فكرة إقفال سفارات لبنان في الخارج مطروحة وهذه الحلول البديلة
هل نقول وداعا للسلك الدبلوماسي اللبناني؟
عندما يكون المصروف أكبر من المدخول، يصبح من الطبيعي أن يتبخّر المال، فكيف إذا كان المدخول يقارب الـ “صفر” كما هو الحال في لبنان حالياً.
اقترب موعد رفع الدعم عن السّلع المدعومة من قبل مصرف لبنان، ولن يغيّر هذه الحقيقة شيء، إلا حصول معجزة ما تسمح بدخول مليارات من الدولارات الى الخزينة، وهذه الحقيقة ستنعكس حتما على كل القطاعات والمؤسسات والإدارات والأسلاك في لبنان، ومنها بطبيعة الحال السّلك الدبلوماسي.
لا يعتبر الوزير السّابق مروان شربل نفسه قد كشف سرّا عندما تحدّث عن اقتراب عودة الدبلوماسيين اللبنانيين الى لبنان، أو عن احتمال إقفال سفارات لبنانية في الخارج جرّاء ازمة الدولار، اذ يشير في حديث لـ”أحوال” الى أنّ مدخول السفارات اللبنانية قد انخفض بسبب عدم سفر الأجانب الى لبنان، وعودة عدد كبير من المغتربين، سواء لأسباب اقتصادية أو طبية بعد انتشار وباء الكورونا، مشددا على أنه لم يتحدث عن إقفال للسفارات يبدأ اليوم، بل هو أراد لفت نظر الدولة الى هذه المسألة قبل وقوع المصيبة.
ويضيف: “ما قلته هو أنه بما أننا سنبدأ بتقنين الدعم على الطحين والمحروقات والدواء بسبب عدم وجود الدولار، فهذا يعني أن الدولة لن تتمكن من تأمين الدولارات، او أي عملة أجنبية اخرى للسلك الدبلوماسي، وهنا نقصد رواتب الدبلوماسيين وأيضا تكاليف السفارات والقنصليات كإيجارات الأبنية على سبيل المثال، وأماكن سكن الدبلوماسيين، وبالتالي لن يكون امامنا سوى خيار الإقفال وعودة الدبلوماسيين الى لبنان”.
يعتبر شربل أن عودة الدبلوماسيين الى لبنان ستكون نتيجة حتمية لعدم توفّر الأموال، وهذا الأمر قد يبدأ مع نهاية الشهر المقبل، وهو موعد بدء رفع الدعم تدريجياً، محذّراً من أن هذا الملف سيكون واحداً من عشرات الملفات التي ستنفجر بوجه الدولة فور انتهاء الأموال ورفع الدعم، لأن من يتحدث مثلاً عن صفيحة بنزين بحدود الـ 50 ألف ليرة، لا يتطرّق لمسألة سعر صرف الدولار الذي سيصل الى أرقام خيالية بعد ازدياد الطلب عليه، متوقّعاً أنّ رفع الدّعم سيعني الى جانب ملف السفارات، انقطاع السلع كالطحين والمحروقات والدواء.
إقفال سفارات … حل مطروح
لا تنفي مصادر دبلوماسية لبنانية الكلام عن إقفال سفارات وعودة دبلوماسيين، فالأمور صعبة بالفعل، وهناك بعض السفارات التي ما زالت قادرة على تحمّل أعباء موظفيها من صندوقها، ولكن هناك سفارات أخرى غير قادرة على ذلك.
وتشير المصادر عبر “أحوال” الى أن الأكيد أن الدولة اللبنانية مفلسة، وفكرة إقفال سفارات قد طُرحت منذ فترة، وهي قيد الدرس حالياً ولكن لم يصدر أي قرار بشأن أي سفارات ستُقفل، كاشفة أن التوجّه هو لإقفال السفارات التي تتواجد في بلدان لا تضم جالية لبنانية كبيرة، وعندها يا إما يُصار الى تعيين قنصل للقيام بخدمة أبناء الجالية، يا إما تتولى المسألة سفارة في دولة قريبة.
وتضيف: “لا يمكن بأي شكل من الأشكال إقفال سفارات لبنانية في دول فيها جاليات ضخمة، كأستراليا مثلاً، ولكن حتى الساعة لم تنته الدراسات بعد، إنما الأكيد أنّ العام المقبل سيحمل على متنه قرارات قاسية جدا”.
محمد علوش