لقاح لفيروس «سارس-كوف-2» يستحثّ حشدًا سريعًا ومستقرًّا لخلايا +CD8 التائية
للقاحات القائمة على الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) المستهدِفة للبروتين الشوكي في فيروس كورونا المُسبِّب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة من النوع الثاني (الذي يُشار إليه اختصارًا بفيروس «سارس-كوف-2» SARS-CoV-2) تلعب دورًا وسيطًا في الوقاية من الحالات الوخيمة من هذا المرض بعد مرور عشرة أيام فقط من الجرعة الأولى من اللقاح، عندما تكون الأجسام المضادة المُحيّدة مرصودة بالكاد. وبالتالي، ربما تكون خلايا +CD8 التائية المُستحثة باللقاح هي الوسيط الرئيس في عملية الوقاية في هذه المرحلة المبكرة. ومع ذلك، لا تزال تفاصيل تحفيز هذه الخلايا، والاختلافات عما يحدث في العدوى الطبيعية، وعلاقة تلك العملية بالأسلحة المناعية الأخرى المستحثة باللقاحات غير مفهومة بالكامل.
ويبيِّن الباحثون في هذا البحث المنشور وجود حشد قوي لاستجابة مناعية مستقرة وفعالة تمامًا على مستوى محدد مستضدي واحد، تشنّها خلايا +CD8 التائية بعد أسبوع واحد من الجرعة الأولى للقاح bnt162b2، رغم أن إمكانية رصد هذه الخلايا والأجسام المضادة المُحيّدة في مجرى الدم تظل ضعيفة في هذه الفترة. كما أنَّ الجرعة المُعززة من اللقاح أدت إلى تحفيز انتشار قوي لهذه الخلايا التائية، أسفر عن إنتاج خلايا +CD8 تائية مستفعلة عالية التمايز، لكنْ دون التأثير بالسلب على القدرة الوظيفية لهذه الخلايا، أو على مجموعة الخلايا الذاكرة التائية السلفية. وقد أظهر ما استُحث مبكرًا من الخلايا الذاكرة التائية قدرات وظيفية مشابهة له في حال العدوى الطبيعية، وإنْ اختلف توزيع المجموعات الفرعية من هذه الخلايا.
وتشير النتائج التي توصل إليها الباحثون إلى أنَّ خلايا +CD8 التائية بالغة الأهمية كخلايا مُستفعلة؛ وأن مستوياتها تتزايد خلال مرحلة الوقاية المبكرة التالية لجرعة التطعيم الأولى باللقاح، ويسبق نشاطها اكتمال تكوين الأسلحة المناعية الأخرى المستفعلة المُستحثة باللقاح، وأن نشاطها يظل مستقرًّا بعد أخْذ الجرعة المعززة من اللقاح.
المصدر: https://www.nature.com/articles/s41586-021-03841-4