منوعات
أخر الأخبار

جبهة لبنانية ستُبصر النور… ماذا يحَضّر حزبا الكتائب والأحرار؟      

في مكاتب حزبَي الكتائب اللّبنانية والوطنيين الأحرار تحركات لا تهدأ، واجتماعات مكثفة على مستوى المكتب السياسي، واتصالات بعيدة عن الأضواء، ولقاءات تأخذ في معظمها طابع السرية… فماذا يدور في فلك المجتمعين؟ وهل من مفاجأة سياسية يحضّرها الحزبان؟! خصوصاً أنه منذ أسبوع كان هناك اجتماع مطوّل في البيت المركزي لحزب الوطنيين الأحرار في السوديكو بين رئيسَي الحزبين دوري شمعون وسامي الجميّل، في حضور عضو المجلس السياسي في حزب الوطنيين الأحرار كميل دوري شمعون وأمين خارجية الحزب بيار جعارة، ومنسّق العلاقات السياسية في حزب الكتائب سيرج داغر ورئيس جهاز الإعلام فيه باتريك ريشا.

مصدر مسؤول في حزب الكتائب اللبنانية صرّح بأنّ “هذا الاجتماع كان مقرراً من قبل، ولم يكن له علاقة بزيارة ماكرون الثانية للبنان، ولا بالعشاء الذي حصل في بكفيا مع شينكر”… مشيراً إلى أنّ “الاجتماعات بين قيادتي الحزبَين تعود لسنين طويلة خَلت، وهي تدخل دائماً في إطار التشاور في مختلف الأمور الوطنية، علماً أنّ هناك لجنة تنسيقية بين الحزبين تجتمع دوريّاً…”.

أمين خارجية حزب الوطنيين الأحرار بيار جعارة، الذي شارك في هذا الاجتماع، أوضح انّه “بُحثت فيه الخطوات العملية لتأسيس معارضة حقيقية بين كل التيارات والأحزاب المسيحية والاسلامية، وإنشاء جبهة لبنانية لها وزنها السياسي، مهمّتها تأسيس معارضة فاعلة تستطيع أن تقف في وجه السلطة ومحازبيها ومناصريها، لانتشال لبنان من الأزمات التي يتخبّط فيها منذ سنوات…”.

كما أشار إلى أنّ “هناك برنامجاً واضحاً سينبثق عن هذه الجبهة، يلتزم بمطالب الثورة ويسعى لتحقيق هواجس الشعب اللبناني، الذي لم تُعِره السلطة أي اهتمام على رغم ثورته منذ 17 تشرين وحتى اليوم…”.

وتعقيباً على كلام جعارة، أشار مصدر مسؤول في حزب الكتائب اللبنانية إلى أنّ “هناك جَواً معارضاً ومَشحوناً ضد ما تقوم به السلطة الحالية، وهناك اجتماعات تنسيقية بين بعض الأحزاب والتيارات والنوّاب المستقيلين والذين لم يقدّموا استقالاتهم بعد وبعض مجموعات ثورة 17 تشرين… ومن الطبيعي أن يكون حزبا الكتائب والأحرار في طليعة المعارضين والمنتفضين…”. وأوضح أنّ “هناك اجتماعات متعددة قمنا بها للتنسيق في ما بيننا من أجل محاولة إخراج لبنان من المحَن السياسية والاقتصادية والمعيشية التي يتخبّط بها… أمّا الاجتماع الذي اقتصر على رئيسَي الحزبين فيندرج ضمن إطار هذه المشاورات، ولم يكن هدفه خَلق جبهة مسيحية معارضة للسلطة، كما تكهّن البعض في وسائل السوشيال ميديا…”.

هذه الجبهة المسيحية المعارضة التي لم يَتبنّها المصدر المسؤول في حزب الكتائب، قام الأستاذ بيار جعارة بالإضاءة على بعض خفاياها، فأوضح أنه ” في ظل الصراع الذي كان قائماً بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بعد فشل “اتفاق معراب”، وخوفاً من أن يؤسّس الجَو المشحون بينهما لمشاكل كارثية في المجتمع المسيحي، كما حصل بين عامَي 1988 و1990، زار رئيس حزب الوطنيين الأحرار الأستاذ دوري شمعون مقر البطريركية المارونية الصيفي في الديمان، على رأس وفد من الحزب، والتقى غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وتباحثا في شأن الانهيار المسيحي وكيفية معالجته… فطلب منه البطريرك أن يعمل على تأسيس جبهة مسيحية تكون مهمتها الأساسية انتشال المسيحيين من الوضع السياسي المُزري الذي وصلوا إليه بسبب الخلافات المتكررة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، لكنّ انفجار 4 آب في بيروت حال دون أن تبصر هذه الجبهة النور، لأنّ العالم كله انشَغَل بكارثة المرفأ…”.

فهل ستُعلن جبهة لبنانية جديدة في الأسابيع القليلة القادمة يكون حزبا الكتائب والأحرار عرّابيها، وتكون على غرار الجبهة اللّبنانية التي كان من شخصياتها الأباتي شربل قسيس والرئيس كميل نمر شمعون والشيخ بيار الجميّل ؟ فلننتظر لنتحقق…

طوني طراد

طوني طراد

كاتب وصحافي لبناني. حائز على ماجستير في اللغة العربية من الجامعة اللبنانية. صدر له عدة دراسات سياسية وأدبية ابرزها كتاب "صورة المرأة في شعر ميشال طراد".

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى