“ولعت”.. حربٌ تسويقيّة تنتهي بمفاجأة!
استفاق اللبنانيون منذ أيام على حرب من نوع آخر، حرب إعلانات بين مشروع café و pro’s cafe، شغلت الرأي العام وأصبحت حديث الساعة.
أسلوب جديد في التسويق اعتمدته هذه المقاهي لجذب الزبائن، منصّبين أنفسهم ملوكًا على الساحات اللبنانية بطريقة ذكية، طريفة ومضحكة، “شالت الهمّ عن قلب” الكثير من اللبنانيين الذين سرقتهم هذه الإعلانات، ولو لدقائق، من واقعهم الأليم، وأعادت إلى وجوههم ضحكة كانت قد سلبتها منهم الأزمات الاقتصادية والكوارث المتتالية منذ بداية عام 2020.
يُعتبر كل من مشروع café وpro’s café من أكثر المقاهي اللبنانية التي تهتم باستراتيجية التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عُرف pro’s باهتمامه بمباريات كرة القدم وكرة السلة، في حين اهتم مشروع café بثورة 17 تشرين وبمشاكل اللبنانيين اليومية، مستعينًا بكل من الممثل الكوميدي أندريه الصايغ و”الرابير” جو شمعون، كوجوه إعلامية لإعلاناته.
لمعرفة أسرار حرب الإعلانات هذه، تواصل “أحوال” مع الرابير “جو شمعون” الذي قال: “كنا نرغب في تسلية الناس وإضحاكهم لإبعادهم عن أجواء البلد المشحونة بالغضب واليأس من الوضع الحالي، فقررنا افتعال “مشكل” افتراضي بين كلّ من pro’s ومشروع cafe”.
من هنا، كشف شمعون السبب الرئيسي خلف كل ما ذُكر أعلاه، قائلا: “في الواقع، لم يعد سرًا على أحد أن قطاع السياحة والمطاعم في لبنان يعاني بشدّة جراء الأزمة المالية وارتفاع سعر صرف الدولار، ما كبّد أصحاب المطاعم أعباء خطيرة هدّدت وجودهم واستمراريتهم، ووضعت وظائف العديد من الأفراد الذين يعيلون عائلاتهم على المحك”.
وتابع: “وبما انّ المصارف قررت إعادة الهيكلة من خلال دمج عدد كبير من فروعها، قرّر القيّمون على هذين المقهيين تطبيق الأمر عينه عبر دمجه كل من “مشروع café و pro’s café ” بمشروع واحد في منطقة الكسليك، تحت إسم “مشروع pro’s ” وذلك بعد أن أقفل “pro’s cafe” في المحلة أبوابه. وهكذا فباتحادهما يكونان قد استطاعا الصمود في وجه الأزمة دون الاستغناء عن أي من موظفيهم”.
https://www.facebook.com/proscafe/videos/356865282430038
“في الاتحاد قوّة”.. هي رسالة بعثها كل من مشروع café وpros café للبنانيين، بمبادرة شجاعة وجديرة بالتقدير، أعادت الأمل للبنانيين بأن هناك دائمًا قدرة على اجتياز الأزمة الراهنة، كما أضافت البهجة الى قلوبهم في أوقات باتت الضحكة صعبة المنال.
هي فكرة يجب أن تُعمَّم اليوم لتحذو المطاعم والمؤسسات المهددة بالإقفال حذوها، لأن الأزمة قاسية على الجميع، وفي الوقت الذي تعيش فيه دولتنا في غيبوبة وفراغ حكومي، غير آبهة بمصير شعبها، تنشأ مبادرات فردية شجاعة، قرر أصحابها خوض حلبة المصارعة والنضال والمواجهة حتى الرمق الأخير، في حربهم ضد الهجرة واليأس والاستلام، متمسكين بهذا البلد الصغير رافضين تركه!
باولا عطية