رياضة

هل سينجح القطري الخليفي بجعل “باريس سان جرمان” فريقاً اوروبياً؟

حصر لقب الدوريات الخمسة الكبرى في اوروبا تاريخياً بين خمس دول، هي: اسبانيا، انكلترا، المانيا، ايطاليا وفرنسا.

على مر التاريخ، استحقت 4 دول هذا اللقب، بناء على تحقيقها العديد من الألقاب الأوروبية المختلفة وفي ابرزها “دوري الأبطال”، باستثناء فرنسا التي لم تحقق سوى لقب يتيم في هذه المسابقة عبر فريق مرسيليا الذي تغلب على ميلان الايطالي بهدف وحيد في نهائي نسخة الموسم 1992 / 1993.

قبل ذلك ومن بعده، فشلت كل محاولات الفرق الفرنسية باحراز اللقب الكبير في وقت نجحت فرق اخرى من خارج نادي الدوريات الخمسة الكبرى باحراز اللقب ومنها اياكس وايندهوفن الهولنديان، بنفيكا وبورتو البرتغاليان، سلتيك الاسكتلندي، النجم الأحمر اليوغوسلافي، فينورد البلجيكي و ستيوا بوخارست الروماني.

في العام 2011، ومع الانفتاح العربي الاستثماري في الكرة الأوروبية اطل القطري ناصر الخليفي من اوسع الأبواب على الكرة الفرنسية ليصبح المالك الأكبر لاسهم باريس سان جرمان والمتحكم التنفيذي الوحيد بادارته حيث بدأ بضخ الأموال ما جعل ميزانية سان جرمان الأكبر في اوروبا بمبلغ تخطى المليار يورو.

ونظراً لصداقته لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد وقربه منه بشكل لافت، الى كونه من رجال الأعمال الكبار بثروة تقدر بعشرة مليارات دولار، شغل الخليفي مناصب كبرى مهمة في قطر وفي ابرزها رئاسة مؤسسة الاستثمارات القطرية الى رئاسة مجموعة “بي ان سبورت”، وسخر جزءاً لا يستهان به من امكانياته المالية لجعل سان جرمان امبراطورية اوروبية، وعقد صفقات كبيرة مع مجموعة بارزة من النجوم العالميين باسعار خيالية لتحقيق الحلم الأوروبي، ما اثار حفيظة العديد من الأندية الأوروبية فتدخل الاتحاد الأوروربي لكرة القدم  وفرض على سان جرمان 60 مليون يورو وتقليص قائمته المشاركة في دوري أبطال أوروبا من 25 لاعباً إلى 21 بسبب خرق قوانين اللعب المالي النظيف،كذلك وجه له انذاراً شديد اللهجة  وكذلك الى مانشستر سيتي الانكليزي بسبب الإنفاق المبالغ فيه في سوق الانتقالات وهو ما يتنافى مع قوانين اللعب المالي النظيف التي تشدد على ضرورة وجود توازن معقول بين المبالغ التي يُدخلها النادي وتلك التي يصرفها.

وعلق الخليفي يومها على ذلك، بالقول:“تقبلنا عقوبات الاتحاد الأوروبي، ولست أنا من سيحكم عليها إن كانت عادلة أم لا، فنحن نتفق معها وسنخضع لها، لكن ذلك لا يعني أننا سنتوقف، فنحن نعمل على التعاقد مع لاعبين آخرين، ولن نهاجم أية جهة لأننا لا نرغب في تكوين أعداء، مضيفاً:”

“سنتعاقد مع اللاعبين الذين نريد، لسنا بحاجة لعدد كبير منهم لأن لدينا فريقاً قوياً الآن”.

الى ذلك، كان الخليفي قد اتهم بدفع رشى الى الأمين العام السابق للـ”فيفا” جيروم فالكه لمصلحة تمرير عقد “بي ان سبورت” بخصوص بث البطولات العالمية الكبرى في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، واتهمه المدعي العام السويسري بازدراء القواعد الاخلاقية لكرة القدم والمؤسسات القضائية السويسرية، وسيصدر الحكم في هذه القضية نهاية تشرين الأول الحالي.

وعلى الرغم ذلك، واصل الخليفي مخططه ونجح نجاحاً كبيراً محلياً بالسيطرة شبه الكاملة على القاب الكرة الفرنسية حيث احرز 23 منها بينها سبع بطولات في  الدوري ليعادل رقم مرسيليا بتسعة القاب وبات على بعد لقب واحد من معادلة الرقم القياسي لعدد مرات الفوز الذي يحتفظ به سان اتيان.

 خلال هذه الفترة، رفع الخليفي من طموحاته الأوروبية ووصل للمرة الأولى في تاريخه الى نهائي دوري الأبطال الموسم الفائت بعدما حقق مسيرة رائعة تخللها ارقاماً قياسية، لكن تحقيق الحلم تبدد على “استاد النور” في العاصمة البرتغالية لشبونة عندما خسر بهدف وحيد أمام بايرن ميونيخ الألماني جاء في الدقيقة الـ 59 من رأس الفرنسي  كينغسلي كومان الذي تخرج من اكاديمية سان جرمان.

يومها، علق الخليفي على الخسارة بالقول:”نشعر بحزن كبير. قدمنا الكثير في هذا الموسم، وفي النهائي خسرنا، لقدعملنا كثيراً للوصول إلى النهائي و سنواصل العمل بكل ثبات في الموسم المقبل سعياً لاحراز اللقب”.

 لكن احلام الخليفي المتواصلة نحو جعل سان جرمان فريقاً اوروبياً تعرضت لنكسة في انطلاق دور المجوعات لدوري الأبطال الأسبوع الفائت عندما تعرض لخسارة مفاجئة على أرضه في الـ”بارك دو برنس” أمام مانشستر يونايتد الانكليزي (1 ـ 2)، رغم ان الفريق الانكليزي يعاني الكثير في دوري بلاده حيث يحتل المركز الخامس عشر بسبع نقاط من 5 مباريات، بينما يتصدر سان جرمان الدوري الفرنسي بـ 18 نقطة من 8 مباريات بفارق الأهداف عن ليل.

يبقى السؤال، هل ينجح الخليفي في ايصال سان جرمان الى الأوروبية أم ستبقى انجازاته محلية؟

 

يوسف برجاوي

يوسف برجاوي

عميد الصحافة الرياضية العربية والآسيوية. الرئيس الفخري لجمعية الاعلاميين الرياضيين اللبنانيين. مدير تحرير الرياضة في جريدة السفير من العام 1974 الى حين توقفها عن الصدور في العام 2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى