ميديا وفنون
أخر الأخبار

Emily In Paris… مسلسل أميركي يوجّه صفعة للفرنسيين في عقر دارهم

في عقر دارهم، سدّد الأميركيّون للفرنسيين أكثر من ضربة في المسلسل الأميركي الذي تدور أحداثه في باريس Emily In Paris، متفنّين في إبراز فوقيّتهم حتّى على الباريسيين في قلب باريس.

المسلسل الذي بدأت Netflix بعرضه يوم 2 تشرين الأول (بطولة ليلي كولينز ولوكا برافو)، حظي بإعجاب جماهيري كبير كما حاز على تصنيف 100 بالمئة من نقاد Rotten Tomatoes، و 7,7 من IMDB، وشكّل ما يشبه ظاهرة الهوس لدى المشاهدين حول العالم، ليصبح المسلسل الأكثر مشاهدةً خلال الأسبوع الماضي عبر نتفليكس.

إلا أنّ النقّاد الأميركيين والفرنسيين كان لهم رأي آخر.

فقد تعرّض المسلسل لانتقادات واسعة من قبل صحيفة The Independent، التي قالت في مقال لها إنّ “النقاد أدانوا العرض واعتبروه مسيئاً للفرانكوفونيين”.

المسلسل الكوميدي الرومانسي يدور حول إميلي (ليلي كولينز) ، وهي شابة طموحة في العشرينيات من العمر، تسافر من شيكاغو للعمل مع وكالة تسويق باريسية اشترتها شركتها الأميركية للتو، إلا أنّ المعضلة أن الفتاة الأميركية لا تجيد اللغة الفرنسية.

ومع كل حلقة، تضطر إميلي للتعامل مع زملائها المتغطرسين وغير المرحِّبين بها، والذين لا يقدّرون الفتاة الأميركية التي تخبرهم بكيفية أداء وظائفهم.

EMILY IN PARIS (L to R) LILY COLLINS as EMILY in episode 103 of EMILY IN PARIS. Cr. COURTESY OF NETFLIX © 2020

أما أسباب اعتراض النقاد على العمل الذي خطف قلوب المشاهدين، فهو بحسب الصّحيفة، احتوائه على الكثير من الكليشيهات التي يكرّسها عن الباريسيين والفرنسيين بشكل عام، ما جعل نقّاد الصّحيفة يوجّهون تحذيراً إلى الفرنسيين لعدم مشاهدة العمل، كذلك وجّهوا تحذيراً مماثلاً إلى النّاطقين بالفرنسية والمغتربين الذين يعيشون في فرنسا، وأي شخص سافر إلى فرنسا و “أي شخص يأكل كرواسون”.
بدورها وصفت صحيفة The Guardian في مقال لها، الحلقات الأولى  من الموسم الأوّل بأنّها “تعويذة لكل الكليشيهات الفرنسية التي يمكن أن يفكر فيها الكتاب” ، بما في ذلك “شرائح اللحم النادرة، والتدخين المتكرر، والنبيذ لتناول الإفطار، والرجال الذين يرتدون بدلات باهظة الثمن ويتحدثون بحرية عن الجنس ويزدرون الثّقافة الأميركيّة”.

وجاء في المقال “هي الصورة النمطيّة بكافة أشكالها، فخلال الحلقات الثلاث الأولى، لم تواجهها إميلي فحسب، بل حاولت تصحيحها، لتعديلها على الطريقة الأميركية”.

كما وجّهت الصّحيفة نقداً لاذعاً لشخصية إميلي ووصفتها بالـ “بغيضة” وأحيانًا غير الأخلاقية.

ومن بين عيوبها التي أشار إليها النقاد توقّعها أن يتحدث الجميع الإنكليزية في باريس، وافتقارها الواضح إلى الأخلاق عندما يتعلّق الأمر بالرجال.

بدورها نشرت صحيفةIndieWire  مقالاً رأت فيه أنّ سحر المسلسل يحول دون أن يكون مزعجاً بسبب تضمّنه كماً من الكليشيهات.
وجاء في المقال “من المفيد أن تكون إميلي محاطة بكل زخارف التلفزيون الرائع: نصوص مبهجة، وطاقم ساحر من الأشخاص حسني المظهر، ونمط الحياة التي يتمتع بها أي عرض طموح جيد من ملابس فاخرة، وحفلات ساحرة، ومناظر خلابة.”
وعلى الرغم من المراجعات السلبية، فقد انتشر العرض على وسائل التواصل الاجتماعي عند صدوره على Netflix ، مع إعجاب الملايين بالأزياء بشكل خاص.

-كيف كانت ردود الفعل في فرنسا؟

في فرنسا، كانت ردود الفعل ساخرة، لم يلقِ الفرنسيون بالاً إلى الانتقادات الأميركية التي وصفتهم بالشّعب اللئيم، ففي حديث يدور بين إميلي وصديقتها الصينية المقيمة في باريس، تقول لها هذه الأخيرة “الصينيون شعب لئيم لكنّه يمارس لؤمه من خلفك، أمّا الفرنسيون، فهم لؤماء بوقاحة، ويمارسون لؤمهم أمامك دون تورية”.

فقد كتبت محطة الإذاعة الفرنسية RTL على موقعها على الإنترنت: “بين القبّعات وفساتين الكوكتيل والشوارع الخالية من العيوب، كان الباريسيون يجدون صعوبة في التعرّف على حياتهم اليومية”.
وقالت مجلة الثقافة الفرنسية Les Inrockuptibles إن الجميع في باريس كانوا يضحكون على المسلسل، في حين أنّ ردود الفعل العامّة على تويتر الفرنسي كانت أنّ العمل ridicule “سخيف”.

وبعيداً عن آراء الفرنسيين والأميركيين، ثمّة طاقات إيجابيّة في العمل تجعله يستحقّ المشاهدة، فالعمل يشكّل حافزاً للتحدّي، وكيف أنّه يمكنك أن تنجح في محيط يرفضك، وكيف أنّك تستطيع أن تجد نقطة ضوء في نفق مظلم، وأن تصنع سعادتك بنفسك، وأن لا ترى نفسك بعيون الآخرين الجاهزين دوماً لزعزعة ثقتك بنفسك.

زينة برجاوي

 

زينة برجاوي

صحافية لبنانية تعمل في مجال الصحافة المكتوبة وإعداد البرامج. تحمل الإجازة في الإعلام من الجامعة اللبنانية الأميركية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى