الصراع على المقاعد الدرزية يقض مضجع الاشتراكي انتخابياً

مع بدء العد العكسي للدخول في التحضيرات الجدية لاطلاق عجلة الانتخابات النيابية التي يبقى اجراؤها رهن الظروف الامنية والسياسية في لبنان، بدأت تلوح داخل الحزب الاشتراكي بوادر صراع داخلي حول المقاعد الدرزية في عدد من الدوائر.
أول غيث الصراع الاشتراكي ظهر على مستوى المقعد الدرزي في بيروت الثانية، والذي يشغله حاليا النائب فيصل الصايغ حيث يلاقي ترشيحه رفضا من قبل جزء كبير من محازبي الاشتراكي في وطى المصيطبة، فهم يعتبرون ان النائب الصايغ أُسقط عليهم بالباراشوت من قبل البيك، بحيث يُعرب جزء من محازبي ومناصري الاشتراكي عن رفضهم ترشيح شخصية من خارج دروز بيروت للمقعد النيابي في بيروت الثانية ويعتبرونه حقا مشروعا لهم وليس من حق شخصية درزية من خارج بيروت، خصوصا وأن الصايغ من عائلة يزبكية وليس جنبلاطيا ما يرفع من منسوب الغضب الاشتراكي واستياءهم من عملية تمثيلهم بنائب درزي من خارج نسيج العاصمة.
من جهة ثانية يبرز صراع إشتراكي خفي على أحد المقعدين الدرزيين في عاليه حيث تشير معلومات الى ان النائب تيمور جنبلاط يرغب بترشيح القيادي رامي الريس، بينما المزاج الاشتراكي يؤيد الابقاء على النائب الحالي أكرم شهيب خصوصا وانه قريب من القاعدة الحزبية، كما عاد مؤخرا الى المشاركة بالمناسبات الحزبية والاجتماعية في عاليه والجبل، بعد أن تخلى عن ارتداء الكمامة كدلالة على تعافيه صحيا، وما يؤشر ايضا الى رغبة شهيب بتوجيه رسالة مضمونها انه يستعد للحفاظ على موقعه النيابي واعلان ترشحه مجددا.
الا ان ترشح شهيب قد يأتي خلافا لرغبة النائب تيمور جنبلاط الذي يريد وجوها جديدة في القيادتين الحزبية والسياسية، والتي ستشكل نواة للتغيير الذي يسعى اليه رئيس الاشتراكي، ولو على حساب الحرس القديم في الحزب ولعل خطوة إقصاء القيادي هشام نصرالدين عن المشهد الحزبي هو خير دليل على توجهات ورؤية النائب تيمور جنبلاط للمرحلة المقبلة، خصوصا بظل التبدل الحاصل بالمزاج الشعبي درزياً، والذي ظهر بشكل كبير بعد أحداث السويداء وبظل مواقف النائب السابق وليد جنبلاط والتي جاءت معاكسة لمواقف الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في لبنان والسويداء، فهل سيتم تدوير الزوايا داخل أروقة المختارة، ام سيكون الصراع الاشتراكي – الاشتراكي عنوان المرحلة المقبلة لا سيما مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي؟



