مجتمع

بسبب إنقطاع الكهرباء وندرة المازوت: العطش يُهدّد طرابلس

إستبق المسؤولون عن مؤسّسة مياه طرابلس ولبنان الشّمالي نفاد مخزونهم من المازوت الذي يلزم لتشغيل مضخّات ومولدات كهرباء المؤسّسة، المتوقع آخر شهر آب / أغسطس، في ظلّ إنقطاع التيار الكهرباء، بالدعوة إلى معالجة المشكلة سريعاً، وتزويد المؤسّسة بما تحتاجه من الطاقة لاستمرارها في تأدية مهامها، أو تزويدها بالمازوت، محذّرة من أنّ نحو 700 مواطن يقيمون في طرابلس وجوارها سيعانون من ندرة المياه والعطش.

فمنذ أيّام والمياه مقطوعة عن عدد من أحياء طرابلس ما فاقم من معاناة الأهالي الذين بذلوا جهوداً كبيرة لتأمين وصول المياه إلى منازلهم، والسبب ليس توقّف مصلحة مياه طرابلس عن عملها في ضخّ المياه إلى المناطق والأحياء، بل نتيجة توقّف مضخّات المياه الخاصّة بالأهالي عن نقل المياه إلى الطوابق المرتفعة، في ظلّ إنقطاع التيّار الكهربائي بشكل شبه دائم، والتقنين الذي بات أصحاب مولّدات الكهرباء الخاصّة يمارسونه.

هذا الوضع دفع الإتحاد العمالي العام في الشّمال إلى تنظيم وقفة إحتجاجية أمام المبنى القديم لمصلحة مياه طرابلس في ساحة الكورة، حيث ألقى رئيسه شادي السيد كلمة لفت فيها إلى أنّ “انقطاع المياه يدفع المواطنين إلى تحمل تكلفة شراء غالونات مياه يزيد سعر كلّ واحد منها على 30 ألف ليرة على الأقل، واضطرار كثيرين إلى استخدام مياه ملوثة ما أصابهم بأمراض الإسهال واليرقان”، قبل أن يسأل: “أين سيتحمم المواطنون، هل يتحمّمون بمياه نهر أبو علي الملوثة؟”.

لكنّ رئيس قسم الإنتاج في مؤسّسة مياه لبنان الشمالي كمال مولود أوضح لـ”أحوال” أنّه “لم نقطع المياه بعد عن طرابلس، لكنّنا مهدّدون نتيجة إنقطاع التيّار الكهربائي، وبعد اقتراب نفاد مخزوننا من المازوت، المتوقع نهاية شهر آب / أغسطس الجاري، أن نبدأ تطبيق برنامج تقنين سيكون قاسياً في حال عدم وجود حلّ”.

وأشار مولود إلى أنّ “تشغيل مضخّات ومولّدات مؤسّسة مياه طرابلس يكلّفنا كلّ ساعة، عندما ينقطع التيّار الكهربائي، 500 ليتراً من المازوت يزيد سعرهم على 17 مليون ليرة حسب سعر الصرف اليوم”، كاشفاً أنّه “أجرينا منذ أيام إتصالات مع عدد من المسؤولين لمساعدتنا قبل وقوع الأزمة، وقد طلبنا في ظل إنقطاع التيار الكهربائي واقترابنا من نفاد مخزوننا من مادة المازوت ربط مضخاتنا ومولداتنا بمعامل إنتاج الكهرباء الكهروـ مائية، ونحن لا نحتاج أكثر من ميغاوات كهرباء واحد، لكن لم نلقَ إستجابة من أحد، لا من شركة كهرباء قاديشا ولا من شركة كهرباء لبنان”.

وأضاف أنّه “أجرينا إتصالات أيضاً مع مسؤولين في طرابلس ومقرّبين من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي استجاب لطلبنا، وقد أعطى توجيهاته للقيام بشكل فوري بربط محطة مياه لبنان الشمالي بالمحطة الكهرومائية في البحصاص (جنوب طرابلس) عبر ثلاثة خطوط، بما يؤمّن التغذية الكهربائية المطلوبة والتي تمنع إنقطاع المياه، حيث يمكن بعد ذلك لإدارة مؤسّسة المياه تغطية النقص في حال حصوله”، موضحاً أنّ “هذا الربط الذي لا يحتاج أكثر من كبسة زر قد تمّ فعلاً صباح يوم الجمعة في 26 آب / أغسطس الجاري”، لكنّه أمل أن “يستمر هذا الربط ولا يتوقف مستقبلاً لأيّ سبب وتحت أيّ حجّة”.

وسبق ذلك توجيه رئيس لجنة الطاقة والبيئة في بلدية طرابلس محمد نور الأيوبي نداءً عاجلاً لفت فيه إلى أنّه “مع ازدياد إرتفاع درجة الحرارة، واحتياج المواطنين للكهرباء والمياه، صدر عن مؤسّسة كهرباء لبنان توقف آخر مجموعة عن الإنتاج يوم الجمعة في 26 آب / أغسطس، ما يؤكّد بالإضافة للعتمة التامّة، توقف خدمات مؤسّسة المياه عن تعقيم وضخّ المياه خصوصاً للأماكن المرتفعة”، معتبراً أنّ “هذا الأمر يتطلب من نوّاب طرابلس ومحافظ الشّمال ورئيس البلدية السعي إلى تأمين كميات إضافية من الفيول لتشغيل المولّدات الخاصة، وإعداد خطة طوارئ لمواجهة ما سيستجد من أزمات على الصحّة العامة والبيئة”.

عبد الكافي الصمد

عبد الكافي الصمد

صحافي لبناني حاصل على شهادة الإجازة في الإعلام من جامعة الجنان في طرابلس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى