“حاضر مقلق ومستقبل مجهول”، بهذا العنوان اختصر المدير العام لوزارة الشباب والرياضة زيد خيامي وضع الرياضة اللّبنانية في حواره مع “أحوال”، وتابع:”قبل انتفاضة 17 تشرين الأوّل ومن بعدها جائحة كورونا وصولاً الى كارثة انفجار مرفأ بيروت والتبعات الاقتصادية وانهيار سعر صرف اللّيرة التي نتجت عنها أزمات اقتصادية غير مسبوقة، لم تكن الرياضة اللّبنانية بحال جيّدة نتيجة لغياب العمل المؤسساتي عن كل قطاعاتها بسبب اللّجوء إلى المبادرات الفردية لبعض المتمولين ما أثّر على تأسيس قاعدة صحيحة للاستمرارية، وأكبر دليل على ذلك كان اعتذار أي متموّل عن متابعة دعمه يؤدّي إلى انهيارالأندية عن بكرة أبيها”.
خيامي الضليع والخبير بتفاصيل الرياضة اللّبنانية كافة والموجود في منصبه طوال 26 عاماً يرسم صورة قاتمة، ويقول :”لطالما تحكّم المزاج الشخصي في إدارة الأندية، وحالياً مهما بلغت القدرات المالية للمتموّلين فإنّ الخوف من استمرار تدهور الوضع الاقتصادي جعلهم يتراجعون تدريجاً تمهيداً للتوقف عن الدعم، فهناك آلاف العائلات تعتاش من وراء الرياضة بداية بالإداريين مروراً بالمدربين واللّاعبين وصولاً إلى الطبابة الرياضية والتجهيزات اللّوجستية، والمعلومات التي تصلنا لا تبشر بالخير أبداً حيث توقفت أندية كثيرة عن دفع الرواتب وقلّة قليلة منها تدفع نصف أو ربع راتب، فعلاً أنّها كارثة معيشية تهدّد بعواقب وخيمة”.
ولكن، أين دور وزارة الشباب والرياضة في تقديم المساعدات للتخفيف من حدّة الأزمة، يجيب خيامي: “قبل انهيار سعر صرف اللّيرة كانت قيمة المساعدات في الوزارة تساوي 3 ملايين دولار أميركي وكنّا نوزعها على الاتحادات والأندية والجمعيات الشبابية والكشفية وبالكاد كانت تسد أرمق، أمّا الآن فقيمة المساعدات هبطت إلى نحو 400 ألف دولار قدمنا منها مساعدات فهي لن تسد واحد بالمئة من المتطلبات”.
هذا عن الحاضر، فماذا عن المستقبل، يجيب:”آمل أن يتم استغلال الأزمة الحاصلة الآن إيجابياً عن طريق تشكيل فرق عمل تؤسس لمرحلة جديدة تعتمد على العمل المؤسساتي، يتم من خلالها تأمين التمويل المتواضع لكلّ اتحاد وناد كمرحلة أولى على أن توضع خطط متوسطة وبعيدة الأمد مستقبلاً”.
في ظل الأزمة الخانقة بدأت الاتحادادت تخطّط لانتخابات لجانها الادارية ابتداء من الشهر المقبل حتى نهاية العام الحالي، فهل ستسطيع هذه الاتحادات التي تقع تحت السيطرة الطائفية والسياسية وفشلت في إدارة اتحاداتها أن تغير الواقع، يرد خيامي:”ما أصعب الحياة لولا فسحة الأمل، فحالياً من الصعب جداً إيجاد البدلاء لكسر المعادلات وإحداث التغييرات، وأعتقد أنّ ما من أحد يرغب الآن في خوض تجارب الإدارة الرياضية نظراً لصعوبة الأوضاع من الجوانب كافة”.
هل كلامك هذا يعني أنّ مستقبل الرياضة اللّبنانية بخطر:”نعم، فالمستقبل مجهول المصير لأنّ الحاضر معدوم، واذا استقرت الأمور في لبنان وتحديداً الاقتصادية منها، فإنّنا نحتاج إلى خمس سنوات على الأقل لإعادة تأسيس الرياضة اللّبنانية وفق إجراءات علمية تعتمد أوّلاً على إيجاد تمويل مستمر وإلى وضع رؤية فنيّة تساعد في جذب المتمولين والرعاة والإعلانات، وأتمنى أن يترافق ذلك مع رفع قيمة المساعدات في ميزانية الوزارة”.
يوسف برجاوي