هشام حدّاد لـ”أحوال”: لا يستفزّني لقب “كراكوز” ولا الشتائم التي تصلني على السوشال ميديا
يرفض الإعلامي هشام حداد أن يكون بائع أوهام، يقول الأمور كما هي، حتّى لو اتّهمه البعض بأنّه يبثّ الهلع.
لديه أمنية واحدة، أن يعود لبنان كما كان، لكنّه يدرك أنّها أمنية مستحيلة، تجعل من الضّروري أن يفكّر كل مواطن بمستقبل عائلته، بعيداً عن بلد لا مستقبل فيه.
في غمرة انشغاله بتصوير مسلسله الجديد “نسونجي بالحلال”، التقى “أحوال” بهشام وكان هذا الحوار:
اليوم أنت منغمس إلى حدٍ كبير في السياسة لدرجة أنّ البعض يتّهمك بخرق الخطوط الحمر، ألا يخيفك هذا الاتهام؟
طبعًا لا أخاف، أنا أجيد ممارسة دوري كمواطن لبناني يعبّر عن كيانه وآرائه بكل جرأة وموضوعية، كما أنني أُتقن فن صياغة أفكاري وتطلّعاتي السياسيّة ّ على حساباتي الخاصّة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي من دون تردّد أو ذُعر، و”هذا أنا” بطباعي ومعتقداتي التي تمنعني من الوقوف على الحياد في الوقت الذي يعاني فيه بلدي من أزمات سياسية وتردّيّات اقتصادية، وأوضاع أمنية على المحك.
وصفت الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه رستم غزالي بنسخة أوروبية؟ لماذا؟ ومن هو المنقذ برأيك؟
كلّ تدخّل أجنبي، حتّى ولو كان في سبيل إنقاذ البلد، هو برأيي يشكّل مسًّا بالسيادة العامة، فالمبادرة الفرنسية والإجماع عليها قد يكونان خطوة أولى في انتشال البلد من الغرق في نظر البعض، ولكنني شخصيًّا اعتبره ولوجًا لأيادٍ خارجية. المنقذ الوحيد هو الشعب اللبناني، في حال تكاتف بثورة واحدة، ولم يدع النعرات الطائفية والسياسية تفرّقه، ولم ينقسم بقالب “جماهير أحزاب” عندها يستطيع تغيير الطبقة السياسية تمامًا لتضمّ وجوهًا شريفة، مثقّفة لديها مشروع سياسي نزيه لا يمتّ للفساد بصلة. اعلموا بأن لا تدخل خارجيًّا من دون انتداب، فأي مساعدة أجنبية سندفع ثمنها غاليًا.
يقال إنّك رفضت حقيبة وزارية وعينك على مقعد نيابي، في حال ترشّحت في الانتخابات المقبلة، ماذا سيكون برنامجك الانتخابي؟
لا أبغض السياسة بل أكره استغلال النفوذ لتحقيق مصالح شخصية، أو استعطاف الناس بأساليب ملتوية للوصول إلى أهداف فاسدة. ما نعيشه في لبنان لا يسمّى سياسةً بل “انتفاعٌ”. فمن يصبح وزيرًا لكي يوظّف حاشيته ويشكّلون عصابة للنصب على الشعب المسكين المغلوب على أمره لا يُطلق عليه اسم سياسي. وفي حال “أصبت” في المستقبل مقعدًا نيابيًّا، فهدفي سيصبّ نحو إلغاء الطائفية السياسية وسنّ قوانين عصرية تسهّل عبور لبنان نحو قيام دولة مدنية، مع قانون أحوال شخصية موحّد.
حاورت شخصيات من كافة المجالات، من هي أكثر شخصية ترى أنّه من الصعب محاورتها؟
الرقم الصعب كان “زياد الرحباني” ونجحت في محاورته، وكنت ممنونًا من أصداء المقابلة. وتبقى طبعًا السيدة “فيروز” في البال دوماً وعلى رأس اللائحة.
في مجال الفن والإعلام والصّحافة لمن تقول “إنتو جماعة حرتقجية“؟
لا أقولها لأحد، فكلّ شخصيّة مهما علا شأنها أو انخفض، يحقّ لها إعطاء رأيها حتى لو كان مختلفًا عن قناعاتي، ولكن أرى أن بعض الوجوه المعروفة تجاهر بآرائها بشكلٍ مهينٍ، كـ”شربل خليل” البعيد كل البعد عن موضوعية إعطاء الرأي، لأنه يذهب إلى رمي الشتائم وتوجيه الإهانات للكبير والصغير، من دون التحلّي بأدنى معايير الإطلالة الإعلامية، كاحترام المشاهد أو القارئ. كما أن الاستهزاء والسخرية لا يصبان في خانة إبداء وجهات النظر، فمن يريد أن ينتمي إلى الجماعات الفكرية والمثقّفة سياسيًّا وتاريخيًّا عليه الاجتهاد ليكون لديه دراية وإلمام بالسياسة قبل تحليلها أو انتقادها، كـ”رودني حداد” “يلي مش دريان بالخسّة”.
أعلنت مؤخراً عن ندمك لانتمائك سابقاً إلى التيار الوطني الحرّ، ما هو الأمر الآخر الذي تندم عليه؟
في الواقع، لا أندم على أيِّ شيءٍ آخر.
لنتحدّث عن تجربتك التمثيلية، أين وجدت نفسك أكثر، في السينما أم التلفزيون؟ وماذا تخبرنا عن المسلسل الجديد ” نسونجي بالحلال”؟
لم أجد نفسي ممثلًا كمهنة أساسية، ولكنها مصدر رزق إضافي قبل أن تشكّل إضافة معنوية. إنما كانت تجربة “يوم إي يوم لأ” جيّدة، واليوم نحن في صدد تصوير “سيتكوم” جديد بعنوان “نسونجي بالحلال” مع فريق عمل، يضم مجموعة من الممثلين المميزين، كـ: زياد برجي، نادين الراسي، هبة نور، أنجو ريحان، محمد خير الجراح وأنطوانيت عقيقي، كتابة زهير قنوع وفؤاد يمين ومن إخراج نبيل لبّس، أرجو أن ينال إعجاب المشاهدين.
قبل سنوات في لقاء جمعنا، سألتك بعد ٣٠ سنة أين ستكون، فأجبت حينها: “بشقفة أرض بالجبل مع جنينة كبيرة“. هل تغيّر حلمك أم ما زال نفسه؟
لقد حقّقت هذا الحلم. فأنا اليوم أعيش مع عائلتي في منزلي الكائن في منطقة برمانا الجبلية نوعًا ما، وتحيطه حديقة لافتة، ولكن ما أخشاه أن يصبح حلمي الجديد أن أمتلك منزلًا مع حديقة خارج البلاد، صدقًا لا أتمنّى أن يتحقّق حلمي الجديد، ولكن مع الأسف قد يصبح لبنان مكانًا من الصعب العيش في ربوعه.
ألا تخشى أن يتّهمك البعض ببثّ الهلع سيّما وأنّك مؤثّر وثمّة من يأخذ بآرائك ويتأثر بها؟
لست خائفًا بل صادق، أنا أوّل من صرّح للناس بأن الدولار سيصل للعشرين ألف ليرة، واعذريني لا يمكنني أن أكون كاذبًا فقط لكي أنسجم مع جمهوري الذي أحبّه، وأتمنّى له كلّ الخير، نعم لبنان قد يصبح مرتعًا للعصابات والناس الجائعة والفقيرة. لن نرى لبنان مجدّدًا كما عهدناه، لذا يجب على الإنسان أن يفكِّر بأمان عائلته الاجتماعي وحياة أولاده ومستقبلهم. لم أخدع الناس يوماً ولن أمارس بالتالي فنّ التّملّق لأنني لا أجيده، وكلّ ذلك لماذا؟ لأنشر كمًّا من التطمينات الوهمية التي لست أساسًا مؤمنًا بها!؟ بالطبع لن أفعل، فأنا لست “بائع أوهام” على غرار بعض الزعماء ورجال السياسة، ليرى الناس الحقيقة حتى لو كانت مرّة وصعبة.
ماذا تقول لـ”لكارهيك” على السوشال ميديا؟
يجب الا يكون لدي كارهون على الصعيد الشخصي، قد يبغضون تعليقاتي، ولكن من الناحية الإنسانية فلا أعتقد بأن لديَّ مبغضين، وإن وُجدوا فأنا أدعوهم للنقاش. من ناحية أخرى، لا مانع عندي أن يُدرج البعض صفة الكراكوز أو المهرّج قبل اسمي، فالمهرّج شخصيّة تُضحك الأطفال وتُدخل البهجة إلى قلوبهم، هي مهنة سامية واحترمها، ومن الصعب أن يجيدها أيٌّ كان. أنا أؤمن بقدراتي وأتمتّع بثقة عالية بمهنيّتي وشخصيّتي وثقافتي، التي من الصعب أن يهزّ عرشها قليل من الشتائم أو الإهانات الفارغة والخالية من ثقافة تقبّل رأي الآخر المغاير.
في هذا السّواد الذي نعيشه، ما هي أقصى أمنياتك؟
أمنية واحدة بجملة واحدة: “ليتنا نعود في لبنان كما كنّا”.
منال سعادة