاثر أكثر.

وأكثر ما هو شائع استعمال الخلايا الجذعية من الدهن، وتسحب من الشخص نفسه، ويكمن استعمالها في عدّة ضرورات، ممكن استخدامها للتجميل أو للحروق أو الجروح أو الندوب الجلدية، ولداء المفاصل، ومن يعاني من تآكل في الغضروف، يستخدم جراح العظم الخلايا الجذعية لحقن الغضروف أينما، فيستعيد المريض الغضروف من جديد وهذا يغني عن العملية الجراحية.

فالخلايا الجذعية كما ذكرنا لديها خاصية التمايز، أي أنّها متحوّلة، يمكن أن تتحوّل إلى جلد أو إلى غضروف أو إلى عظم أو شعر أو كبد وغيرهم، لهذا نقول عنها إنّها تتمايز، وأهميّتها بالعلاجات ليس لأنّها تتمايز فقط بل لأنّها تفزر بروتينات وعوامل نمو لديهم دور في تطوير وتحفيز جهاز المناعة ضد الأكسدة وضد التلييف والموت المبرمج والإلتهاب وضد الألم، فحين نحقن الخلية الجذعية نكون كأنّنا نحقن أفضل دواء في العالم لأنّنا نعالج في الوقت نفسه الإلتهاب والألم وكل ما يكون مريض في الجسم”.

وأضافت في السياق نفسه: “إذا أردنا التكلّم عن الندوبات الجلدية مثل الجرح أو أي آثار، أكيد هذه الخليّة تفرز مواد تتمايز في العلاج وتتحوّل إلى جلد، وممكن أن تتمايز وتصير كيراتين التي هي خليّة في البشرة تعيد تنشيط الجلد، وإذا كنّا نعالج الحروق التي فيها التهاب، تزيل الإحمرار والتهاب وتعيد للجلد طراوته وتزيل التشوّهات الجلدية، لكن حسب كل حالة وكميّة الحروق.

أمّا المدّة التي تبقى في الجسم، فإذا حقنت الخلايا الجذعية في مكان الضرر تتحوّل إلى جلد، أمّا في الالتهاب فهي تفرز عوامل نمو أو بروتينات ضد الإلتهاب، وهكذا تبقى في الجسم. ولا تبقى خليّة فارغة بل خليّة متخصصة”.

وعمّا هو متوافر في بعض مراكز التجميل، فتؤكد د. ندى: “لا نستطيع شراء الخلايا الجذعية من الخارج جاهزة وحقنها، لا يوجد شيء يتمّ هكذا، بل يجب استخراجها من الشخص نفسه، أو هو لديه حبل سري يجلبه ليتمّ الاستخراج منه، لا يوجد خليّة جذعية جاهزة، وهذا غير صحيح أبداً، ممكن شراء مواد عوامل نمو تحقن فقط.

الخلايا الجذعية لا تزال في طور الأبحاث لأمراض مستعصية كثيرة مثل ضمور العضلات أو من لديهم شلل، أو عقر أو أمراض في الجهاز العصبي، والعلم يتقدّم، وتظهر الأبحاث أنّ هناك أمل باستعمالها.

ولا يوجد أي عوارض جانبية أو خطيرة أو مؤثرة من استخدام الخلايا الجذعية لغاية الآن، فكلّ الأبحاث لم تظهر أي عوارض جانبية إذا استخدمت من الشخص نفسه وحقنت بالطريقة الصحيحة”.

أمّا عدد الحقن والمدّة التي يحتاجها المريض للعلاج: “يكون حسب الحالة التي يعانيها المريض، فإذا كان لديه حروق وندوب عميقة سيحتاج لعدّة حقن وليس لمرّة واحدة ليستطيع استعادة الجلد، أمّا إذا كنّا نستخدم الخلايا الجذعية للتجميل والبقاء من دون تجاعيد وللمحافظة على شباب البشرة، قد يحتاج المرء لإعادة الحقن مرّة كل سنة، لأنّه يكبر في العمر وتستمر الشيخوخة بالتقدم، أمّا إذا كانت تستخدم لإعادة الغضروف فيمكن الحقن مرّة أو مرّتين أو ثلاث وفق حالة ضرر الغضروف نفسه وحسب الخلايا التي تحقن، إذا كان لديه مرض عضال، ولا نستطيع إزالة السبب ومحوه لكنّنا نعالج العوارض ونؤخر تطور المرض لكي لا تحصل إعاقة هنا يجب أن يستمر المريض بحقن الخلايا الجذعية على مدى الحياة للمحافظة على نمط حياته”.

 

هناء حاج

هناء حاج

كاتبة وصحافية لبنانية، درست الصحافة في كلية الاعلام والعلوم السياسية في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية. عملت في الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة في العديد من المؤسسات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى