الرئيس عون من قطر: المرحلة تتطلب وقوف الدول العربية الى جانبنا.. والتمديد “مش وارد”
الامير تميم: وزير الخارجية إلى بيروت للمساعدة
أكد أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال استقباله له قبل ظهر اليوم في الديوان الاميري في الدوحة، ان “قطر تقف الى جانب لبنان، ومستعدة لمساعدته في كل المجالات التي يتطلبها نهوض لبنان من الظروف الصعبة التي يعيشها والتي انعكست سلبا على اللبنانيين في حياتهم اليومية”، فيما اعتبر الرئيس عون ان “الدعم الذي تقدمه قطر للبنان، نموذجي ويؤكد علاقات الاخوة والتعاون التي تجمع بين البلدين الشقيقين”.
مواقف الرئيس عون وامير قطر جاءت خلال المحادثات التي عقدت في الديوان الاميري بعيد وصول رئيس الجمهورية الى مطار الدوحة الدولي عند العاشرة قبل ظهر اليوم بتوقيت الدوحة، حيث كان في استقباله وزير الرياضة والشباب القطري صلاح بن غانم العلي على رأس وفد من الديوان الاميري، سفيرة لبنان في قطر فرح بري وكبار موظفي السفارة.
ثم انتقل الرئيس عون والوفد المرافق الى الديوان الاميري مباشرة. وفي مستهل المحادثات، رحب أمير قطر بالرئيس عون، شاكرا له تلبيته الدعوة التي كان وجّهها اليه لحضور افتتاح بطولة كأس العر ب- فيفا 2021 في كرة القدم، وتدشين الملاعب الاولمبية الجديدة، معتبرا ان “لهذه الزيارة معاني خاصة نظرا لما يجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين من اواصر المحبة”.
وقال: “ان قطر كانت وستبقى دائما الى جانب الشعب اللبناني في كل الطريق التي مر بها خلال الاعوام الماضية، وهي علاقة تاريخية متجذرة، وما تقدمه قطر للبنان واللبنانيين هو اقل الواجب”، منوهًا بـ “دور اللبنانيين في قطر، وما يقدمونه في مجالات عملهم واختصاصهم”، ومؤكدًا “الترحيب الدائم باللبنانيين الذين بات عددهم يتخطى الـ 55 الف شخص”.
من جهة أخرى، تحدث الأمير تميم عن “الظروف الصعبة التي يمر فيها اللبنانيون وقدرتهم على النهوض من جديد”، لافتاً الى “استعداد بلاده للمساهمة في الاستثمار في لبنان بعد انجاز القوانين المناسبة لذلك”، ومؤكدا “الرغبة في العمل مع لبنان على تجاوز الظروف الراهنة”.
كما أعلن انه “سوف يوفد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى بيروت في الفترة المقبلة، لمتابعة البحث في التطورات، وتقديم المساعدة الضرورية للبنان”، معربًا عن امله في ان “تجد الازمة القائمة بين لبنان وعدد من دول الخليج حلولاً في القريب العاجل، ولا سيما أن لبنان كان دائما الى جانب الدول العربية والخليجية كافة”.
بدوره، رد الرئيس عون شاكرا للامير تميم دعوته، وأعرب عن سروره لتلبيتها، مقدرا خصوصا “الدعم الدائم الذي قدمته قطر للبنان والمساعدات التي ساهمت في التخفيف من معاناة اللبنانيين”. كما شكر له “ما تقدمه بلاده للجيش اللبناني والمؤسسات الامنية”، معربا عن أمله في أن “يتعزز التعاون بين البلدين أكثر لما فيه مصلحة الشعبين”، مرحبًا بأي “استثمار تقوم به قطر لتنفيذ مشاريع انمائية في لبنان في مجالات الطاقة والكهرباء والقطاع المصرفي وغيرها، حيث الفرص كثيرة ومتفرعة”.
من جهة أخرى، عرض الرئيس عون الظروف التي يمر بها لبنان حالياً، لافتا الى انها “نتيجة تراكمات تجمعت منذ سنوات، بالاضافة الى سياسات اقتصادية خاطئة تم اعتمادها”. وقال ان “الجهود قائمة حاليا لوضع برنامج للنهوض الاقتصادي في البلاد سوف يعرض على صندوق النقد الدولي لاطلاق ورشة عمل متعددة الوجوه، تعالج الثغرات التي اوصلت البلاد الى ما هي عليه حاليا من أزمات”.
وتناول البحث بين الرئيس عون والامير تميم مواضيع عدة، لا سيما منها اعادة تأهيل مرفأ بيروت وتأمين الطاقة الكهربائية والتعاون في مجال النفط والغاز حيث تقرر ان يعقد الوزير فياض اجتماعا مع نظيره القطري لاستكمال البحث في النقاط التفصيلية اللازمة، لا سيما بعدما اطلق لبنان دورة التراخيص الثانية للتنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة في كانون الثاني 2022.
واتفق الرئيس عون والامير تميم على ان يعقد الوزراء المعنيون في كل من لبنان وقطر، اجتماعات للبحث في المواضيع المشتركة التي تهم البلدين وفق الاتفاقات المعقودة بين البلدين.