مجتمع

عندما تكسر المرأة صورتها النمطية في المجتمع!

الصورة النمطية هي الصورة التي لطالما تعودنا على رؤيتها في حياتنا اليومية، وكل شيء يخرج عن هذا النمط نراه غريبًا على مجتمعنا بحيث يمكن ان يثير جدلا واسعًا، فكيف لو كان الموضوع يتعلق بنساء اخترن او شاء القدر ان يتجهن في حياتهن الى نمط آخر من العيش، نمط بعيد كل البعد عن الصورة النمطية للنساء او الطبيعة الفطرية الانثوية لهن.

كان لموقع “احوال” حديث مع عدد من السيدات اللاتي تكلمن عن تجربتهن في اعمال نُسبت الى الرجال فقط، لكن من خلال ما مررن به كان لهن رأيهن الخاص، وظهر ذلك من خلال تعابير وجوههن او كلماتهن العفوية التي جاءت الاكثر تعبيرا عن استغرابنا لما يقمن به!

وديعة عويس التي جعلت من ساحة بيتها المتواضعة مكانا تغسل فيه السيارات، تقول: “ان عملي الاساسي هو في الخياطة، ولكن الظروف الصعبة وغياب اي دعم لي جعلني الجأ لغسل السيارات وخصوصا انني اعيش مع قريبتي المسنّة التي لا معيل لها، وافتخر انني اعمل واجني المال من عرق جبيني دون حاجتي لاي احد، والعمل لا يسبب لي أي إحراج او خجل”، وتضيف: “مقتنعة بأن اعيش كما اريد بقناعة وكرامة”.

بعدسة أوديت همدر

وتتابع كلامها: “امكانياتي المتواضعة لم تمكنني من تجهيز المكان بالشكل اللازم، ولكن “الشغل مش عيب” ولا فرق بين الرجل والمرأة، طبعا هناك بعض الاعمال التي تحتاج الى قوة بدنية، ولكن كل ما تستطيع المرأة القيام به من اعمال هو ليس محرما عليها ويجب احترام خياراتها وقناعاتها وظروفها”.

اما ايليان فرنجيه، سائقة الباص المميزة التي “تقاعدت” نتيجة وضعها الصحي تروي لنا تجربتها وتقول: “بدأت معي القصة عندما كنت ارسل ابنائي الى مدرستهم وبعدها ازداد عدد التلاميذ معي وكان زوجي ميكانيكي وسائق باص ايضا، وعندما ازداد العدد معه قرر ان يعطيني باصه الاصفر ويأخذ سيارتي”، مضيفة: “في بداية الامر، شعرت بصعوبة لاني لم اقود باص من قبل، لكنه اعطاني التعليمات الخاصة بقيادة الباصات مثل “وسعي الكوع بس بدك تلفي”، وبدأ الاهالي يشعرون بمدى محبتي واهتمامي باولادهم وكانني بمثابة ام لهم وهذا الامر شكل تشجيعا كبيرا لهم”.

بعدسة أوديت همدر

وتضيف: “كانت تجرية جميلة ولكنها متعبة في الوقت نفسه، واصبحت بحاجة الى سائق ثانٍ داخل زغرتا وبات لدينا ثلاث باصات، الى ان وصلت الى مرحلة القيادة لحوالي الست او ثماني ساعات في اليوم الواحد لاعود بعد كل هذا التعب الى منزلي لاهتم باعمالي المنزلية اضافة لتدريس اولادي والعناية بهم”، مشيرة الى انها كانت تواجه الكثير من المواقف التي كانت تتعبها فعلا كامرأة، “ولكني كنت “قدها وقدود” ورغم التعب كنت اشعر بالفرح لانني اساعد زوجي في تحمل وتقاسم كل الاعباء والمسؤوليات”، بحسب تعبيرها.

وتختم: “بعد إثني عشر عاماً كسائقة باص، تقاعدت نتيجة وضعي صحي الذي اجبرني على ترك هذا العمل، ولكن الشيء الجميل انني كنت من اوائل السيدات التي تقدن باصا في المنطقة”.

أما زينة الابرص، فكان لها حديث مختلف عن تجربتها في محطة محروقات يملكها زوجها الذي كان لديه عمل آخر يمنع تواجده الدائم لتلبية الزبائن، فتقول: “منذ خمس سنوات بدأت اساعده واقوم بتعبئة البنزين للزبائن وقت غيابه بدون أي إحراج بمساعدة إبننا لأنه كان الافضل لنا ان نعمل كعائلة دون الاستعانة بأي عامل”.

بعدسة أوديت همدر

وتضيف: “المرأة لا يمكن تقييدها او اعتبارها دون الرجل او انها تقوم بشيء غريب في مجتمعها، وها هي في العديد من المجالات تعطي وتنتج بعيدا عن العقلية العنصرية تجاهها. فهي نصف المجتمع وقد أثبتت نفسها بقدرتها على العمل في كل المجالات فكانت الى جانب الرجل في الكثير من المهمات، فمتى وجدت عندها القناعة فهي قادرة”، خاتمة كلامها بالقول: “ما علينا الا ان نخرج من التفاهات التي تحكم مجتمعنا، ونكون معا يدا بيد من اجل بناء مجتمع افضل بعيدا عن التمييز العنصري والسطحية”.

مرسال الترس

مرسال الترس

اعلامي لبناني كتب في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى