البطريرك الراعي يلبس الثوب الإنتخابي: مع كل مسيحي ضد الوطني الحر والمردة
“يحتاج لبنان إلى أكثرية مؤمنة بخصوصية هذا الوطن والدولة الشرعية والمؤسسات الدستورية، وبالجيش اللبناني مرجعية وحيدة للسلاح والأمن وبوحدة القرار السياسي والعسكري”. هذا الكلام الإنتخابي ليس لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ولا لحزب الكتائب اللبنانية، ولا حتى لبعض المجموعات المحسوبة على حراك 17 تشرين، بل هو كلام البطريرك الماروني بشارة الراعي.
لم يقف البطريرك الماروني، صاحب دعوة حياد لبنان، على الحياد في الانتخابات المقبلة، تقول مصادر متابعة، مشيرة الى أن الراعي بات طرفاً في الاستحقاق الى جانب فئة من المسيحيين بوجه فئة اخرى. وترى المصادر أن البطريرك الماروني لم يقف الى جانب المسيحيين بوجه المسلمين، ولم يقف الى جانب الوطنيين بوجه العملاء والخونة، بل وقف ببساطة الى جانب كل مسيحي ضد التيار الوطني الحر، وتيار المردة، والسبب هو علاقة هذا الفريق بحزب الله والمقاومة.
رغم كل ما يُقال عن علاقات جيدة، إلا أنه من المعلوم أن علاقة البطريركية المارونية بالتيار الوطني الحر ليست علاقة ودية، لم تكن هكذا أيام البطريرك الراحل نصر الله صفير، وليست كذلك في عهد الراعي، والحديث هنا من وجهة سياسية لا دينية، خاصة أن البطريركية المارونية كانت ولا تزال تمارس دوراً سياسياً بارزاً، وهي اختارت في الانتخابات المقبلة دعم ما يسمى بمسيحيي قوى 14 آذار، على حساب باقي المسيحيين، وهو ما يزعج جمهور الوطني الحر والمردة، الذي كان يمنّي النفس بأن تظلل الشمسية الدينية كل أبناء الكنيسة ولا تفرق بينهم لأسباب سياسية.
تعتبر المصادر أن موقف الراعي سيكون له ارتدادات سلبية في المستقبل، خاصة إذا ما حصل فريق التيار الوطني الحر وتيار المردة والحلفاء المسيحيون على أكثرية مسيحية، وهو ما يجعل البطريركية خصماً سياسياً لهذا الفريق، الامر الذي قد ينعكس على انتخابات رئاسة الجمهورية أيضاً حيث سيكون الراعي معارضاً لوصول مسيحي ينتمي الى هذا الفريق.