مجتمع

عصابات منظمة في لبنان.. ملاذها مناطق الفقراء

الأمن الاجتماعي في لبنان بخطر، ولا تكاد تمر ساعة كل يوم إلا ويتم الإبلاغ عن جريمة سرقة، بطرقٍ غربية وعجيبة غالباً ما تنتهي إلى جريمة أخرى وهي القتل.
عصابات منظمة تمارس جرائمها تحت جنح الظلام حيناً وفي عز النهار أحياناً. وهي تنطلق بمعظمها، بحسب التقارير الأمنية، من داخل المناطق الشعبية والمخيمات حيث تلتجئ إليها للتخفي، في بلد ازدحمت يومياته بالقصص المروعة، ومواطنون لا يعرفون من أين سيداهمهم الخطر في الشوارع، دون توفر الحماية اللازمة.

تقارير الحوادث المتنقلة الصادرة بشكل يومي وضمنها سرقات مبتكرة يتفنّن فيها اللصوص من نشل وسلب في الشوارع، كمائن للسيارات والدراجات النارية وسطو على المنازل، ما يجعل الأمن الاجتماعي في البلاد يهتز على المستوى الأمني. والمواطن المهدد في حياته محكوم بمواجهة هذه التهديدات وبالدفاع عن نفسه مع فقدان الثقة بأجهزة الدولة، ما ينذر بموجة مرعبة من الفلتان الأمني.

وارتفعت جرائم السرقة في لبنان بنسبة 265%، ومقارنة مع العام 2019 فقد زادت من 1314 حادثة إلى 4804 في 2021.

وفيما لا تزال بعض البلديات في عدد من المناطق تقوم بالمبادرات الفاعلة للحفاظ على الامن في نطاقها، تغيب دوريات البلديات بشكل كلي عن مناطق أخرى ما يعرض الأحياء والمواطنين للخطر ويشعرهم وكأنهم يعيشون في “عصر الزومبي”.

فهل أصبح لبنان بلداً غير آمناً؟ وهل بدأ التّرهل واضحاً في صورة هيبة الدولة؟

مصدر أمني يؤكد لـ “أحوال ميديا” أنه في الأشهر الماضية استشرت فيها السرقات بوتيرة مقلقة، وبأشكال متعددة، ومن أكثر الأشياء التي تمت سرقتها كانت البوابات الحديدية وريغارات المجاري، الدراجات النارية وقطع السيارات والبطاريات، أجهزة الاتصالات على الأسطح، موتورات المياه، نشل حقائب السيدات والتعرض للمواطنين على الطرقات أو على ماكينات الصراف الآلي وشهر الأسلحة بوجوههم بهدف “التشليح”، وأيضاً سرقة المنازل.

ويضيف المصدر “عصابات منظمة مؤلفة من لبنانيين وغير لبنانيين (سوريون وفلسطينيون) يستغلون الأوضاع الاقتصادية والفلتان الأمني لتنفيذ سرقاتهم بأساليب احترافية”.

من يقوم بالسرقات هم عصابات منظمة يحتمون بمناطق شعبية أو مخيمات للاجئين أو النازحين، بحسب المصدر الأمني، لافتاً إلى أن هؤلاء لا يستهدفون منطقة معينة بل تتوسع نشاطاتهم بالسرقة إلى مناطق مختلفة داخل العاصمة وحتى خارجها، وتتوسع جرائم السرقة على المناطق اللبنانية كالآتي: حيث تسجّل النسبة الأعلى من السرقات في جبل لبنان 29%، يليها الشمال 21%، ثم الجنوب 19%، ثم بيروت 17% والبقاع 11 %.

هذه العصابات تحاول استغلال الوضع الاقتصادي والأمني الذي يزداد سوءاً، بحسب المصدر، فهم “ليسوا لصوصاً يمارسون إجرامهم بدافع من فقر مستجد، إنهم من أصحاب السوابق، الذين لهم تاريخ إجرامي ومعظمهم من المدمنين على المخدرات”. ويلفت إلى أن هذه العصابات باتت تستقطب وجوهاً جديدة، بعد توجه العاطلين عن العمل إلى هذا الكار لكن هؤلاء غالباً ما يتم توقيفهم بعد أول “ضربة” لعدم تمرسهم وهم من ساعدونا في الكشف عن الرؤوس المدبرة لهذه العصابات”.

القوى الأمنية تمضي قدماً في تفكيك عصابات الجريمة ومحاصرتها، ويفيد المصدر الأمني إلى أن القوى الأمنية وصلت إلى مرحلة استطاعت توقيف العديد من المتورطين، وإلى خلق الرعب والذعر لدى هذه العصابات بعد عمليات الملاحقة والتوقيف التي نفذتها.

 

ناديا الحلاق

ناديا الحلاق

صحافية في صحف لبنانية عدة في أقسام السياسة الدولية والاقتصاد. كاتبة في مجلات عربية عدة ومواقع الكترونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى