انتخابات

الإنفاق الانتخابي 2022: بحر من الدولارات!

لم تنته بعد القراءات التفصيلية للانتخابات النيابية التي جرت في أيار 2022. الانتخابات التي تخطت فيها الزبائنية وشراء الأصوات والرشاوى فاقت سابقاتها.

المخالفات “على مد عينك” دون حسيب أو رقيب، هذا ما كان يراه جزء ضئيل من الإعلام والمراقبين.

لكن طغيان المؤسسات الكبيرة “المشتراة” على المشهد الإعلامي ألغى كل تشكيك بالمرشحين الممولين!.
في تقريرها الرسمي الذي وزّعته على المسؤولين اللبنانيين مؤخراً، كشفت بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات، عن حجم الأموال المستخدمة في الإعلام وعلى وسائل التواصل الإجتماعي.

بحر من الدولارات صُرف في ظل أزمة مالية واقتصادية طاحنة قادت لبنان إلى الانهيار.

وأظهرت مراقبة بعثة الاتحاد الأوروبي لوسائل التواصل الاجتماعي أن التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والمرشحين المستقلين كانوا ناشطين جداً.

وأثار الحزبان أعلى قدر من التفاعلات على “فيسبوك” و”تويتر”، بينما كان التفاعل أقل لدى الكتائب والمردة.
والمرشحون المستقلون والمعارضون، بحسب التقرير كانوا الأكثر ظهوراً على منصات التواصل من خلال المحتوى المدفوع.
تحليل البعثة شمل الإعلانات السياسية التي تمت مشاركتها على 243 صفحة على فيسبوك من 22 آذار حتى 15 أيار.

ورَاوح الإنفاق عبر الإنترنت بين 100 دولار و27 ألف دولار.

القوى الناشئة الجديدة، كما وصفتها البعثة، أي القوى “التغييرية”، قامت بإعلانات على 128 صفحة من الصفحات المرصودة.

وأصدرت ما مجموعه 3 آلاف و338 إعلاناً مقابل 117 ألف دولار أميركي.

ومن بين هذه القوى برزت حركة “مواطنون ومواطنات في دولة” كالأكثر تنظيماً إذ عرضت صفحتها الحزبية إعلانات تغطي كل الدوائر.
وصنّفت البعثة صفحة “ممفد” كثالث أكبر منفق على فايسبوك (115 إعلاناً، 16 ألفاً و896 دولاراً).

فيما حلّت القوات اللبنانية في المرتبة الأولى كأكبر منفق (115 إعلاناً، 27 ألفاً و396 دولاراً).

ومن الواضح هنا أن المراقبة اقتصرت على الصفحات الرسمية فقط للأحزاب وليس صفحات مرشحيها الذين أنفقوا فردياً ما يوازي أو يفوق إنفاق أحزابهم بأضعاف.

وحلّ الكتائب في المرتبة الثانية (143 إعلاناً مقابل 16 ألفاً و896 دولاراً) وصفحة “بيروت بدها قلب” التابعة للنائب فؤاد المخزومي رابعة (103 إعلانات مقابل 9 آلاف و446 دولاراً).
في حين أنه نادراً ما لجأ تحالف 8 آذار إلى المحتوى المدفوع على “فيسبوك”.

المرشحون الأثرياء اشتروا “الحزم الانتخابية” المدفوعة التي اقترحتها بكلفة عالية القنوات التلفزيونية التجارية الرئيسية الثلاث، وهي “الجديد” و”المؤسسة اللبنانية للإرسال” و”أم تي في”.

وشملت هذه “الحزم” الوصول إلى البرامج الإخبارية والحوارية والمقابلات والتغطية المباشرة.
وقد رَاوحت الأسعار بين 1000 يورو مقابل 30 ثانية وأكثر من 500 ألف يورو للحصول على حزمة كاملة على القنوات الثلاث، وزادت هذه الأسعار في الأسبوعين الأخيرين قبل الانتخابات.
ولم تعلن أي مؤسسة عن “البرامج المرعية” سوى المؤسسة اللبنانية للإرسال.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى