يومياً تعود الأزمة المعيشية لتضغط علينا من كل الجهات، واذا ما رتبنا بعض الاولويات محلياً تداهمنا الأزمات الخارجية، ويومياً تعود الينا نظرية والرأي القائل بضرورة تعزيز اقتصادنا الوطني ومنعته لتحدي صعوبات الحياة، فما السبيل الى ذلك؟
عنوان واحد يشفي جراحنا هو: تلبية نداء أرضنا… كيف ذلك
عندما نقول الأرض تنادينا وتنتظر معاولنا ومحاريثنا، لا نتكلم الشعر او المغالاة بحب الوطن، بل هي كلمة حق بوجه أزمة جائرة، كيف لا ونحن نستهلك في لبنان ما بين 500 إلى 600 ألف طن من القمح، فيما الإنتاج الوطني لا يصل إلى مئة ألف طن وجزء كبير من اراضينا “بور”.
نحن اليوم نزرع من محصول القمح ما بين 100 و125 دونماً سنويًا، وهذه الزراعة ضرورية لتأمين الدورة الزراعية والحفاظ على إنتاجية الأرض وضرورية للدورة الاقتصادية، فإلى متى ندعم الاستيراد على حساب المزارع والأرض والاقتصاد الوطني؟ لماذا لا تعمد الدولة الى شراء القمح من المزارع اللبناني بدل استيراده من الخارج؟ الى متى تدمير القطاع الزراعي وقطاع الانتاج الحيواني؟.
غير صحيح كل ما يروجه اعلام الاستهلاك عن أن الزراعة تخسر ومتعبة ولا تؤمن مدخول لعامليها، الزراعة وبها الانتاج الحيواني تحتاج للتطوير بما يناسب الواقع الحياتي الجديد، هي فعل ايمان وحب للوطن واقتصاده، فكيف نقيم دولة واستقلال دون انتاج وطني؟ كيف نبني أجيالاً صالحة بكل معنى الكلمة دون ان ترتبط بالارض وبالانتاج الحقيقي المبني على قواعد صلبة؟.
فكل حبة تراب وكل شبر من أرض الوطن يعاتبنا على إهمالنا لان ارضنا كفيله بتأمين غلالنا فلا النحيب على الاطلال مع كل اطلاله أزمه خارجية ينفع، ولا التحليل عن الدمار الذي يخلفه المدفع، ولا العويل على تقارب او تباعد المحاور يشفع.
هيا بنا نزرع اي صنف من الأصناف، لا بل هيا بنا نستتبع ما كان يزرعه أجدادنا في الحقول ونقلدهم لأن في ذلك الخير العميم، فقط خلاصنا من صنع ايادينا. وما علينا الا ان نشمر عن سواعدنا، ونخوض ميادين حقولنا ننثر البذور ونستصلح الأراضي المهمله ونزرع الأشجار بشكل مدروس وبخطوات سليمه، وبتضافر جهود الجميع وتعاون كافة شرائح المجتمع نستطيع أن نتصدى للازمة.
المقاومة بالعمل ثم بالعمل من أجل تعزيز القطاعات الإنتاجية الزراعية وتعزيز الإنتاج الحيواني وترشيد الاستهلاك لأنها السبيل إلى تأمين الاكتفاء الذاتي من أجل الأمن الغذائي.
فلاح مكفي…. سلطان مخفي