الحريري أول المستفيدين من تحجيم كتلتي “القوات” و”الاشتراكي”!
كثر ظنوا أن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري هو الخاسر الأكبر بعد خروجه من المشهد السياسي، واعلان عزوفه عن المشاركة في الانتخابات النيابية، لكن الوقائع تثبت يوما بعد اخر ان سعد الحريري هو أقل الخاسرين.
صحيح انه في حال جرت الانتخابات في مواعيدها سيفقد كتلته النيابية الحالية التي ذهب بعض أعضاءها الى لوائح وتكتلات جديدة، لكنه أثبت بانه حجر الزاوية على الساحة السنية انتخابياً.
ومن يتابع حركتي رئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، يدرك سريعاً كيف انهما يعملان من اجل إستمالة الصوت السني في مناطق حضور تيار المستقبل، من اجل تأمين الحواصل للوائحهما، وهذا ما يظهر بوضوح في الشوف حيث يسعى الحزب الاشتراكي الى إستمالة اصوات أبناء الاقليم للنائب مروان حماده في مواجهة رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، وفي البقاع الغربي يظهر جليا ان القوات التي تخوض الانتخابات وحيدة بعد رفض النائب محمد قرعاوي التحالف معها تجد صعوبة في تأمين الحاصل للائحتها، ما يؤكد حاجتهما للصوت السني الذي كان سعد الحريري يؤمنه لها في الدوائر المشتركة.
وعليه ترى المصادر انه “في ظل الحاجة الى اصوات الحريري الانتخابية هناك من يسعى للقول ان السعودية ستعمل على تجيير الصوت السني لصالح القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي، لكن يبدو واضحا ان القاعدة الشعبية لتيار المستقبل ترفض ان تعطي صوتها لمن لعبوا دورا أساسيا في إقصاء سعد الحريري عن المشهد السياسي، منذ احتجازه في السعودية وحتى الأمس القريب، قبل ان يحجبوا الثقة عن اخر حكوماته في اشارة ضمنية الى القوات اللبنانية”.
وتختم المصادر معتبرة انه “في ظل ما يحكى عن تحضير سعد الحريري للعودة الى الساحة السياسية في لبنان، يبدو ان دوره واضحا في تحجيم من لعبوا دورا في إقصائه وسيكون رئيس تيار المستقبل أول المستفيدين من عملية تحجيم كتلتي “القوات” و “الاشتراكي” كي يثبت لجنبلاط وجعجع ان حجمهما سيتقلص بعد حجب اصوات تيار المستقبل عنهم”.